السياسية || محمد محسن الجوهري*

بفضل الله، تجاوز مقاتلو حزب الله الصدمة سريعاً، وأفشلوا رهان العدو في تدمير معنوياتهم وها هم اليوم يوجهون الضربات المتتالية للجيش الصهيوني على أكثر من صعيد، وبات أمام خيارين أحلاهما مر: إما الانسحاب وإعلان فشله في لبنان، كما حدث في عامي 2000 و2006، أو الانخراط في حرب استنزاف طويلة الأمد، تكون سبباً في كسر شوكته إلى الأبد، وهو ما يتمناه كل مسلم في هذا العالم.

ومع كل ضربة يوجهها حزب الله للعدو الصهيوني، يحقق بها انتصارات متتالية على مختلف المستويات، فهي ضربة لليهود في فلسطين المحتلة، وضربة أيضاً للخونة من منافقي العرب، وإفشال لرهانهم على التفوق العسكري لـ"إسرائيل"، وانكسار لصنمهم الذي يعبدونه رهباً لا رغباً.

وكنا قد شاهدنا بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، خروج بعض القيادات المسيحية في لبنان تنادي بحل حزب الله وتبارك العدوان الإسرائيلي على الجنوب، وهذه نوعية من الخونة موجودة في كل زمانٍ ومكان، وتذكرنا بمرتزقة حزب الإصلاح في اليمن، يوم رفعوا شعار "شكراً سلمان" لمباركة العدوان على شعبهم، فبدأ بإبادتهم في كل منطقة ينجح باحتلالها.

ولا يختلف الوضع كثيراً في لبنان، فالوهابية المسيحية هناك تنادي بعودة الاحتلال الصهيوني، وتبارك إبادته للمسلمين في الجنوب والضاحية، لا لسببٍ يُذكر سوى أنهم يعادون الإسلام والمسلمين، ويتمنون اجتثاثهم من الوجود كلياً وليس فقط من لبنان، وهنا تبرز أهمية الجهاد في سبيل الله، ولماذا حضَّنا الله -سبحانه وتعالى- على القتال، فبدون ثقافة السلاح والعنف لا يمكن ردع العنف القادم من جهة اليهود والنصارى.

وإذا كان حزب الله منع التنظيمات المتطرفة من الوصول إلى لبنان عبر سورية، فإنها اليوم أجدر بأن تصل إلى لبنان، ليعرف أولئك الأنذال حجم الخسارة بعد تفريطهم بحزب الله، وكيف أن بقاء لبنان والمسيحيين وسائر الطوائف مرهون بمجاهدي المقاومة الإسلامية، ولولاهم لكانت بيروت قندهار أخرى يتجول فيها مسلحو القاعدة وداعش.

ومن يعتقد أن الصراع سياسي فهو مخطئ، فالحرب على حزب الله جزء من المخطط الصهيوني للمنطقة بكلها، فالصهاينة يسعون إلى إعادة احتلال أجزاء واسعة في العالم العربي تمتد حتى دول الخيانة والتطبيع، ولا أمل في دحر ذلك المخطط إلا بانتصار رجال حزب الله، وبدونهم فإن العالم العربي سيكون فريسة سهلة لليهود، وستعود معه المجازر المروعة بحق العرب أجمعين، وعلى السيناريو نفسه الدائر حالياً في غزة والضاحية.


* المقال يعبر عن رأي الكاتبه