لماذا بات العدو الصهيوني يخشى من قدرات الجيش اليمني..؟!
السياسية – تقرير: نجيب هبة
(لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14)
هكذا أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن خوف اليهود وجبنهم مهما بلغت قوتهم ودرجة تسليحهم ومهما كان موقعهم متقدماً على صعيد القوة بالحسابات البشرية.
على هذا الصعيد تكاثرت المخاوف الاسرائيلية من التهديدات المحتملة التي أطلقها الجيش اليمني وذلك بعد أنباء عن دخول غواصة عسكرية اسرائيلية إلى مياه الخليج العربي قادمة عبر البحر الأحمر.
وكان رئيس “هيئة الاستخبارات والاستطلاع” اليمنية اللواء عبدالله يحي الحاكم أكد رصد “كل تحركات إسرائيل في المنطقة ومتابعة جميع خططها العدائية ضد اليمن”.
وقال اللواء عبد الله يحيى الحاكم، “نحن في أعلى جاهزية أمنية وعسكرية ومعنوية للقيام بكافة الأعمال والمهام النوعية لمواجهة مختلف التحديات في التصدي للمعتدين والمرتزقة ولمواجهة الكيان الصهيوني المحتل الذي نرقب كل تحركاته ونرصد كل استفزازاته وما يخطط له من أعمال عدوانية إجرامية”.
مضيفاً أن “فشل العدوان على اليمن جعل العدو يستنجد بالصهاينة للتدخل بشكل أكبر وسقوط بعض الدول العربية في مستنقع التطبيع”.
وأردف: “يظن الكيان الصهيوني أنه على وقع ذلك سيستعرض عضلاته على شعب الإيمان والحكمة وعليه أن يستوعب جدية تحذيراتنا من أية أعمال متهورة أو طائشة أو مغامرة غير محمودة العواقب”.
ارتفاع منسوب القلق الاسرائيلي
وفي السياق.. أفادت قناة العالم بأن منسوب القلق الاسرائيلي من احتمال قيام ايران برد مؤلم في البحر الاحمر قد ارتفع غير أن اللافت كان الخشية الكبيرة من تطورات القدرات العسكرية للجيش اليمني والتي باتت تشكل خطراً حقيقياً على الكيان الصهيوني.
ونقلت القناة عن منسق شبكة “قادرون معاً” وليد محمد علي قوله “ان بعض القادة المؤسسين لكيان الاحتلال الاسرائيلي كانوا قد حذروا من وجود أي قوة تسيطر على مداخل باب المندب والبحر الأحمر”.
وأضاف “أن الاسرائيليين اعتقدوا بأنهم من خلال اتفاقية كامب ديفيد قد كسروا الطوق المحيط باسرائيل واخرجوا مصر وبالتالي لا امكانية لخلق موازين قوى تتمكن من تهديدهم”.. موضحاً ان “ما يجري الان ان هذه الموازين تتغير ايجاباً، ليس عبر انظمة وحكومات بل عن طريق حركات ثورية وشعبية باتت تمتلك امكانيات ما يمكنها من خوض الصراع مع العدو الصهيوني الذي لديه ذكريات قاسية جداً مع اليمنيين، مشيراً الى ان اليمنيين خاضوا مع الشعب الفلسطيني معظم معارك المواجهة وكذلك في الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 82.
“القناة 13” الإسرائيليّة تحدثت عن أنّ نوعية لطائرات المسيّرة كتلك التي هاجمت شركة النفط السعوديّة أرامكو سابقاً، يمكن أن تصل من اليمن إلى “إسرائيل”.
وأكدت القناة الاسرائيلية أن هذه المعطيات دفعت “إلى رفع الاستعدادات في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة”.. مضيفة أن “الأمر قد يبدو غريباً لأغلب الإسرائيليين عند سماع اليمن التي لم تكن في أيّ مرة على خريطة التهديدات، لكن نعم إنها اليمن – الطائرات المسيّرة ، كتلك الطائرات التي هاجمت شركة النفط السعوديّة أرامكو قبل سنة ونصف، يمكن أن تصل من اليمن إلى إسرائيل”.
كما رأى معلق الشؤون العسكريّة في القناة 13 ألون بن ديفيد، أنّه “عندما تسمع عن غواصة إسرائيليّة تتواجد في البحر الأحمر- وليس بالضرورة هدفها الخليج – أقول إن أكثر ما يقلق إسرائيل، وقد أعرب المتحدث باسم الجيش عن ذلك بشكل علني – القدرات اليمنية”.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني أكد نهاية ديسمبر الماضي أن تل أبيب تراقب تحركات إيران في المنطقة، متوقعا أن يأتي الخطر من العراق واليمن ومؤكدا أن الغواصات الإسرائيلية تبحر إلى “أماكن مختلفة بعيدة وقريبة”.
وقال هيداي زيلبرمان، المتحدث بلسان جيش الاحتلال ، في حديث خاص مع موقع “إيلاف” السعودي، إن “إيران قد تهاجم إسرائيل من العراق أو من اليمن”.. مضيفا: “لدينا معلومات أن إيران تطور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل”.
ولفت زيلبرمان، إلى أن “قائد الأركان الإسرائيلي أفيف كوخابي، عندما حذر إيران من الاقدام على أي هجوم، قصد العراق واليمن، وعندما تحدث عن دائرة الدول الثانية كان قصد الدائرة الأولى لبنان وسوريا”.
وردا على سؤال حول عبور غواصة إسرائيلية قناة السويس متجهة للبحر الأحمر وربما إلى الخليج، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه لا يؤكد هذا الأمر، إلا أنه لا ينفي أن يكون سلاح البحرية الإسرائيلي يعمل في كل مكان، مشيرا إلى أن “الغواصات الإسرائيلية تبحر وبهدوء إلى أماكن مختلفة بعيدة وقريبة”.
منظومة القبة الحديدية في إيلات
ومؤخراً كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية، أن الاحتلال الإسرائيلي نشر منظومة القبة الحديدية في مدينة إيلات (جنوب)، تحسبا لهجوم من قبل القوات اليمنية.
وبحسب الصحيفة فقد نشرت إسرائيل منظومة الدفاع الصاروخي، خلال الأيام الأخيرة بالمدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
وكانت قناة “كان” الإسرائيلية ادعت الاسبوع الماضي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجرى خلال الأسبوع الماضي تقييمات حول إمكانية نشر قوات في اليمن أو العراق، من أجل مهاجمة إسرائيل بصواريخ أو طائرات دون طيار.
وأكدت المصادر العبرية أن سلطات الاحتلال نشرت خلال الأيام الأخيرة بطارية القبة الحديدية في إيلات في ضوء ما قالت انه تهديدات من قبل اليمنيين حسب ما نشرت صحيفة “معاريف”.
وخلال الاسبوع الماضي ازداد الحديث في “اسرائيل” عن صواريخ يمنية ستضرب عمق فلسطين المحتلة، لكن حتى هذه اللحظة ليس واضحاً ماهي الأسباب التي تجعل تل أبيب ووسائل إعلامها تتحدث عن تهديد من اليمن بهذه الكثافة..!
انخراط تل أبيب في العدوان على اليمن
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية، أن “الجيش اليمني” بات يمتلك القدرة والشجاعة للقيام بتوجيه ضربات مؤلمة الى داخل الكيان الاسرائيلي وهذا ليس سرا”.. نافيةً أن يكون ذلك ردا على اغتيال العالم النووي الايراني او لأن ايران لديها حالة توتر مع “اسرائيل” والولايات المتحدة في آخر أيام دونالد ترامب”.
وأكدت أن “الاسباب الحقيقية لكل ذلك تتجلى في الانخراط المتزايد لتل أبيب في العدوان على اليمن وبروزها كلاعب مباشر بعد ان كانت تتدخل من خلف سواتر بشكل غير مباشر او غير واضح.
وأضافت رأي اليوم أن “من الطبيعي ان تحاول “اسرائيل” نشر القبة الحديدية في مدينة ايلات فهي أقرب نقطة لليمن لكن المسافة الفاصلة الشاسعة بين اليمن وايلات يطرح اكثر من سؤال حول قدرات اليمنيين على تطوير صواريخ بعيدة المدى، خاصة ان الیمنیین اعلنوا صراحة أن لديهم بنك أهداف يشمل تل أبيب”.. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش اليمني “قد لا يحتاج الى اطلاق صواريخ نحو فلسطين المحتلة لان السفن الإسرائيلية تُبحر في مضيق باب المندب باتجاه إيلات، ويسهل عليه استهدافها بالصواريخ او باساليب هجومية قتالية”.
وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية إن “إسرائيل كثفت جهودها الاستخبارية الهادفة إلى مراقبة الأوضاع في اليمن تحسباً لإمكانية إقدام إيران على استغلال اليمن في تنفيذ هجوم يستهدف عمقها الإستراتيجي”.
وذكر معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان أن إرسال إسرائيل أخيراً إحدى غواصاتها القادرة على حمل رؤوس نووية إلى مضيق باب المندب لا يمثل فقط رسالة ردع لإيران، بل إنه يحسّن من قدرة تل أبيب على جمع المعلومات الاستخبارية عما يجري في اليمن، ويمنح الجيش الإسرائيلي إنذاراً مبكراً قبل انطلاق هجوم من الأراضي اليمنية في اتجاه إسرائيل.
وقال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، إن “المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل تخشى أن تصبح اليمن جبهة أخرى موجهةً ضد اسرائيل بسبب الخطر الذي يشكله الحوثيون على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر”.
وأضاف: “تخشى تل أبيب من أن المعالجة التصالحية المتوقعة من إدارة بايدن لإيران ستشجع الحوثيين على تصعيد أنشطتهم في البحر الأحمر”.
إيلات وبئر السبع في مرمى الصواريخ اليمنية
وأضاف يوني بن مناحيم، الباحث بمعهد القدس للشؤون العامة ، في مقاله على موقع “زمن إسرائيل”، أن “الحوثيين لديهم صواريخ بعيدة المدى قد تضرب مدينة إيلات وبئر السبع والسفن الإسرائيلية المبحرة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كما أنهم يستخدمون الألغام البحرية والقوارب المتفجرة الصغيرة التي تنفذ تفجيرات انتحارية على السفن الكبيرة”.
وأضاف أن “إرسال الغواصة الإسرائيلية إلى مياه البحر الأحمر، ثم إلى منطقة الخليج، أثارت القلق لديهم وبناء على ذلك أظهروا حالة من الاستعداد الأمني والعسكري للقيام بكل العمليات النوعية لمواجهة أعدائهم، وأصدروا بيانا هددوا فيه بالرد بقوة على إسرائيل، والإضرار بمصالحها ومصالح شركائها في البحر الأحمر في حال قيامها بأي نشاط يضر باليمن”.
وقال: “يواجه السعوديون صعوبة باتخاذ قرار عسكري في اليمن، مع أن بايدن، ليس من محبي النظام السعودي، ويريد نهاية سريعة للحرب في اليمن، وسياسته تجاه اليمن والحوثيين ستؤثر على إسرائيل”.