هل نشاهد العلم اليمني في عدن وسائر المحافظات المحتلة؟!
السياسية || محمد محسن الجوهري*
من غريب التناقضات في تحالف العدوان أن مرتزقة الإمارات يريدون أن يرفعوا علم اليمن في صنعاء، بينما هو مرفوع فيها بكل فخر وشموخ، ويعجزون هم نفسهم عن رفعه في المحافظات المحتلة خوفاً من الإمارات نفسها، والتي ترعى المشروع الانفصالي وتموله بالمال والسلاح، ليس فقط لضرب الوحدة اليمنية، بل لإلغاء مسمى "اليمن" ككل.
ومن المعروف أن مرتزقة المجلس الانتقالي على استعداد لسحل أي طرف يرفع العلم اليمني في شوارع عدن والجنوب، وليس لأي وحدوي وطني الحق حتى في الحديث عن الوحدة اليمنية ورفع علمها، لأن ذلك في عرفهم خيانة كبرى عقوبتها القتل، ولذا فإن تصعيدهم يقتصر على المناطق الوحدوية، وحيث يرتفع فيها علم اليمن، ولولاها لما بقي اسم اليمن قائماً، بعد أن أرادوا تفتيته تحت مشروع الفدرلة.
ويتزامن تصعيد مرتزقة الإمارات مع تصعيد الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ولبنان، والهدف واحد، فالمعركة واحدة، وبين فريقين لا ثالث لهما: إما مع المسلمين ضد اليهود أو مع اليهود ضد المسلمين، وموقف الإمارات معروف ومحسوم، وكذلك الحال بالنسبة لمرتزقتها في الشمال والجنوب.
وهكذا عمدت الإمارات لنصرة "إسرائيل" عبر أدواتها في اليمن، والهدف أن تجعل من بلادنا سودان أخرى يتقاتل فيها الجميع بلا نهاية وحتى تبقى فلسطين وحيدة بلا إسناد، ولولا خيانة الأعراب لما تسنى لليهود تحقيق أي إنجازٍ عسكري في المنطقة بكلها.
وبالتالي فإن موقفنا من تصعيد المرتزقة هو موقف جهادي، ويأتي في إطار المعركة الكبرى مع أعداء الأمة، ومن لا يخشى الموت فلن يخشى أي تصعيد مهما كان حجمه ما دام العدو هو نفسه، ويجاهر بولائه لليهود وللكيان الصهيوني، ويتحرك اليوم لإضعاف الموقف اليمني العام المساند لغزة في وجه العدوان الإسرائيلي.
ولردع ذلك التصعيد وفي أسوأ الأحوال، فإن صاروخ واحد وسط دبي كفيل بأن يخرس التحرك الإماراتي إلى الأبد، وستتخلى حينها عن مرتزقتها وتتركهم بلا غطاء كما فعلت في فتنة عفاش، عندما تخلت عنه بعد وعود كبيرة بإسناده، والحال سيتكرر اليوم في المخا إذا استدعت الضرورة.
وللتذكير فإن استهداف القوة الصاروخية للإمارات في اليوم الأول لفتنة عفاش أعقبه خنوع إماراتي عجيب، ما أدى إلى فشل الفتنة في زمنٍ قياسي، وهلاك عفاش بلا ثمن، ودون تحقيق أي نتائج فعلية لخدمة المشروع الصهيوني الخليجي، فكيف وقد امتلكت القوة الصاروخية -كماً ونوعاً- أضعاف ما كانت عليه في ديسمبر 2017.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب