السياسية :
يرى البعض إمكانية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي اعتمادا على التطبيع الخليجي مع إسرائيل
ناقشت صحف ومواقع عربية ما وصفته بـ”السلام الخليجي” في إشارة إلى إقبال كل من الإمارات والبحرين على عقد اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية أمريكية.

واعتبر كُتاب أن هذا السلام هو “الحل السحري” لعقود طويلة من الصراع العربي-الإسرائيلي، بينما استمر آخرون في إدانته ووصفه بأنه ربما يُنهي “أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة”.

وتساءل كُتاب عما إذا كانت السعودية ستلحق ڊ “قطار التطبيع” أم تتخلف عنه.

“الحل السحري”
يتحدث عبد الله بن بجاد العتيبي في الشرق الأوسط اللندنية عن “طريق السلام الخليجي”.

ويقول: “سلام مع إسرائيل ودعم للقضية الفلسطينية، أصبح هذا هو الحل السحري والعملي في الآن ذاته للمعادلة الصعبة في الصراع العربي – الإسرائيلي المستمر منذ سبعة عقودٍ وأكثر، وهو حل تمّت صناعته خليجياً من قادة ذوي رأي ورؤية واستشراف للمستقبل”.

ويضيف: “طريق السلام الخليجي هو الحل الحقيقي الذي كسر جمود عقودٍ من الزمن، وهو الذي يقدم تغييرات مهمة في استراتيجيات الفرقاء في المنطقة حين بلغ التلاعب بالقضية الفلسطينية مبلغاً قصياً من الاستغلال والمتاجرة حتى من غير العرب، من الأنظمة ذات المشاريع المعادية للعرب دولاً وشعوباً، التي استتبعت بعض المجاميع العربية باسم الأصولية كخطاب وعناصر جماعات الإسلام السياسي، أو باسم القومية واليسارية”.

ويتحدث عباس الطرابيلي في المصري اليوم عن أسباب تحول سياسة بعض دول الخليج تجاه إسرائيل، ويصف أهم هذه الأسباب بأنه “الواقعية السياسية”.

يقول: “ربما لم يعرف التاريخ انقسامًا كالذى رأيناه بين الفصائل الفلسطينية ورغم ذلك اعتبرنا قضية فلسطين هى قضية العرب الأولى، وإن كانت غير ذلك عند شرائح عديدة من الفلسطينيين أنفسهم لأن منهم من حول القضية إلى فرصة للتربح أو كنز ذهبى لجنى الأموال، ولو بالتهديد أيضاً”.

ويتابع: “ولم يكن أحد يتخيل أن دول الخليج يمكن أن تجلس مع الإسرائيليين يوماً ما وتتفق وتوقع الاتفاقيات.. ولكنها سياسة الأمر الواقع.. أو هى ‘الواقعية السياسية‛.. فهل كان تطاحن الفلسطينيين أنفسهم أهم أسباب هذا التغير.. أم أن هذه الواقعية مطلوبة الآن لأنها تعنى الوصول إلى قيام الدولة الفلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية”.

“لماذا تخلفت السعودية؟”
ويتساءل أدهم محمد في موقع مصر العربية: “لماذا تخلفت السعودية عن قطار التطبيع مع إسرائيل؟”

ويقول: “بدا في السنوات الأخيرة أن المملكة العربية السعودية المحافظة هي تحديداً التي تمهد الطريق في كل ما يتعلق بالاقتراب من إسرائيل. المغردون السعوديون كانوا رواد التطبيع على وسائل التواصل الاجتماعي… على المستوى السياسي أيضا، تم تصوير ولي العهد السعودي بن سلمان على أنه مهتم بالقرب من إسرائيل. حاول القصر الملكي السعودي الاقتراب من إدارة ترامب، بما في ذلك من خلال تغيير المواقف تجاه اليهود والمحرقة”.

غير أنه يرى أن “النظام السعودي يخشى من أن النقد غير العادي قد يضر بمكانته. في وقت تنفخ تركيا بقيادة أردوغان في مؤخرة رقبته كدولة تحافظ على جمر الإسلام وتدافع عن الشعب الفلسطيني. إضافة إلى ذلك في السعودية وفي ظل وجود نظام الشريعة المتشدد لا تزال هناك عناصر إسلامية قوية ليست متلهفة على التطبيع مع إسرائيل. هذا يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مع العائلة المالكة”.

“التطبيع متواصل”
على الجانب الآخر، استمرت صحف ومواقع في إدانة ما وصفته دول خليجية بخطى سلام في المنطقة عن طريق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

تحت عنوان “قطار التطبيع يدهس أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة”، يشير إسلام محمد في موقع مصر العربية إلى أن السلام الخليجي من شأنه أن يدشن “الفصل الأخير من القضية الفلسطينية، ويعتبر شهادة وفاة لمبادرة السلام العربية لعام 2002”.

ويقول إبراهيم دعيبس في صحيفة القدس الفلسطينية: “البحرين هي ثاني دولة عربية بعد الإمارات تقيم علاقات تطبيع وسفارات مع إسرائيل في أقل من شهر. وفي كل الحالات كنا نرفض ونستنكر وندين مثل هذه التطورات ونعتبرها طعنة في قلب وظهر القضية الفلسطينية، وقمنا بتظاهرات وحرق أعلام وسحب سفراء وعقد اجتماعات، ولكن التطبيع متواصل ولا يبدو أنه في طريقه إلى التوقف”.
وكالات