بقلم: شون تاندون وشذى يائيش

(صحيفة “لو دفواغ-” le devoir الكندية- ترجمة:أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بشطب الحوثيين من اليمن من قائمة الجماعات الإرهابية، وهي التسمية التي اعتبرتها منظمات العمل الإنساني ضارة بجهود المساعدات الإنسانية على الأرض.

ومن جانبها, رحبت الأمم المتحدة بهذا القرار، في حين أثنى الأطراف المتحاربة من الجانبين على جهود السلام التي تبذلها واشنطن في البلد الذي مزقته أكثر من ست سنوات من الحرب.

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن رئيس الدبلوماسية الأميركية، أنتوني بلينكن، أبلغ الكونغرس “رسمياً” يوم الجمعة بعزمه على رفع اسم الحوثيين من القائمة السوداء, حيث سيبدأ سريان التدبير بسرعة.

وقال عبد الله حجر، وهو مسؤول حوثي، لوكالة فرانس برس, إن “إلغاء هذه التسمية خطوة نحو السلام”.

كما قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان إن “إلغاء هذه التسمية سيجلب ارتياحاً عميقاً لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الحيوية والأساسية”.

وكان الحوثيون قد تم تصنيفهم كجماعة إرهابية بحلول نهاية ولاية دونالد ترامب، ومن جانبها,  شعرت منظمات الإغاثة الإنسانية بأن هذا التصنيف سوف يعيق عملهم على الأرض.

العواقب الإنسانية:

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن “هذا القرار لا علاقة له بما نعتقده أو نفكر به عن الحوثيين وسلوكهم الشنيع والمستهجن، بما في ذلك الهجمات على المدنيين واختطاف المواطنين الأمريكيين”.

“إننا ملتزمون بمساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وسيادتها ضد المزيد من الهجمات, ولا يعزى عملنا إلا إلى العواقب الإنسانية لهذه اللحظة الأخيرة التي حددتها الحكومة السابقة، والتي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنها سوف تعجل خطى أخطر أزمة إنسانية في العالم”.

ومن جانبها, قالت المنظمات الإنسانية أنه ليس أمامها خيار سوى التعامل مع الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء, بحكم الأمر الواقع, حيث أن اعتبارهم إرهابيين يعرضون أي كيان يتعامل معهم لخطر التعرض للمقاضاة من قبل الولايات المتحدة.

برر مايك بومبيو سلف أنتوني بلينكين، هذه الخطوة بتسليط الضوء على روابط وعلاقات الحوثيين بإيران التي كان الرئيس ترامب شديد العداء لها, حيث استشهد بالهجوم القاتل الذي شنه المتمردون في ديسمبر المنصرم والذي استهدف مطار مدينة عدن ثاني أكبر حاضرة في اليمن.

ويأتي هذا التحول بعد إعلان الرئيس الجديد جو بايدن عن إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف العسكري بقيادة السعودية التي أخذت على عاتقها مهمة صد الحوثيين.

قالت طهران, أن هذا القرار يمكن أن “يصلح أخطاء الماضي”, في حين قالت  وزارة الخارجية في بيان لها  أن هذا لن يحل مشكلة اليمن بمفرده”.

أكدت الأطراف المتحاربة من جديد التزامهم بإنهاء الصراع بعد أن تعهد الرئيس بايدن بدعم “الجهود الدبلوماسية”، ولكن الحل لا يزال بعيد المنال كما يقول الخبراء.

لأكثر من ست سنوات، يدور رحى الصراع في اليمن بين المعسكر الحوثي ضد معسكر القوات الحكومية اليمنية، التي تتلقى الدعم من قبل دول التحالف العربي بقيادة السعودية منذ أواخر مارس من العام 2015.

أدى هذا الصراع إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى, في حين شرد الملايين، وفقاً للتقارير الصادرة عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة، كما تسببت في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

“يجب أن تتوقف هذه الحرب”:

قال الرئيس بايدن “يجب أن تتوقف هذه الحرب” معلناً إلغاء مبيعات الأسلحة إلى الرياض وتعيين الدبلوماسي المحارب المخضرم تيموثي ليندركينج مبعوثاً لليمن.

رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي بهذه التصريحات، مؤكدة على “أهمية دعم الجهود الدبلوماسية”, كما رحبت بتعيين ليندركينج “باعتبارها خطوة مهمة” في إنهاء الحرب التي تسبب بها الحوثيون المدعومون من إيران”.

لطالما نفت إيران أنها من يقوم بتزويد الحوثيين بالأسلحة، لكنها لا تخفي في نفس الوقت دعمها السياسي للحوثيين.

وأيدوا الحكومة الأميركية الجديدة التي أشارت في يناير إلى أنها سوف تعيد النظر في تصنيف القائمة السوداء.

قال حميد عاصم، وهو مسؤول حوثي لوكالة فرانس برس “نحن متفائلون بحذر”, واضاف إن “صواريخنا لن تتوقف حتى يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار […] انهم هم الذين بدؤوا الحرب، وهم الذين يجب أن ينهوها”, في إشارة إلى الحكومة وحلفائها.

ومن دون الإشارة إلى نهاية الدعم الأمريكي للتحالف، أشادت الرياض بـ”التزام” الرئيس بايدن “بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات الموجهة ضدها”, حيث كانت السعودية هدفا لهجمات متكررة للحوثيين منذ أشهر.

غرد عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية, من على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”: “نتطلع إلى العمل مع الأصدقاء الأمريكيين لإنهاء الصراع”.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.