السياسية - وكالات:

قال مراسل ومحلّل الشؤون العسكرية، في صحيفة "معاريف الإسرائيلية"، آفي أشكنازي إنه: "على الرغم من أن "إسرائيل" دمرت وألحقت أضرارًا بالغة في العديد من ممتلكات حماس، ودمّرت شوارع وأحياء ومدنًا بأكملها مثل رفح وأجزاء أخرى من القطاع، فإنّ إعادة إعمار غزة قد تستغرق عقدًا أو عقدين، إذا أمكن ذلك أصلًا. ومع ذلك، لم تنجح "إسرائيل" في فرض حقيقة أنها حسمت المعركة وانتصرَت على حماس والمنظمات الإرهابية (المقاوِمة) الأخرى في القطاع".

ووفقًا لأشكنازي، انتقلت حماس إلى حرب عصابات ضد الجيش "الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنّ: "وضع الجيش داخل غزة ليس جيدًا"، وعلى الرغم من أن الجيش يشن "هجمات" في مناطق متفرقة، إلا أن ذلك لا يشكّل حربًا شاملة؛ بل هو أقرب إلى معارك "دفاعية" ضمن مناطق محددة"؛ على حد تعبيره.

وتابع أشكنازي: "معظم القوات متمركزة في أماكن محدّدة، وتحاول إنشاء مناطق "دفاعية" حولها، من دون تقدم إلى الأمام أو تراجع إلى الخلف، ما يؤدي إلى إنهاك الجيش وعشرات الآلاف من جنود الاحتياط والجنود النظاميين. بعضهم متواجد في غزة منذ ما يقرب من شهر من دون مغادرة، ومن دون استحمام أو راحة حقيقية أو رؤية واضحة للأهداف المستقبلية أو اتجاه المعارك، وهذا من أسوأ الأوضاع الممكنة لجيش يخوض معارك".

وأضاف: "ظاهريًا، يحاولون في الجيش "الإسرائيلي" الحفاظ على روح معنوية عالية والتأكيد على عدالة المهمة، لكن في الجولات الميدانية، يعترف الضباط بهدوء أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر طويلًا. يوم أمس، تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط أوامر استدعاء لأوقات إضافية، تتراوح بين 50 إلى 80 يومًا من الخدمة، في محاور المعابر وممر فيلادلفيا ومحور موراج. معظم الجنود الآن مضطرون لإبلاغ زوجاتهم وأطفالهم أن الأب لن يكون موجودًا في الصيف القادم – لا عطلة على الشاطئ أو في المسبح، وبالتأكيد لا رحلة إلى اليونان أو قبرص – لأن عليهم تنفيذ جولة احتياط إضافية. يبقى التساؤل ما إذا كانت وزارة "الأمن" (الحرب) والجيش "الإسرائيلي" يخططان للمستقبل أم أن ذلك كان مجرد صدفة؟ ".