السياسية - وكالات :

قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، اليوم الخميس، إن اليوم العالمي للطفل، مخصص عالميًا لحماية حقوق الأطفال وضمان رفاهيتهم، بينما يعيش أطفال فلسطين أخطر مأساة إنسانية في القرن الحالي.

وأشارت "حشد"، في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي عل قطاع غزة (2023–2025) وامتدادها إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، خلفت آثارًا مدمرة على حياة الأطفال، مع استمرار النزوح، والإصابات، والإعاقات، وانهيار الخدمات الأساسية.

وأضافت أن الحرب أسفرت عن استشهاد 69,483 مدنيًا، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، منهم أكثر من 1,000 رضيع، إضافة إلى إصابة أكثر من 170,706 أشخاص، بينهم 70 ألف طفل نصفهم بإعاقات دائمة، وتسجيل 6,000 حالة بتر بمعدل يومي 10–12 حالة. كما لا يزال 2,500 طفل من بين 10,000 مفقود تحت الأنقاض.

وأوضحت الهيئة أن الحرب أدت إلى محو 2,700 أسرة كاملة من السجل المدني، واستهداف أكثر من 6,000 أسرة أخرى، وتحويل 56,348 طفلًا إلى أيتام، فيما أدت المجاعة وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى استشهاد 154 طفلاً، فيما يعاني 51,196 طفلاً من سوء تغذية حاد، ويواجه 40 ألف رضيع خطر الموت بسبب نقص الحليب وأمراض سوء التغذية.

كما تضرر قطاع الصحة بشكل كبير، حيث انخفضت نسبة التطعيمات إلى 80%، بما في ذلك توقف المرحلة الرابعة من لقاح شلل الأطفال، وحرمان 18 ألف مريض من السفر للعلاج بينهم 5,580 طفلًا، مع تسجيل أكثر من 900 حالة وفاة أثناء انتظار الإجلاء الطبي.

ووثقت الهيئة إصابة 82% من الأطفال دون عام واحد بالأنيميا، و156 حالة تشوّه خلقي منذ بدء الحرب، إضافة إلى انخفاض معدل المواليد بنسبة 40%، في مؤشر وصفته الهيئة بـ"الهندسة الصحية للإبادة".

وذكرت أن تدمير البنية التحتية أدى إلى تضرر 90% من المرافق، وإجبار مئات آلاف الأطفال على العيش في خيام وملاجئ مكتظة، ما تسبب في وفاة 14 طفلًا بسبب البرد وانتشار الأمراض، إضافة إلى آثار نفسية حادة تشمل السلوك العدواني (93%)، اضطرابات النوم (79%)، الحزن والاكتئاب (86%)، ورفض التعليم (69%)، إلى جانب زيادة التسرب المدرسي، والزواج المبكر، والتسول.

كما تعرض قطاع التعليم في غزة للدمار، حيث حُرم 785 ألف طفل من التعليم، وتضررت 95% من المدارس، واستشهد 13,800 طالب ومعلم، فيما تعطلت الدراسة لعامين متتاليين.

وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، استشهد 1,071 فلسطينيًا، وأصيب أكثر من 10,000 آخرين، واعتُقل 20,000 شخص بينهم 1,600 طفل، مع نزوح 40 ألفًا واحتجاز جثامين 73 طفلًا.

ويقبع حاليًا نحو 350 طفلًا بينهم طفلتان في سجون العدو الإسرائيلي، في ظروف وصفها التقرير بأنها تنتهك كافة المواثيق الدولية، مع تجاوز عدد الأطفال المعتقلين إداريًا 90 طفلًا، وتوثيق 1,630 حالة اعتقال للأطفال في الضفة الغربية.

وأكدت "حشد" أن ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون يشكل جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وفق المادة (7) من نظام روما الأساسي، وينتهك اتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات حماية الأطفال الأخرى.

وطالبت بإلزام "إسرائيل" باحترام القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل ووقف جميع الانتهاكات بحق الأطفال، وتوفير حماية دولية للأطفال وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق شامل ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين وتسريع جهود التعافي.

وشددت على ضرورة التحركات الدولية لفرض عقوبات على العدو الإسرائيلي ومنع تكرار هذه الجرائم مستقبلًا.

وأكدت "حشد" استمرار خرق العدو الإسرائيلي لوقف إطلاق النار ومواصلة الإبادة الجماعية ضد الأطفال المدنيين في فلسطين.