( صحيفة” لا نوفيل غوببليك- La Nouvelle “République الجزائرية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

نشر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أواخر شهر يناير المنصرم دراسة عن سيناريو الرد الإيراني المحتمل في حالة حدوث مواجهات عسكرية قد تؤدي إلى حرب في منطقة الشرق الأوسط بين المحور الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله من جهة والمحور الذي يضم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.

وفيما يتعلق باندلاع المواجهة، تتوقع الدراسة أن تكون الجهة الغربية من الاراضي العراقية هي معقل أولى عمليات القصف باتجاه إسرائيل.

تشير الدراسة إلى أن احدى الغارات سوف تتمكن من تخطي النظام الدفاعي بطريقة مباشرة, حيث سوف يصيب ناطحة سحاب في تل أبيب بشكل مباشر.

لم تقف الدراسة الإسرائيلية عند الحد هذا فحسب, بل عملت على طرح عدد الوفيات الناجمة عن هذه الغارة, حيث قدرتها بـ 6 قتلى بالإضافة إلى 30 جريح, ولم توضح الدراسة الكيفية التي انتهجتها في تقدير هذه الأرقام.

وتتوقع الدراسة أيضا أن يكون الهجوم الذي شن بواسطة صواريخ باليستية جزءا من سلسلة من العمليات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

وبالتوازي مع الهجمات الصاروخية التي جعلت من العراق منصة لإطلاقها باتجاه الأراضي الإسرائيلية، يتم استهداف مجمع سفارة الولايات المتحدة في بغداد بوابل من القذائف, مما يسفر عن مقتل جندي واحد من أفراد مشاة البحرية الأمريكية.

وفي اليوم السابق لهذه الهجمات المزعومة بحسب الدراسة، من المتوقع أن تشن إيران سلسلة من الهجمات بالأسلحة النارية على ممر مارينا دبي ومركز تجاري ضد سياح إسرائيليون.

ينتج عن هذا الهجوم حصد أرواح قرابة عشرة أشخاص من السياح الاسرائيلين, بالإضافة إلى 8 أمريكيين و 8 من السكان المحليين.

وتعتقد الدراسة أن تنظيم أنصار الله في اليمن سوف يشارك أيضا في هذه الحرب من خلال توجيه صواريخها ضد أهداف في السعودية, حيث تصيب بين الحين والآخر منشأة تكرير النفط في مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الاحمر، بدلا من إطلاق صواريخ جنوب حيفا.

وردا على ذلك، سوف تشن تل ابيب هجوما واسع النطاق ضد أهداف إيرانية في سوريا والعراق, يسقط خلالها العديد من القتلى بين صفوف الإيرانيين ومقاتلي من حزب الله.

وفي المقابل, سوف يعمل حزب الله على الأخذ بثأره,  حيث سينتقم منها من خلال إطلاق قذائف باتجاه شمال إسرائيل في مرحلة أولى تهدف إلى الحد من المواجهة، بدلا من إطلاق قذائفه باتجاه جنوب حيفا.

واستناداً للمحاكاة الإسرائيلية، ستنتقم إسرائيل بمهاجمة أهداف في لبنان تابعة لحزب الله, مما سيؤدي إلى مقتل 30 مدنيا.

ومن جانبه, يرد حزب الله بدوره بتوسيع دائرة هجومه على تل أبيب، مما يسفر عن مقتل 12 مدنيا إسرائيليا.

وفي المقابل, سوف تنتقم إسرائيل بدورها، ولكنها في الوقت نفسه حريصة على عدم الدفع بالأمور نحو مواجهة وحرب واسعة النطاق.

في حين سيكون رد الولايات المتحدة المتوقع في هذه الحالة، كما تتوقعه الدراسة, كما يلي:

يتم أرسل رسائل إلى إيران تدين فيها الهجمات، ورفع مستوى الاستعدادات العسكري لقواتها في منطقة الخليج.

كما سوف تجري محادثات تشاورية مع كلاً من روسيا والصين بشأن الرد المناسب, وتحذر إيران من أنه إذا استمر هجوم حلفائها على قواتها, فإن الولايات المتحدة سترد عليهم بحزم وقوة.

وبصرف النظر عن الهجمات التي استهدفت الفصائل الموالية لإيران في العراق، فإن الدراسة الإسرائيلية لا تتوقع اتخاذ تدابير هجومية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي يجب عليها أن تصب جل اهتمامها على منطقة الخليج وليس على المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.

يشكك السيناريو الإسرائيلي في أن تتمكن الولايات المتحدة من تفعيل آلية فعالة لإنهاء الحرب.

وفيما يختص الجانب الروسي, فإن الرئيس فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي يستطيع في ظل هذه الظروف أن يضع نفسه كجهة فاعلة مركزية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وذلك بفضل قدرته على التحدث مع جميع الأطراف الفاعلة وتفعيل دبلوماسية مكثفة معها.

وطبقاً للسيناريو الإسرائيلي، يتعين على إيران أن تتصرف بشكلٍ حكيم لمنع حدوث نتيجتين سلبيتين لها:

الأولى: الهجوم على أهداف على أراضيها.

الثاني: إضعاف القوة الباليستية التابعة لحزب الله في لبنان, وذلك من أجل ردع إسرائيل عن مهاجمة البنية التحتية النووية الإيرانية.

بيد أن السيناريو ما زال يتوقع فشل إيران في محاولاتها لمنع حزب الله من العمل ضد إسرائيل.

وبالتالي قد يعكس التوتر المخيم على المنطقة، وفقاً للمعهد الإسرائيلي، المصالح المستقلة لحزب الله في إيران حتى ولو كان يعتمد عليه.

وسوف يكون رد الفعل المتوقع من دولة الإمارات هو منع وقوع أي هجوم آخر على أرضيها, بالإضافة إلى دعوة مجلس الأمن إلى فتح تحقيق دولي ضد مرتكبيه، مع تنسيق مواقفهما مع السعودية والبحرين للانتقام من أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن.

المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.