فنانون يفخرون برفض التطبيع وآخرون أعلنوا دعمهم
السياسية :
إيمان محمد *
تسببت الأزمة التي أثيرت بعد انتشار مجموعة من الصور للممثل المصري محمد رمضان مع إسرائيليين في مراجعة مواقف العديد من الفنانين المصريين تجاه القضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل، إذ كان بعضهم مؤيدا للتطبيع عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1977، في حين أصر آخرون على مواقفهم الرافضة للتطبيع.
عمر الشريف منسق “كامب ديفيد”
اعترف الفنان المصري عمر الشريف بالدور الذي لعبه في تنسيق عملية “كامب ديفيد”، والتي كُللت باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وقال الشريف في عدة لقاءات صحفية إنه وأثناء تواجده في باريس، حيث كان يعيش في تلك الفترة، طلب منه السفير المصري الحضور إلى مقر السفارة، ليتلقى اتصالا من الرئيس المصري وقتها محمد أنور السادات، الذي طلب منه -حسب شهادة الشريف- أن يتواصل مع رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن ليبلغه برغبة السادات في زيارة إسرائيل.
وبالفعل، وافق عمر الشريف على الفور بأن يكون الوسيط في الأمر، لإيمانه بفكرة السلام بين البلدين بعد أن عاصر الكثير من الحروب السياسية، حسب وصفه.
وأضاف الشريف أن رد بيغن وقتها كان “إذا حضر السادات سيتم استقباله كالمسيح”.
“اتفاقية السلام” على موسيقى عمر خورشيد
وبأوامر من الرئيس السادات أيضا عزف الموسيقار عمر خورشيد موسيقى “طلعت يا محلا نورها” لسيد درويش و”ليلة حب” لمحمد عبد الوهاب والعديد من القطع الموسيقية في البيت الأبيض، وذلك في الحفل الذي خُصص لاتفاقية كامب ديفيد.
وبعد انتهاء فقرته، صعد الرئيس الأميركي جيمي كارتر وهنأه وفرقته على العزف الذي قدمه.
نهاية مؤلف “مدرسة المشاغبين”
حينما يتعلق الأمر بالتطبيع لا يقبل الجمهور المساومة؛ فأعمال الكاتب المصري علي سالم المعروفة، مثل مسرحية “مدرسة المشاغبين” وغيرها من المسرحيات؛ لم تغفر له حين أعلن تأييده التطبيع ودعمه مبادرة السادات للسلام بين العرب وإسرائيل.
ففي كتاب “رحلة إلى إسرائيل”، الذي صدر في مصر، وطبعت منه لاحقا نسخ بالعبرية والإنجليزية؛ حكى سالم أنه لم يزر إسرائيل حتى سنة 1994 بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى، ورغم إدانته من الصحف والمجلات المصرية وطرده من جمعية الأدباء المصريين، ومحاولاته القضائية لإلغاء تلك القرارات فإنه لم يتنازل عن موقفه.
في عام 2005 منحت جامعة بن غوريون الواقعة في بئر سبع الدكتوراه الفخرية لسالم، لكن السلطات المصرية منعته من الخروج لحضور الحفل.
وبعدها، فاز بجائزة الشجاعة المدنية عام 2008، والتي تقدمها مؤسسة تراين الأميركية، والتي تسلمها بمقر إقامة السفير الأميركي في لندن، وحتى رحيله لم يقدم سالم أي عمل جديد بعد شطبه من النقابات المصرية الثقافية والفنية المختلفة بسبب مواقفه.
الجونة يورط هنيدي والاعتذار ينقذه
الفنان محمد هنيدي -الذي قدم أفلاما ومشاهد عديدة تدعم القضية الفلسطينية- تقدم بالاعتذار لجمهوره قبل عام، بعد انتشار صورة تجمعه بصحفي إسرائيلي يدعى شادي بلان أثناء تواجده في مهرجان الجونة عام 2019، وهى الدورة التي كُرم فيها هنيدي.
لكن هنيدي علّق وقتها على الأزمة عبر حسابه الرسمي على تويتر مؤكدا أنه لا يعرفه، مضيفا أن الآلاف التقطوا الصور معه في تلك المناسبة”.
وتابع هنيدي “وأنا في مصر ومهرجان مصري مش هقوله طلع بطاقتك”.
انا ماعرفش مين اصلا ده .. انا اتصورت مع الاف الأشخاص هناك واكيد اي حد جاي يتصور معايا وانا في مصر ومهرجان مصري مش هقوله طلع بطاقتك
— Mohamed Henedy (@OfficialHenedy) September 30, 2019
بسمة وعمرو واكد
كما تعرضت الفنانة بسمة للهجوم الشعبي عقب مشاركتها في الموسم الثالث من مسلسل “طاغية” (Tyrant)، وهو من تأليف الكاتب الإسرائيلي جدعون ريف.
وتكرر الأمر نفسه مع الممثل عمرو واكد، والمعروف بمواقفه ضد التطبيع، لكن هذا الرأي اختلف حين شارك الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، إذ علق عبر تويتر قائلا “المشاركة في عمل فني متعدد الجنسيات ليست تطبيعا”، موضحًا أن التطبيع بالنسبة له هو “العمل في أي شيء يبجل الاحتلال، أو في شيء من إنتاج الاحتلال، أو المتاجرة معه وتسهيله، أو التستر على جرائمه، والعمل على تقزيم القضية الفلسطينية”، متسائلا: “ما موقف التطبيع إذا ذهبت للمشاركة في عمل أميركي، وكان الكوافير أو الماكير أو مدير التصوير حاملا جنسية الاحتلال؟”
فنانون ضد التطبيع
وعلى عكس من أيدوا التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، جاءت مواقف بعض الفنانين مناهضة لفكرة السلام مع إسرائيل، وربما دفع بعضهم ثمن مواقفه الوطنية.
فترة صعبة في حياة نور الشريف
تحمس الفنان نور الشريف لإنتاج فيلم “ناجي العلي” عام 1992 من تأليف بشير الديك وإخراج عاطف الطيب، وهو الفيلم الذي قدم خلاله قصة الرسام الفلسطيني ناجي العلي، الذي اغتيل في لندن عام 1987، فيعود الفيلم للوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها في حياته، مثل زواجه وانتقاله للحياة في لبنان، ثم عمله فترة في الكويت، والعودة مجددا إلى لبنان أثناء فترة الحرب الأهلية.
وفي لقاء نور الشريف مع السيناريست مدحت العدل في برنامج “أنت حر”، قال إنها كانت فترة مريرة في حياته، حيث تعرض للهجوم من فنانين كانوا أصدقاء له، حيث اتهموه بالحصول على 3 ملايين جنيه من منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يسانده من الأصدقاء سوى محمود ياسين وسمير صبري ويحيى الفخراني.
استمر عرض الفيلم في دور العرض أسبوعين فقط، وسُحب بعدها مباشرة، وظل ممنوعا من العرض 22 عاما، وعرض لأول مرة على التلفزيون المصري عام 2014، لينتصر نور الشريف الذي عاني من الناحية الفنية والمادية بعد الفيلم، نظرا لعدم عرض أفلامه في تلك الفترة.
أما الفنان محمود ياسين في حوار له عام 1999 مع جريدة الأهالي المصرية ردا على عدم تحقيق فيلمه “فتاة من إسرائيل” النجاح الجماهيري المتوقع وقت عرضه، قال إنه يعتبره من أهم ما قدم في حياته؛ فالرسالة التي حملها الفيلم أن المصريين ضد التطبيع مع إسرائيل؛ فقدم شخصية الأب الذي استشهد ابنه أثناء حياته في سبيل الوطن، وكان يرفض التطبيع مع الإسرائيليين.
أزمة “أنا بكره إسرائيل”
قدم المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أغنية “أنا بكره إسرائيل”، التي كانت سببا في شهرته وانتشاره في الوطن العربي، ولكنه عام 2007 قال إن سلسلة مطاعم عالمية شهيرة قامت بإلغاء تعاقدها معه بسبب الأغنية، التي اعتبروها معادية للسامية، بعد أن قدمت اللجنة اليهودية الأميركية شكوى احتجاجا على مشاركته في حملة إعلانية للمنتج، لكنه ظل فخورا بأغنيته الشعبية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.
المصدر : الجزيرة نت