السياسية :

تحت العنوان أعلاه، كتب الكسندر مارياسوف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول الأسباب التي تدعو إلى الاستعجال في إنقاذ الصفقة النووية الإيرانية.

وجاء في مقال مارياسوف، سفير روسيا فوق العادة المفوض لدى إيران (2001-2005):

تدرك كل من إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والقيادة الإيرانية، جيدا، أهمية استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة.

الحديث لا يدور عن إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بمقدار ما يدور عن توقيت هذه العودة وتسلسلها. فالآن، بدأ الطرفان في التفاوض حول من منهما يبدأ عملية العودة أولا. ولكن، أيا من طهران أو واشنطن لا تريد أن تبدأ قبل الأخرى، لأن معارضي خطة العمل الشاملة المشتركة في كلا البلدين يمكن أن ينظروا إلى ذلك على أنه مظهر من مظاهر الضعف والتنازل عن المواقف.

لقد أدت سياسة “الضغط الأقصى”، التي انتهجها ترامب، إلى إضعاف مواقع الجناح البراغماتي في القيادة الإيرانية، برئاسة الرئيس حسن روحاني، الذي راهن في وقت من الأوقات على إبرام خطة العمل الشاملة المشتركة. وفي المقابل، ازداد بشكل خطير ثقل وتأثير المحافظين والراديكاليين الإيرانيين، الذين عارضوا أي اتفاقيات مع الولايات المتحدة.

في ديسمبر 2020، أمر البرلمان الإيراني، الذي يسيطر عليه المحافظون، حكومة روحاني بتكثيف تنفيذ برنامج البلاد النووي. فبلغت نسبة تخصيب اليورانيوم 20%؛ وارتفع عدد أحدث أجهزة الطرد المركزي؛ وبدأ العمل على اليورانيوم المعدني؛ وأُعلن عن قيود قادمة على عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وهكذا، فالدوائر الراديكالية المحافظة ترفع الرهان في المساومة المستقبلية مع الإدارة الأمريكية الجديدة في الشأن النووي. وهناك، بالإضافة إلى ذلك، يعلنون أن اقتصاد بلادهم، على الرغم من الأزمة الشديدة التي يعانيها، ما زال صامدا.

هناك سبب للاعتقاد بأن المحافظين سيفوزون في الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو. وإذا لم يكن من الممكن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة قبل ذلك الوقت، فسيكون من الصعب جدا القيام بذلك مع امتلاك النخبة المتطرفة للسلطة كاملة في إيران.

* المصدر : روسيا اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع