الأردن جبهة عسكرية أخرى ضد الكيان المؤقت
السياسية || محمد محسن الجوهري*
لا يختلف الوضع في الأردن كثيراً عنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ فالأردن وفلسطين بلدٌ واحد ويمثلان ضفتي نهر الأردن، الشرقية والغربية، وليس دون النهر أي اختلافات أخرى، فالعادات نفسها والعبء نفسه، وكذلك فإن المؤامرة هي نفسها على الضفتين، فالشعب واحد والعدو أيضاً واحد.
أما بالنسبة للنظام السياسي، فإن النخبة الحاكمة في الأردن لا تقل عمالةً عن مثيلتها في الضفة الغربية، وما الملك عبدالله إلا صورة أخرى لمحمود عباس أبو مازن، وكلٌ منهما يغرد خارج مصالح الشعب العليا، ويتناغم في مواقفه مع مصالح الحركة الصهيونية، وليس لأيٍ منهما الحرية في إدارة بلده إلا بالقدر الصوري والمقبول من قيادة الكيان المؤقت.
أما عن الشعب، فموقفه من حكومة عمان هو نفسه من حكومة رام الله، والاتجاه الشعبي كله يؤيد تحرير فلسطين كلياً من العدو الصهيوني، ويرفض أي مساعٍ لتجزئة القضية وفصل الأردن عن فلسطين، ويشهد بذلك العمليات البطولية للشعب الأردني من أيام الشهيد "كايد العبيدات" وحتى عملية البحر الميت البطولية للشهيدين حسام أبو غزالة وعامر القوس.
ومن البديهي أن يتنبه العدو الصهيوني للخطر الأردني، وأن يتحرك بنفسه لفتح جبهة أخرى في الضفة الشرقية، فالرهان على عملائه في عمان فاشل كما هو حال الرهان على حكومة أبو مازن في الضفة الغربية، وقد تباغت "إسرائيل" الأردن بعملية عسكرية كبرى لا تقل عن نظيراتها في غزة وجنوب لبنان، خاصة وأن جبهة الأردن هي الأكثر خطورة على العدو، وأكثرها تهديداً لوجوده لعامل كثيرة، أبرزها طبيعة الشعب من جهة وكذلك الحدود الجغرافية من جهة أخرى، والتي تصل لأكثر من 330 كم.
وفي حال تراجعت قبضة الحكومة الأردنية وخرج الوضع عن السيطرة، فإن جغرافية الأردن ستكون الأنسب للتنكيل بالعدو الصهيوني، وسيتدفق مئات الآلاف من الأردنيين وغيرهم من المجاهدين لعبور الحدود باتجاه الأراضي المحتلة وقتال الصهاينة بطريقة مباشرة، وذلك من أشد المخاطر على مستقبل الكيان، وستكون القاصمة لجيشه ومستوطنيه.
وسبق أن تحدثت مواقع صهيونية عن صول آلاف من المقاتلين العرب إلى الأردن، ورجحت باستحداث جبهة جديدة مستقبلاً عبر الضفة الشرقية لنهر الأردن، بالتزامن مع انشغال جيشها بالصراع غير المحسوم في جهتي غزة في الجنوب، ولبنان في الشمال، خاصة وأن نصف سكان الأردن من المهجّرين الفلسطينيين، وهم يتطلعون للحظة الانقضاض على "إسرائيل"، ودحرها خارج بلادهم المحتلة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب