السياسية || محمد محسن الجوهري*

إن شرف الموقف الذي نسطره اليوم إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ليس إلا من بركات انتمائنا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونصرتنا له في زمنٍ هيمنت فيه ثقافة الأعراب المعادية لرسول الله ولأمته والمجاهِرة بعمالتها لليهود، ودعمهم لإبادة المسلمين في فلسطين.

ومن نعم الله علينا أننا في اليمن، لا نشكو من أي عُقدٍ دينية أو ثقافية، ولا نرى أننا بحاجة إلى أن يرضى علينا الخارج حتى نتحرك في معركة سياسيةٍ ما، فمشروعُنا يتحرك من اليمن قولاً وفعلاً، ويتجه منها إلى كل العالم الإسلامي بهدف توحيد الأمة تحت راية الإسلام في مواجهة الهيمنة اليهودية التي طالت كل المقدسات وبات من الواجب والضروري أن نتحرر من براثنه.

ويعلم الجميع أن اليهودية دين الشيطان وتفرعت منها الكثير من العقائد والمذاهب التي غزت العالم، حتى صارت اليهودية واليهود مقدسة في كثيرٍ من البلدان العربية، كما هو حال نجد وعقيدتها الوهابية المنافية للكتاب والسنة، ولا بد من عودة قوية للإسلام الصحيح لمواجهة تلك المؤامرة، والخطوة الأولى تبدأ بتقديم القرآن الكريم ودحض كل ما يتعارض معه من ثقافات وعقائد مغلوطة، وقد تجلى ذلك في المشروع القرآني الذي بدأه السيد حسين رضوان الله عليه ونجح في أن يقود اليمن والعالم الإسلامي باتجاه تحرير فلسطين من اليهود.

ويكفي أن المشروع استطاع الصمود في مواجهة كل العملاء والخونة المحليين والإقليميين على مدى عشرين عاماً، وحان الوقت للدخول في المواجهة المباشرة مع اليهود، وهو الأمر الذي انتظرناه طويلاً، ونعلم أنه حقيقة قادمة لا محالة، وأن اليمن سينتصر لكل الأمة من أعدائها قاطبة، وذلك مشهود له في الكتاب والسنة والتاريخ القريب والبعيد شريطة أن نكون من حزب الله، وأن نحقق مبدأ الولاية لله ورسوله وآل البيت، وبذلك تنتصر الأمة لا محالة.

وبفضل الله، فقد تحققت لنا أسباب النصر الإلهي، بدليل تجاوزنا لكل العقبات الماضية، وولوجنا في الحرب المباشرة لنصرة الشعب الفلسطيني بدايةً من البحر ثم الجو، وقريباً -بإذن الله- المسار البري، الذي تحدث عنه السيد القائد في خطاب الخميس 2 ربيع الأول والذي أسس لمرحلةٍ جديدة في تاريخ الصراع مع أهل الكتاب.

ومن يتابع خطابات السيد السياسية بشكلٍ عام، وخطابه الأخير على الخصوص، سيعلم بأن السيد يمشي وفق مخططٍ إلهي معد مسبقاً لخوض معركةٍ مصيرية شاملة، ستنتهي بالنصر الكبير للإسلام والمسلمين، فالمسيرة القرآنية تمضي قدماً -بفضل الله- وكل يوم تكتسب أوراقاً جديدة من شأنها تعجيل النصر والخلاص للشعب الفلسطيني ولسائر أبناء العالم الإسلامي.

والمسار البري القادم -وربما- يكون مصيرياً في تاريخ الصراع، وهو ضرورة لازمة لتحرير فلسطين والدواعي له كثيرة، حيث لا بد من تواجدٍ يمني على أرض فلسطين، وقتال اليهود وجهاً لوجه، والدخول في المعركة المصيرية والموعودة لتحرير المسجد الأقصى، وكسر شوكة اليهود ومن تواطء معهم من الأعراب وغيرهم، وسيتفاجأ الصهاينة بوجودنا على الأرض، كما تفاجأوا من قبل بوصول يافا إلى يافا، وبضربتنا البحرية على سفنهم وبوارجهم والقادم أعظم بإذن الله.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب