السيد نصر الله.. شهيدا على طريق القدس
السياسية || منى المؤيد*
" مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" الأحزاب:23.
نشهد أنك أديت الأمانة باقتدارٍ وإخلاص وجاهدت في الله جهادا عز نظيره، ونصرت الأرض المقدسة التي باركها الله تعالى للعالمين، وشعبها المكلوم، وعلى درب الأنبياء والمرسلين سِرت وعلى طريق القدس نلت من الله وسام الشهادة، فطوبا لك مقام صدق عند مليك مقتدر، إن قدرك قدر الأنبياء والمرسلين الذين وقفوا في وجه الطغاة والمستكبرين صادحا بالحق، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، مؤمناً بالله العلي القدير، كجدك الحسين عليه السلام في ثورته ومقاومته للطغاة، هنيئا لك ما حباك الله تعالى به من رفعة ومكانة خاصة مع الأنبياء والشهداء والصالحين.
ستبقى فلسطين هي القضية، وستبقى المقاومة الإسلامية دربا الشرفاء والأحرار رغماً عن العدو واستهدافه لقاداتنا وساداتنا.
سيدنا، سيد العشق سنتجاوز المحنة وسنخرج منها أقوياء وأكثر كما عودتنا نهجك.. أن قائد المقاومة السيد حسن نصر الله مازال بيننا بفكرة وروحه وخطه ونهجه المقدس وإلى لقاء قريب في ساحات الجهاد وحتى إدراك النصر والنصر المبين بأذن الله.
ان الاستشهاد والشهادة في سبيل الله على طريق القدس لتحرير المقدسات مطلبا ورجاء وعبادة لأبطال المقاومة من المؤسسين إلى الاشبال، وقد نذروا حياتهم وأرواحهم وعائلاتهم وما يملكون لوجه الله وتقربا منه ولتحرير المقدسات وانهاء وجود هذا الكيان المسخ الذي قام وصُنع على مبدأ إبادة الشعوب واستعمار أوطانها وتبديد حقوقها على صورة صاحبته امريكا النظام العدواني والمتوحش.
ونقول للأعداء أن القائد الأول للحق وجند الحق هو الله عز وجل وهو الحي الذي لا يموت، أما الأنبياء والرسل والأولياء لديهم مسار محدد في اطار قيادة الله عز وجل لفترة زمنية محددة ثم يسلمون الرأية للاحقين وهكذا، فسقط في مسار الحق عبر التاريخ أنبياء ورسل وعظماء واستمرت مسيرة الحق ولم تسقط أبدا، واليوم نعيش لحظات مأساوية من مآسي الأمة الإسلامية وهي سقوط أحد ابطال التاريخ والأمة السيد حسن نصر لله -سلام الله على روحه- وسيسقط بعده عظماء آخرون لأن العظماء لا ينبغي أن تكون نهايتهم الا عظيمة كنهاية جده الإمام الحسين عليه السلام، لذا لا ينبغي ان نهن أو نضعف أبدا.
ولا يمكن لنا أن ننسى نحن اليمنيون ما قاله سيد الشهداء والقادة وكيف لنا لا نبكيه وهو قال عنا : أن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟.
وقال أيضاً في إحدى خطاباته: لا مظلومية على الكرة الأرضية كمظلومية الشعب اليمني وتجاوز بمظلوميته مظلومية الشعب الفلسطيني واعتبر أن أشرف موقف وأعظم موقف في حياته هو خطابه الذي ألقاه في اليوم الثاني من العدوان على اليمن.
ولا ننسى كذلك عندما عبر وقال: يا ليتني كنت معكم، يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم، تحت راية قائدكم العزيز والشجاع السيد عبد الملك الحوثي.
ولكل حر في هذا العالم نقول له عملية الإغتيال الغادرة لهذا الرمز الكبير في الأمة لن تنال من أرادة مجاهدي المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق والمنطقة ولن تنال من عزيمة المجاهدين في حزب الله، وأن الجرائم الوحشية وحرب الإبادة التي يشنها هذا العدو المأزوم المجرم في فلسطين ولبنان لن تحقق أهدافه ولا مخططاته، وأن اغتيال القادة الكبار ورموز المقاومة والأمة يؤدي إلى تصميم كبير على المضي في مسيرة المقاومة وصمودها ويعزز دورها ومواجهتها لهذا العدو المجرم في كل الميادين والساحات.
كما أن التضحيات الكبيرة والشريفة التي قدمها حزب الله كتبت وتكتب اليوم تاريخاً جديداً ومجيدا للأمة، رسمه سماحة السيد الشهيد الكبير حسن نصرالله رحمه الله وقادتها ومجاهديها الذين دفعوا الأثمان الكبيرة والأرواح الطاهرة دعما لفلسطين وشعبها ومقاومته الباسلة ودفاعاً عن لبنان وسيادته الوطنية وكل المنطقة، من أجل حماية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا وأمتنا والمقدسات الاسلامية وخاصة المسجد الاقصى المبارك.
ولا ننسى ما قاله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وعلى كل الشهداء: (أنت منتصر أيضاَ عندما تسقط شهيداً في سبيل الله، أنت منتصر أيضاً، أنت عملت ما عليك أن تعمله فبذلت نفسك ومالك في سبيل الله، فأن يرى المسلمون، أو يرى المؤمنون بعضهم صرعى في ميادين الجهاد، كما حصل في يوم أحد، ألم يتألم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما رأى حمزة صريعاً؟ وصرع كثير من المجاهدين، ولكن هل توقف بعدها؟ لم يتوقف أبدأً، وإن كانت تلك خسارة أن يفقد أشخاصا مهمّين كحمزة لكنه نصر للمسيرة، نصر لحركة الرسالة بكلها.. ولا بد في هذه المسيرة أن يسقط شهداء، وإن كانوا على أرفع مستوى، مثل هذا النوع كحمزة سيد الشهداء.
المهم أننا نريد أن نقول: أنه في حالات الشدائد، في حالات الشدائد وهي الحالات التي يضطرب فيها ضعفاء الإيمان، يضطرب فيها من يفقدون نسبة كبيرة من استشعار تنـزيه الله سبحانه وتعالى، الذي يعني تنـزيهه عن أن يخلف وعده وهو القائل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
كما قال أيضاً الشهيد القائد حسين بن بدر الدين رضوان الله عليه : عودوا - أيها الإخوة - إلى تاريخ أهل البيت، ادرسوه دراسة حقيقية واقعية حتى تجدوا أنه ليس هناك مكان لتلك المقولة: بأنهم كانوا إنما يثورون من أجل أن يصلوا إلى السلطة، وأنهم كانوا عشاق سلطة، هم عشاق حق، هم من قال لهم جدهم - وهو يوصي الحسن - ((وخض الغمرات للحق حيث كان)) خض غمرات الموت من أجل الحق حيث كان.
هنيئا لك الشهادة يا سيد المقاومة وما أعظمها من شهادة، لأنك نلتها وأنت تدافع عن غزة وبعد ان شهد لك التاريخ بأنك اول قائد مسلم هزم الكيان في معركة تحرير لبنان.
نعاهدك يا سيدنا بأننا لن ننسى غزة وفلسطين وأنها في قلوبنا بمقاومتها الباسلة وبأطفالها ونسائها، وعظم الله أجر كل احرار الامة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب