السياسية || محمد محسن الجوهري*

لم تمر 24 ساعة على احتفالات حزب الإصلاح باغتيال الكيان الصهيوني للسيد حسن نصر الله، حتى تجددت احتفالاتهم بعد أن أقدمت طائرات الصهاينة على قصف منشآت خدمية بمينائي الحديدة ورأس عيسى، لدرجة أن أحدهم وصف الحادثتين بأنهما أعياد، وتمنى آخرون من الإخوان لو أن "إسرائيل" تستمر في قصفها لليمن واجتياح لبنان.

وتكتظ صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي وسائل إعلامهم الرسمية بالعديد من التعليقات الفرائحية والشامتة والتي تبرهن على أن عقيدة حزب الإصلاح ليست إسلامية على الإطلاق، فالإسلام يبرء من كافة أشكال التعاطف مع اليهود، ويرى في ذلك ردة عن الدين ودخول في ملة اليهود، كما أوضح القرآن الكريم ذلك في سورة المائدة.

كما ليس من الوطنية أن تشمت بما يحل بوطنك وأبنائه، ولو أن بهم بعضاً من الغيرة والشرف لاستحوا أن يظهر فرحتهم العارمة بالعدوان الصهيوني على محافظة الحديدة، فذلك إثبات آخر على انعدام الوطنية والشرف في نفوسهم، كيف لا وهم أول من بارك العدوان السعودي – الإماراتي على بلادهم قبل عشر سنوات، وخرجوا رافعين صور حكام الرياض وأبوظبي وعبارة "شكراً سلمان"، فمن يقبلها من هنا يقبلها من هناك، وما السعودية والإمارات إلا أدوات رخيصة تتحرك لخدمة الصهيونية العالمية، وهم يعلمون ذلك علم اليقين.

وكيفما حسبناها، لن نجد مبرراً لمواقف الإخوان، سوى أنهم عديمو الدين والشرف والرجولة، وهم على تلك الوطاءة المتوارثة كابراً عن كابر، ولا غرابة أن أغلب عناصرهم من أرذل القوم وأرخص الرجال، لأن النفس الرفيعة تأبى أن تقف مع اليهود في خندقٍ واحد، ومن المخجل والمعيب أن تحسبهم على اليمن، وهم بهذا المستوى من الانحطاط الخلقي والقيمي.

ولا نحتاج لفتاوى دينية تثبت تنصلهم عن الإسلام بمواقفهم الموالية لليهود، فهذا ظاهر لكل ذي فطرة، كما أن القبيلة والمروة تشهد بأنهم لا ينتمون لعالم الرجال بشيء، فهم تجار دين وتجار سياسة، ولا خير في براغماتيهم التي انتهت بخروجهم عن الفطرة السليمة والمروة المتعارف عليها بين أشراف الرجال.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب