افتتاحية .. العالم الدبلوماسي
بقلم: باسكال كوكيز
(صحيفة ” ليه دغنياغ نوفال دالألزاس- Les Dernières Nouvelles d’Alsace” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي”سبأ”)
في الوقت الراهن، كل شيء بسيط نسبياً بالنسبة للرئيس المنتخب جو بايدن, إنه دائماً وقت الكلمات والتصريحات.
والجزء الأصعب سيأتي بسرعة كبيرة لا محالة، عندما يتعين علينا أن نتمسك بالواقع, على أرض الواقع وأن نعمل على تحويل الخطاب إلى أفعال وعمل.
وعلى الصعيد الدولي على وجه الخصوص، حيث لا يمكن بعد قياس الضرر الناجم عن أربع سنوات من السياسة المانوية* والمتقلبة ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط والأدنى, حيث الوضع والحالة المتأججة.
لذا يجب على جو بايدن أن يمر بكل ذلك مرة أخرى, إعادة العلاقات المتضررة مع حلفاء أميركا التقليديين وخاصة في القارة الأوروبية, وخفض التوترات مع إيران، وكبح جماح كوريا الشمالية مرة أخرى، وتهدئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، مع الحفاظ على الضغوط على الصين “المشروع الرئيسي”.
وبما أن التحدي الكبير الذي يواجه الرئيس الجديد هو استعادة ثقة الشعب الأمريكي في بلدهم، يجب أن نقدم لهم مرآة تلبي وترقى إلى مستوى توقعاتهم.
ولكن بعيداً عن هذه النرجسية الخلقية، من الواضح أنه إذا كان العالم بحاجة إلى الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة نفسها لا تستطيع أن تتصرف أو تتظاهر بأنها لا تعيش على نفس الكوكب, سواء كانوا يحبون ذلك أم لا، حيث أنه من الواجب عليهم أن يؤلفوا، ويعالجوا، ويحالفوا، بمعنى آخر, يجب عليهم أن يضطلعوا بدورهم التاريخي, لأن هذا في مصلحتهم أيضا.
لذلك، فإن الرئيس جو بايدن مقتنع بأنه إذا لم يعد المقصود من بلده أن تكون شرطي العالم، فإنه لا يستطيع أن يفلت من مسؤولياته.
ومن هنا جاء الإعلان عن انتهاء الدعم الذي كانت توليه الإدارة الأمريكية للمملكة العربية السعودية في الحرب في اليمن.
كما جاء ومن هنا ايضاً التحذير الذي أرسل إلى روسيا: تصالح نعم، ولكن بحازم وقوة.
إن زيارته إلى وزارة الخارجية بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه – في حين استغرق سلفه دونالد ترامب أكثر من عام للوصول إلى هناك ــ تشير بوضوح إلى مسار: الدبلوماسية.
وعلى هذا الأساس وعلى أساس التعددية، من المتوقع أن تكون إدارته على هذا النحو هي “أمريكا قد عادت”.
* السياسة المانوية: موقف يتألف من تبسيط العلاقات بين العالم واختزاله إلى معارضة بسيطة بين الخير والشر.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.