السياسية :

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الشهيد محمد عبدالكريم الغماري تميز بالابتكار والتكيف مع الظروف، وأسهم هو ورفاقه بابتكارهم إسهامًا كبيرًا في تحقيق نقلة فارقة في القدرات والإمكانات.


وقال السيد القائد في كلمة له عصر اليوم، في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري "من المواصفات المهمة التي حملها الشهيد الغماري ورفاقه، أنهم أسهموا بابتكارهم إسهامًا كبيرًا في تحقيق نقلة فارقة في القدرات والإمكانات رغم الظروف الصعبة جدًا لكنهم لم يستكينوا ولم يهنوا ولم ييأسوا ولم يحبطوا".

ولفت إلى أن الشهيد ورفاقه بالاعتماد على الله والثقة به تحققت لهم نتائج مهمة ونقلات فارقة وقفزات كبيرة هيئها الله تعالى بكرمه، وهو من يوفق في كل المجالات، وكان لروحية وعقلية الابتكار والتكيّف مع الظروف أهمية كبرى في صناعة النقلة.

وأوضح أن الشهيد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري انطلق في إطار الهوية الإيمانية للشعب اليمني، بوعي قرآني وبارتباط وثيق بكتاب الله تعالى، وحينما حمل الروحية الإيمانية والجهادية تجلّت في الانشداد العظيم نحو الله تعالى محبة له وخوفًا من عذابه.

وأشار إلى أن الروحية الجهادية للشهيد الغماري تجلّت في الثقة العظيمة لله وهو يؤدي مهامه الجهادية دون اكتراث لما عليه الأعداء من إمكانات وقوة.

واستهل قائد الثورة كلمته بالحديث عن وداع الشعب اليمني بالأمس لرئيس هيئة الأركان العامة الشهيد العظيم محمد عبدالكريم الغماري في مراسم الصلاة والتشييع والحضور الشعبي الواسع جدًا، المعبر عن ثبات موقفه.

وقال "علاقة شعبنا الحميمية بالقوات المسلحة وهي يده الضاربة تعبّر عن توجهاتها وتطلعاته، وشعبنا العزيز يرى في المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة والأمن أنها منه وإليه وأنها تعبّر عن تطلعاته وتتحرك معه في الموقف الواحد".

وأوضح أن الحضور الشعبي العظيم والواسع في تشييع الشهيد الغماري له دلالاته المهمة، مؤكدًا أن الشهيد الغماري وسائر الشهداء في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وما قبل ذلك هم عنوان أساس من عناوين الموقف الصادق والعظيم للشعب اليمني.

وأضاف "شعبنا رفع راية الجهاد في سبيل الله في مواجهة طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل، وفي نصرة الشعب الفلسطيني، والتمسك بقضايا الأمة الكبرى"، مشيرًا إلى أن مواجهة اليمن في الجولة المهمة لعامين من الصراع كانت شرسة جدًا.
ولفت السيد القائد إلى أن اليهود الصهاينة ومعهم الأمريكي شريك لهم في كل إجرامهم ومؤامراتهم وأهدافهم ومخططاتهم، وتابع "المواجهة الساخنة جدًا على مدى عامين تميزت فيها مواقف الأحرار الذين استجابوا لله وتحركوا بالدافع الإيماني والإنساني والأخلاقي لاتخاذ الموقف الصحيح لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء".

وأكد أن الموقف اليمني تحرك فيه بلدنا رسميًا وشعبيًا بكل صدق وبذل أقصى الجهد على كل المستويات، واليمن اتجه صادقًا مع الله وفي نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه بكل ما يستطيع دون توانٍ أو تخاذل أو تقصير.

وقال "شعبنا العزيز قدّم منذ البداية الشهداء في انطلاقة الموقف واستمر في تقديم الشهداء طوال هذين العامين من قواته المسلحة ومن أبناء الشعب، وعطاءات شعبنا وتضحياته من المصاديق الجلّية الواضحة لصدق موقف الشعب وموقفه على كل المستويات".

وأضاف "موقف شعبنا مشرّف وفخر وشرفٍ وعزٍ وكرامة، وأداء واجب مقدس، ولم يكن موقفًا هامشيًا أو عبثيًا أو مستهترًا أو متهورًا، وشعبنا انطلق في موقفه بأعلى مستويات الرشد والحكمة والمسؤولية".

وأفاد بأن تحمل الشعب اليمني للمسؤوليات المقدّسة هو عمل ينال به الشرف والمجد والكرامة والعز في مقابل من تحرك في مواقف مخزية ومعيبة، لافتًا إلى أن من تحركوا في الاتجاه المعاكس في إطار نصر العدو الإسرائيلي، كانوا في مواقف مخزية وهي عار عليهم.

وجددّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن موقف الشعب اليمني، سيبقى صفحة نورانية بيضاء مشرقة في تاريخه وسيبقى مدرسة للأجيال اللاحقة، موضحًا "أن شهدائنا الأعزاء ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات".

وتابع "شعبنا العزيز انفرد في مميزات انطلاقته العظيمة والمباركة والخالدة في إطار الملحمة التاريخية في مواجهة العدو الصهيوني اليهودي"، مبينًا أن الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع الشعب اليمني في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية.

وتساءل "أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي عددها أكثر من 25 مليونًا وليس لها صدى ولا أثر ولا موقف؟"، مؤكدًا أن الحالات الاستثنائية في الجيوش العربية والإسلامية تتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران وفي قوى المقاومة والجهاد.

كما تساءل "أين هي الجيوش بضباطها وقادتها وكوادرها، وما الذي قدمته للأمة في مرحلة من أصعب المراحل؟"، مضيفًا "الجيوش العربية والإسلامية غائبة عن هذه الأحداث، لأن الوجهات والأسس والمنطلقات لم ترتقِ بها إلى أن تكون في مثل هذا المستوى من الموقف في الاتجاه الصحيح وفي الزمن الصحيح".

وبين السيد القائد، الروحية الإيمانية والجهادية كفيلة بالارتقاء بأي جيش لأن يكون في مستوى مواجهة التحديات والمخاطر، مشيرًا إلى أن القيم الإيمانية راقية تبني الإنسان في اتجاه الكمال الإنساني، ليكون عنصرا خيراً فاعلًا في هذه الحياة.

وقال "للشهداء أثرهم العظيم فيما أنجزوه وبذلوه من جهد وقدموه في إطار جهادهم وأدائهم لمهامهم ومسؤولياتهم، كما أن للشهداء الأثر الكبير بالقيمة العظيمة عند الله لتضحياتهم وما يكتبه لهم في واقع أمتهم وخدمة القضية التي ضحوا من أجلها".

وأضاف "للشهداء الأثر العظيم فيما تستلهمه الأجيال، وما يستلهمه حتى رفاق دربهم وأمتهم فيما كانوا عليه من عزم وقيم وأخلاق راقية، وفي تجربتنا على مدى كل هذه الأعوام في المسيرة القرآنية الجهادية لمسنا الأثر الكبير للشهداء في وجدان الناس، وأمتهم ورفاقهم".

يفتح لعباده باب الشهادة، لأن رحيلهم من الحياة محتوم، لكن فتح الباب لعباده لاستثمار النهاية التي لا بد منها للإنسان، وللشهادة أهمية كبيرة في مستوى الأداء الفاعل والإقدام والجرأة والعمل في ظروف ومخاطر الكبرى".

ومضى بالقول "أكبر الكوارث على الأمة الإسلامية والخسارات من القتلى والجرحى بالملايين هي في المراحل التي تخلت فيها عن مسؤولياتها الجهادية في سبيل الله"، مبينًا أن القرآن يصنع التوجه والروحية الإيمانية، ينطلق الإنسان متحررًا من الخوف والذعر بتفانٍ وأداء عالٍ ورغبة كبيرة وانشداد عظيم إلى الله جل وعلا".

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن من المعالم المهمة في شخصية الشهيد الغماري، الرشد والحكمة والتوازن النفسي والوعي والتقدير للهدى، وحُسنُ الخلق وسعة الصدر واحترام الناس، والشهيد معروف بحسن خلقه وتعامله مع الناس ورفاق دربه في المسؤولية.

وقال "الاستيعاب للمفاهيم القرآنية التي هي من حكمة الله تصنع الإنسان حكيمًا يمتلك رؤية صحيحة وليست رؤية مزاجية أو استنتاجية من حالة غير سليمة أو تلقفها من كل من هبّ ودبّ، ورؤى الكثير من الناس ونظرتهم وتقييمهم وتفكيرهم هو مما تلقفوه بشكل عشوائي ومن غير أسس ولا موازين صحيحة لذلك يمتلكون رؤية غير راشدة".

وعد المواصفات الايمانية الراقية، مدرسة قرآنية قائمة على التوجه الإيماني والانطلاقة الإيمانية، وهذه النماذج من الشهداء والقادة الذين ينطلقون من نفس المنطلق وإن تفاوتت المستويات، لكن هذه المدرسة مستمرة في إنتاجها.

وأكد أن الشهيد الغماري من النماذج الراقية في المدرسة القرآنية، ومن رجال البلد والشعب الذين سيخلّدهم التاريخ، مشيرًا إلى أن الشهداء العظماء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الله وأداء مهامهم المقدسة يخلدهم التاريخ ليكونوا ملهمين للأجيال.

ضالون وفي حالة ارتداد حقيقي عن مبادئ الدين، ومن يتحركون لتدجين الأمة وإخضاعها لمعاداة من يعادي "إسرائيل" يسلّطون أبواقهم الإعلامية والدعائية".

وأشار إلى أن مسار بعض الأنظمة العربية هو انحراف مبني على جهل وليس فيه نجاة لهم ولا لأمتهم، مؤكدًا أن خيار ما يسمونه بـ "التسوية" ثبت فشله على مدى زمن طويل، وتحت عنوان "السلام" و"مبادرات السلام" لم يصل العرب إلى أي نتيجة أبدًا.

وأضاف "المكاسب لموقف بلدنا لمسناها في الانتصار والموقف الفاعل والجولات المهمة في المعارك البحرية مع الأمريكي، الذي فشل فيها فشلًا ذريعًا ويعترف قادته ومسؤولوه بذلك، وهروب خمس حاملات طائرات هو فشل في كل الجولتين".

وجددّ قائد الثورة، التأكيد على فشل الإسرائيلي مع الأمريكي والبريطاني ولم يتمكنوا من تدمير قدرات الشعب اليمني ولا من إرغامه على التخلي عن موقفه الحق واستمر بكل ثبات يبيض الوجه أمام الله تعالى.

وقال "نحن في هذه المرحلة في أقوى مرحلة من كل المراحل الماضية فيما وصلنا إليه كشعب يمني، في القدرات والوعي، والتعبئة ومستوى متقدم على كل المستويات، ويجب أن يستمر التوجه العام في الإطار الإيماني، القرآني، والجهادي لبناء واقعنا أكثر وأكثر على قاعدة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".

وأضاف "يجب أن يستمر التوجه في مواكبة التطورات والأحداث في فلسطين والمنطقة بشكل عام، وسنبقى في حالة جهوزية تامة للعودة إلى العمليات ومستويات التصعيد العليا إذا عاد العدو الإسرائيلي إلى عدوانه في الإبادة الجماعية والحصار والتجويع للشعب الفلسطيني".

وتابع "لا يمكن أن نسكت في أي مرحلة من المراحل، ولسنا في وارد الذهاب إلى مساومات على مواقف مبدئية، إيمانية، جهادية، قرآنية، ضرورية في أن نبقى شعبًا حرًا عزيزًا يتحرك على أساس تعليمات الله، لا يخنع ولا يركع للطغاة والمجرمين والظالمين ولسنا ننظر بالنظرة اليائسة والضعيفة والمهزومة للبعض من الشخصيات والجهات البعيدة عن الواقع وعن مسار الشعب والبعيدة عن هدى الله وتعليماته، ولم يثقوا بالله وكتابه".

وأشار السيد القائد إلى أن هناك نظرة في أوساط الأمة بعيدة عن هدى الله لا تثق به وبكتابه ولا تحمل البصيرة تجاه الأحداث والمستجدات والوقائع الواضحة والبينة، من الذين لا يرون إلا فكرة تدجين الأمة لأعدائها والتخلي عن المسؤوليات المقدسة، وعن القيم الإنسانية والحرية والكرامة والقبول بالخنوع والخضوع لأسوأ المجرمين الحاقدين، المستكبرين.

وشدد على ضرورة استمرار التوجه العام على الأساس الإيماني، والقرآني والجهادي والتحرر والبناء في كل المجالات، كل الأمور المهمة في الوضع الداخلي، لا تحتاج للخروج عن إطار الاهتمام الرئيسي والداخلي والتوجه العام".

ومضى بالقول "ما يتعلق ببناء الوضع الرسمي وإصلاحه، وما يتعلق بالاهتمام بالجانب الاقتصادي والقضايا والمبادرات الاجتماعية، كل التفاصيل لا نحتاج إلى أن نتخلى عن اهتماماتنا الرئيسية والكبرى، بل في إطارها، يمكن أن ننطلق في كل الاهتمامات بشكل صحيح وأفضل وبناء ومفيد وبروحية وحلول عملية وإيجابية".

وأكد قائد الثورة أن الأعداء يكثفون جهدهم لصرف أنظار الناس عن المسار الرئيسي والتوجه العام المتمثل بالخطر الصهيوني، ويحاولون في إطار المخطط الأمريكي والإسرائيلي إغراق الناس في الأزمات والمشاكل وصرف أنظارهم تماما حتى يكفروا بالتوجه والاهتمام والمسار الصحيح الذي يفيدهم في الدنيا والآخرة.

وبين أن العدو الإسرائيلي خاسر، وخسر الكثير في جولة العامين بفضيحة عند كل الأمم كما تجلّى ضعفه في الميدان، وبالرغم من الإبادة والتدمير الشامل، لم يستعد العدو أسراه دون صفقة تبادل، وهذا من الدلائل الواضحة التي يعمى عنها عُمي القلوب فينظرون إليه نظرة استعظام وتهويل ويحاولون أن يدجنّوا الأمة له.

ولفت إلى أن ضعف العدو الإسرائيلي تجلّى رغم كل ما فعله في مواجهة المجاهدين في قطاع غزة الذين هم في حالة حصار شديد وإمكانيات محدودة للغاية وخذلان رهيب من أمتهم، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي فشل في المواجهة مع إيران وأُرغم خلال 12 يوما على الطلب من الأمريكي أن يسعى لإيقاف المواجهة.

وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي أُرغم على وقف المواجهة مع إيران؛ ومع ذلك ينظر إليه عمي القلوب على أنه نجح، وأنه حقق إنجازًا، وأنه آن الأوان لتركع معهم كل الأمة، مؤكدًا فشل العدو الإسرائيلي في القضاء على المقاومة في لبنان، وتماسكت وصمدت بالرغم مما قدمته من تضحيات.

وقال "من المؤسف أن يتصور من أعمى الله قلوبهم وبصائرهم أن الإجرام الصهيوني الرهيب إنجاز عظيم لكيان العدو الإسرائيلي، الذي يرتكب المجازر والجرائم الرهيبة، لكن ذلك ليس إنجازًا عسكريُا ولا استراتيجيًا وإنما فشلًا".

وأشار إلى أن حزب الله بقي متماسكًا، ثابتًا، وعصيًا على الانكسار، مستمرًا في رسالته، في دوره، وجهاده، وفي روحيته، وثبات حاضنته.

وقال "في اليمن المسألة واضحة والمقام مقام انتصار كبير وثبات عظيم وبناء على مستوى القدرات، والمكون الاجتماعي الرئيسي هم قبائل هذا البلد، قبائل تحمل الوعي، الإيمان، القيم، الشهامة، الرجولة، الشجاعة، الإقدام، والاستبسال".

وأشاد قائد الثورة بدور قبائل اليمن التي تملك السلاح وتجربة القتال، وهي حاضرة في كل هذه المراحل، مضيفًا "نحن نؤمن بالمآلات الحتمية للصراع الكبير الذي يفرض نفسه على أمتنا، والعدو الإسرائيلي إلى فشل وخسران وزوال".

وأشار إلى أن من الحتميات، زوال العدو الإسرائيلي وخسران من خضعوا له وانتصار من استجابوا لله ووثقوا به، ونحن مواصلون لهذا الدرب، والمسار العظيم، والشعب اليمني في الاتجاه العام يبقّى بما هو أكثر وعيًا، رشدًا، انتباهًا، ويقظة تجاه كل المؤامرات والمكائد.

وجددّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ختام كلمته التأكيد على أن التعبئة العامة ستزداد وتيرة عملها في الساحة، وكذا بناء القدرات العسكرية والجهوزية على كل المستويات.
سبأ