السياسية – رصد:



توازياً مع تصعيد صنعاء لهجماتها حيث كان الهجوم الأخير هو الرابع من نوعه خلال أقل من أسبوع وخامس استهداف يصل إلى وسط إسرائيل منذ 16 ديسمبر، كان كيان الاحتلال يحاول أيضاً إحداث خرق ما، يمكّنه من استعادة الردع، ولأجل ذلك نشّط خلايا تجسسية بهدف الحصول على معلومات استخباراتية يفتقرها، واستهدف مرة أخرى بنى تحتية مدنية. ولأن لا نتائج عملية "لاستعراض القوة"، بات النقاش داخل الكيان أكثر تعقيداً حول الخيارات المطروحة لردع اليمنيين، انطلاقاً من واقع مفروض، يلخصه مراسل تايمز أوف إسرائيل لازار بيرمان: "اذا فشل السعوديون والإماراتيون خلال 9 سنوات، ومؤخراً الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقف هجمات الحوثيين، فلماذا تتوقع إسرائيل نتائج أفضل؟".

يضع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ما يزوده به رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي (الذي حدد آخر فبراير المقبل لإعلان استقالته بحسب ما رود) وعدد من المسؤولين الأمنيين الآخرين على الطاولة لرسم الخطط وفق المعلومات والوضع اللوجستي والعملياتي لجيش العدو الذي يخوض حرباً متعددة الجبهات منذ أكثر من عام. غير أن استهداف مطار صنعاء وعدد من محطات الطاقة والموانئ، ربطاً بالتصريحات الأخيرة الصادرة عنه عن قيادات أخرى في حكومته، تشير بما قد يكون نتنياهو قد توصل إليه بالفعل. اذ لا معلومات استخباراتية دقيقة ومفيدة للقيام بإجراء عسكري أو أمني ضد أحد القيادات العسكرية أو الأمنية اليمنية، أو مصانع الأسلحة وأماكن تخزينها، ولا خطة واضحة لفرض أسس الردع.

وقد كان من اللافت تضارب التصريحات بين المسؤولين الصهاينة بين من اعتقد بوجوب ضرب إيران لردع أنصار الله كرئيس الموساد، وضرورة ملاحقة جميع قادة الجماعة وضربهم كما صرح وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، بعد استهدافهم لمطار صنعاء الذي كان يتواجد به رئيس منظمة الصحة العالمية. الذي قال في منشور على X: "تضرر برج مراقبة الحركة الجوية وصالة المغادرة - على بعد أمتار قليلة من المكان الذي كنا فيه - والمدرج".

هذه الصورة التي تزداد تعقيداً، يشرحها الإعلام العبري، مشاركاً نتنياهو "بقلقه" وحيرته. فعن استهداف إيران لردع صنعاء، يقول زميل أقدم في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وولف كريستيان بايس، "إنهم يعتبرون أنفسهم جزءا من محور المقاومة... لكن هذا لا يعني أنهم يأخذون أوامرهم من طهران".

القائد العسكري السابق غادي شامني لإذاعة 103 FM المحلية، أشار من جهته إلى أن أنصار الله ينفذون هجماتهم ليلا لتعكير صفو حياة الإسرائيليين... يدركون أن الليل له تأثير كبير على السكان وأن الاضطرار إلى الاستيقاظ أمر مرهق". وأضاف "إنهم يقاتلون منذ فترة طويلة جدا، ويعرفون كيف يقاتلون وهم معتادون على المعاناة، لذلك إذا قصفت بنيتهم التحتية المدنية، فلن يوقفهم.

عقبات من نوع آخر يتحدث عنها أحد العاملين في معهد سياسة الشعب اليهودي، يعقوب كاتس، وهو مؤلف كتب عن الجيش الإسرائيلي، ل "جويش إنسايدر" ويقول إن إسرائيل لديها قدرات محدودة نسبياً على مهاجمة أنصار الله.. لم يكونوا أبداً هدفاً لجمع المعلومات الاستخباراتية لدينا، لذلك عندما تنظر إلى الأهداف المختارة حتى الآن، كانت كلها بنية تحتية مثل الموانئ....لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل تستهدف قواعد سرية بالصواريخ أو تقتل كبار القادة. وأن الجيش غير قادر على القيام بالأشياء التي يمكنه القيام بها ضد حزب الله وحماس.

وتنقل صحيفة معاريف عن كاتس قوله إن الجيش الإسرائيلي افتتح قسم استخبارات يركز على اليمن. وقد واجه صعوبة في العثور على إسرائيليين يتحدثون ويقرأون ويكتبون اليمنية، وهي مختلفة عن العربية، وافتتح مؤخراً فصلاً للغة اليمنية. كانت الموجة الأخيرة من الهجرة إلى إسرائيل من اليمن في عام 1950 واستمر عدد قليل من اليمنيين الإسرائيليين في التحدث بهذه اللغة، على عكس الفارسية وبعض اللهجات العربية.


* المادة الصحفية نقلت من موقع الخنادق اللبناني بتصرف