السياسية:


ما يزال صدى الزيارة الأولى لرئيس الأركان المصري أحمد خليفة إلى منطقة رفح يتردد، في أوساط نظرائه في العالم العربي وواشنطن والاتحاد الأوروبي، وبالطبع في "إسرائيل".

بحسب موقع "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلي"؛ فقد اصطحب خليفة في جولته مجموعة من كبار القادة العسكريين المعنيين مباشرة بمنطقة سيناء وغزة وكيان العدو، حيث شملت الزيارة المعبر الحدودي المصري في رفح، وانتهت في ممر فيلادلفيا.

ووفقًا للموقع؛ النقطة اللافتة هي أن اسم "إسرائيل" لم يُذكر، ولو مرة واحدة، خلال الزيارة. فقد حرص الفريق خليفة على أن تكون زيارته موجهة للجنود المصريين المتمركزين عند الحدود التي تفصل بين مصر وغزة، والتي تلامس الحدود مع كيان العدو في كرم أبو سالم. أما مهمة انتقاد "إسرائيل" بشدة وتسليط الضوء على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد أُسندت إلى كبار المعلقين الذين جلسوا في استوديوهات التلفزيون في القاهرة.

يضيف الموقع أنّ: "القنبلة التي ألقاها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عندما كشف عن قراره ببقاء "إسرائيل" في ممر فيلادلفيا، لم تمر بسلاسة في الجانب المصري. الرئيس عبد الفتاح السيسي سارع إلى زيارة تركيا، حيث التقى بالرئيس رجب طيب أردوغان، والذي سارع بدوره إلى تقديم 17 اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري، مع التركيز على التعاون العسكري. وردًا على اتهامات نتنياهو بأنّ مصر متورطة في تهريب الأسلحة عبر ممر فيلادلفيا؛ أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة نافيًا هذه الاتهامات. ووصف بعض المحلّلين هذه الخطوة من نتنياهو بأنّها "خطأ جسيم"، حيث قطع العلاقات التي بُنيت بحذر مع الرئيس السيسي، والذي لا يملك موقفًا إيجابيًا تجاه حركة حماس، وهو ما كان يجب أن يُستغل في تعزيز التعاون. إلا أن نتنياهو اختار أن يقطع كل شيء دفعة واحدة، ويهاجم مصر، ما أدى إلى تدهور العلاقات"؛ وفقًا لــــ"يديعوت أحرونوت".

يتابع الموقع "الإسرائيلي": "الواقع يكمن في المنتصف؛ فوفقًا لمعلومات محدثة، هناك نحو 20 نفقًا حُفرت بعمق تحت ممر فيلادلفيا، ولكنها لا تؤدي إلى مصر. في ظل هذا الوضع؛ كان ينبغي على رئيس الوزراء نتنياهو أن يتواصل مع مكتب الرئيس المصري ويقترح: "دعونا نعمل معًا". لكنه اختار إثارة قضية أنفاق فيلادلفيا الآن، متجاهلًا الفرصة الكبيرة المتاحة أمامه، ما أسفر عن خلق حالٍ من العداء في الجانب المصري الذي يطالب الآن بانسحاب الجيش "الإسرائيلي" فورًا من معبر رفح وممر فيلادلفيا. حتى الخطة الأميركية الجديدة ستتطلب إعلان انسحاب".

هذا؛ وبحسب الموقع، "الرئيس السيسي ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، والذي يعقد اجتماعات منفصلة مع الوفود "الإسرائيلية" وحماس، والآن أيضًا رئيس الأركان خليفة، يتعمدون الصمت التام تجاه الجانب "الإسرائيلي". يتحدثون مع واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي. والسؤال الآن لم يعد ما إذا كان يمكن الوثوق بالجانب المصري في قضية ممر فيلادلفيا، بل ما إذا كانت "إسرائيل" قد فاتتها الفرصة؛ فهل يمكن لنتنياهو أن يتراجع ويتصل بمكتب الرئيس المصري ليقول: "سأزوركم وبأقصى درجات السرية" لعقد محادثة جادة؟ يبدو أن نتنياهو ليس في هذا المزاج الآن، لكن مصر التي ما تزال تتحدث عن أهمية السلام، لمّا تغلق الباب بعد"؛ على حد قول الموقع.

* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري