أين يختبئ نتنياهو؟
السياسية || محمد علي القانص*
لا شك أن قيادات الكيان الصهيوني المؤقت أصبحت في حالة من الاضطراب والخوف بعد استهداف منزل رئيس وزراء الكيان (نتنياهو)، ولم تعد تسكن الفلل والبيوت الفارهة، بل تختبئ تلك القيادات في الجحور كالفئران.
فنتنياهو اليوم أصبح متخفياً في الملاجئ ومتسكعاً بين شوارع وحارات يافا المحتلة (تل أبيب)، وليس ببعيد عليه أن يتنكر بملابس نسائية ويرتدي باروكة شعر حتى تبدو صورته كعجوز يهودية شمطاء، لأنه من القوم الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وباؤوا بغضب من الله ورسوله.
إن مسألة التخفي بالأزياء النسائية ليست بغريبة على نتنياهو، فقد سبقه المرتزقة المحسوبون على اليمن الذين فروا من صنعاء أثناء ثورة 21 سبتمبر 2014م، وفتنة 2 ديسمبر 2017م، متخفين بالعبايات والنقاب.
الحقيقة أن قيادات الكيان المؤقت باتت تحت مجهر المجاهدين في سبيل الله، وستكشف حركات المقاومة خلال الأيام القادمة الستار عن مفاجآت تحقق من خلالها النصر العظيم، دون الحاجة إلى المساعدة والدعم من الجيوش العربية المتخاذلة التي تكتفي باستعراض قوتها في ساحات العروض العسكرية، كما يفعل الجيشان المصري والأردني، أما جيوش الخليج فلا يعول عليها أحد لأن حالها كحال جيش العدو، فهي تمارس القتل والإجرام بالطريقة نفسها، بدليل ما فعلته في الحرب المستعرة على اليمن منذ ٢٠١٥م.
كان من المفترض على أقل تقدير أن يقدم الجيش المصري الدعم اللوجستي والاستخباراتي لمجاهدي حماس، كون جهاز المخابرات المصري يعد من الأجهزة القوية المحسوبة على العرب والمسلمين، إلا أنه أثبت عمالة قياداته للموساد التابع للكيان الصهيوني.
في المقابل، لم تعد حركات المقاومة والجهاد بحاجة إلى تقديم أي خدمات من أحد، فهي تفاجئ الجميع بقدراتها على تجاوز كافة الصعوبات، معتمدة بذلك على الله سبحانه وتعالى، كما أنها استطاعت الوصول إلى عقر دار نتنياهو وجعلته فاراً من منزله متخفياً ذليلاً، رغم ما يمتلكه من قدرات تكنولوجية وعسكرية وأمنية لا توجد مثلها في العالم بأسره.
فالأيام أثبتت عكس ما كان يدعيه الكيان الصهيوني عندما كان يبث الدعايات بأن الشهيد المجاهد يحيى السنوار يختبئ في الأنفاق متخذاً من الأسرى درعاً بشرياً له، فقد ظهر السنوار في مواجهته الأخيرة كالأسد الذي ترتعد منه فرائص اليهود والنصارى، وهو في ميدان الوغى يصول ويجول بشجاعة لا مثيل لها، بل إنّه جسّد بدوره مواقف الكثير من عظماء الإسلام كالأشتر وعمار وجعفر الطيار.
فيما أصبح نتنياهو والقادة التابعون له هم من يتخَبَّأُون في الملاجئ والأنفاق ولا يجرؤون على النزول للحظة واحدة إلى ميادين المواجهة المباشرة، بل إنهم لا يتنقلون في المدن المحتلة إلا متخفين وذليلين، إن لم يكن البعض منهم قد هاجر إلى خارج الأراضي المحتلة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب