السياسية || محمد محسن الجوهري*

للأسف الشديد أن كمية النخوة في الأعاجم الفرس، هي أضعاف تلك التي في نفوس العرب الأقحاح خاصة دول الجوار لفلسطين التي لا تزال في خانة العروبة، وثمة أمل في استنهاضها يوماً ما، أما الأعراب فهم كما وصفهم الله بالأشد كفراً ونفاقاً، ولا أمل في نصرتهم للمسلمين ولو بعد قرون.

الهجمات الأخيرة لإيران ضد الكيان الصهيوني ومشاهد سقوطها بالجملة على منشآت اليهود، أثلج صدورنا وأعاد لها الأمل بزوال الكيان وبعودة فلسطين حرة وانتهاء العربدة الصهيونية بحق العزل في غزة ولبنان.

كما أعاد لإيران وهج الثورة الإسلامية الذي افتقدته بعد سنوات من الركود الثوري، وغيابها الفعلي عن ساحة الصراع مع الكيان الصهيوني والغرب الكافر، وأظهر للعالم أجمع حجم الكيان بالمقارنة مع حجم الأمة الإسلامية إذا ما تحركت للمواجهة، وكل ما نتمناه اليوم أن يطول الصراع وتتجدد الضربات للكيان.

وصدق الإمام علي عليه السلام حين قال: "ردوا الحجر من حيث أتى فإن الشر لا يدفعه إلاّ الشر"، ولذلك على إيران أن تواصل ردعها المباشر للكيان الصهيوني حتى تحظى بأدنى معايير الأمن والاستقرار، وتستعيد هيبتها ومركزها الطبيعي ليس فقط أمام الصهاينة بل وحتى أمام عملائهم الأعراب، فكل ضربة في الكيان يكون لها وجعها الكبير في الرياض وأبوظبي.

وللعلم، فإن أي سياسة غير سياسة الموت ليس لها أي قيمة في نظر اليهود، فهم لا يعترفون إلا بقانون الردع والموت، ولن يتوقفوا عن جرائم الإبادة إلا باستنساخها وإعادة توجيهها ضدهم، وهذه هي الطريقة المثلى لكسر شوكة "إسرائيل"، والحد من عجرفتها إلى الأبد كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأسلافهم في خيبر وما حولها قبل 1400 عام، وأجبر اليهود على الخنوع بعدها لأكثر من ألف عام.

وكما كان الردع هو الحل بالأمس لعجرفة اليهود، فإنه هو الدواء الأمثل لليهود اليوم، وعلى العرب أن يحزموا أمرهم وينتصروا لفلسطين قبل أن يجعل اليهود من أوطانهم مآسٍ أخرى أكثر من فلسطين، فشريعة اليهود تبيح وتحرض على إبادة العرب حتى لو كانوا مسالمين واستهداف النساء والأطفال، كما هو حالهم اليوم في غزة المسلمة المحاصرة.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب