السياسية – رصد:
رشيد الحداد*


أعادت حاملة الطائرات الأمريكية «هاري ترومان» تموضعها في البحر الأحمر، وابتعدت خلال الساعات الماضية عن مرمى نيران قوات صنعاء إلى سواحل مدينة جدة، غداة معركة بحرية ضارية مع تلك القوات، تعرّضت خلالها الحاملة ومجموعتها لهجوم كبير بالصواريخ والمسيّرات. وفي الوقت نفسه، واصلت صنعاء بوتيرة عالية معركة الإسناد لقطاع غزة على رغم التهديدات الإسرائيلية، واستهدفت بهجومين بالطائرات المسيّرة، أمس، تل أبيب وعسقلان في فلسطين المحتلة.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية ابتعاد «هاري ترومان» نحو 800 ميل بحري عن المياه الإقليمية لليمن، فيما قالت مصادر إعلامية مقرّبة من حكومة صنعاء، لـ»الأخبار»، إن الحاملة ترابط حالياً قبالة ميناء جدة، مشيرة إلى أن الصور الخاصة بمواقع تتبّع حركة الطيران، كشفت وصول طائرة نقل أمريكية من قاعدة الأسطول الخامس في البحرين وهبوطها على متن الحاملة.

ومساء أمس، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تنفيذها عمليتين عسكريتين بواسطة طائرات مسيّرة من طراز «يافا» طاولت هدفين عسكريين في تل أبيب وعسقلان.

القبائل الموالية لصنعاء تؤكّد جهوزيّتها بالمال والسلاح لإفشال أيّ مخطّط إسرائيلي يُنفّذ داخلياً

ووسط تحريض إسرائيلي متصاعد على ضرب اليمن، شارك فيه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أكد مصدر عسكري مطّلع، لـ»الأخبار»، أن صنعاء «على جهوزية عالية لردع أي عدوان أمريكي - بريطاني - إسرائيلي ضدها»، مضيفاً أن «أي تصعيد جديد سيدفع صنعاء إلى الانتقال إلى المرحلة السادسة من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي». وأشار إلى أن «القوات المسلحة اليمنية تستخدم أسلوباً متناسباً للرد على العدوان»، محذّراً من أن «أي عدوان جديد على المحافظات الحرة سيُقابل بتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة، وتكثيف الهجمات على الكيان الإسرائيلي». وذكّر المصدر بأن حركة «أنصار الله» اعتمدت «سياسة النفَس الطويل في مواجهة الكيان الإسرائيلي والعدو الأمريكي».

وتهدف حملة التحريض الإسرائيلية المكثّفة ضد «أنصار الله»، إلى تشكيل تحالف دولي مناهض للحركة بعد تصاعد ضربات جبهة الإسناد اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي خلال الأيام الماضية. كذلك، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية في تقرير، أن رئيس «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد برنياع، «دعا خلال مناقشات رفيعة المستوى بين القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل إلى توجيه ضربة مباشرة لإيران في أعقاب الهجمات اليمنية». وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بتكثيف أنشطتها في الأيام الأخيرة بعدما اعتبرت أن سياستها وإجراءاتها ضد أنصار الله خلال العام الماضي كانت غير كافية.

وفي أعقاب دعوة وزير الحرب الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، حكومة الكيان إلى التواصل مع حكومة المرتزقة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي والميليشيات المسلحة التابعة لها، وتزويدها بالسلاح لقتال «أنصار الله» وإشغال الحركة على المديَين المتوسط والطويل، أعلن عدد من القبائل الموالية لصنعاء في طوق العاصمة ومحافظات أخرى، جهوزيتها بالمال والسلاح لإفشال أيّ مخطّط إسرائيلي يتم تنفيذه عبر تلك الأطراف، في وقت نفّذت فيه استعراضات مسلحة واسعة. والواقع أن العدوان الإسرائيلي على صنعاء، ومن بعده العدوان الأمريكي - البريطاني، أعادا الالتفاف الشعبي إلى جانب «أنصار الله» والقوات المسلحة بشكل كبير، ما أزعج الكثير من المراقبين الموالين لحكومة المرتزق أحمد عوض بن مبارك والتي اعترف بعض مسؤوليها بأنّ العدوان الخارجي لم يضرّ بالحركة.

* المادة نقلت من الإخبار اللبنانية بتصرف