مايكل مور: خطاب نتنياهو في المكان الصحيح
السياسية:
مايكل مور، الناشط السياسي الأميركي ومخرج الأفلام الحائز على جائزة الأوسكار، والمعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية، ينشر مقالاً في موقعه الخاص يتحدث فيه عن خطاب رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي أمس الأربعاء.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
عزيزي رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو،
عندما تقترب من المنصة في الكونغرس الأميركي، قد تلاحظ أنّ رئيس مجلس الشيوخ ليس حاضراً ليترأس المجلس، وفقاً للتقاليد، لأنّ رئيس مجلس الشيوخ هو نائبة الرئيس كامالا هاريس التي قررت عدم الحضور. من النادر جداً أن يتخطى رئيس مجلس الشيوخ حدثاً كبيراً مثل هذا. لن تكون هناك لتصفق لك أو تساندك، فقد قررت بدلاً من ذلك قضاء اليوم في إنديانابوليس في اجتماع نادي نسائي.
لقد قام بايدن بتمويل هذه الحرب لكم، وزوّدكم بأسلحة الموت الخاصة بكم. وبهذا تكون قد قتلت أكثر من 40 ألف مدني بريء. وتستمر أمطار الموت بالهطول كل يوم. المجاعة الجماعية جارية. ويعرف المطلعون على الحزب الديمقراطي بعمق كيف ساهم ذلك في انخفاض أرقام استطلاعات الرأي لبايدن، وضمن عملياً خسارة ميشيغين لمصلحة ترامب. هذا هو مدى سمومك يا نتنياهو. إنّ معانقتك بايدن لم تقدم له أي خدمة.
عزيزي بيبي، يداك ووجهك ملطخ بالدماء. أنت، المجرم المتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ترامب "إسرائيل". كيف تجرؤ على دخول قاعة الديمقراطية المقدسة لدينا اليوم، وتمسح يديك على ظهور السياسيين المأجورين من الحزبين الذين موّلوا شرّك؟
أنت تستمتع بفكرة قتل المزيد من الفلسطينيين، ولا عجب في أنّ الكثير من شعبك يحتقرك ويريد رؤيتك خلف القضبان، وأنت الذي سجنت 2.3 مليون إنسان من غزة ظلّوا يتعرضون للتعذيب والمعاناة في سجن مفتوح لمدة 17 عاماً.
سيحكم عليك التاريخ بأنّك مدمر "إسرائيل"، وأنك العدو الحقيقي للشعب اليهودي، وأتبعاك هم الذين سحبوا قوات الاحتياط من حدود غزة في الأيام التي سبقت 7 أكتوبر، وأنتم تعلمون جيداً ما سيحدث.
أنت الذي كرهت دائماً إخوانك اليهود الذين يعيشون في تلك الكيبوتسات لأنهم يصوتون دائماً ضدك وضد حزبك، لأنّ الكثير منهم اشتراكيون، ودعاة سلام، وملحدون، ويسيرون في الشوارع ضد محاولاتك لتدمير النظام القضائي الإسرائيلي. نعم، إنهم يحتقرونك، وهكذا، مثل أي مستبد أو فاشي جيد، قمت بنزع الحماية عنهم وتركتهم لمصيرهم.
لقد ضحّيت بهم لأنّ موتهم سيلغي محاكمتك الجنائية القادمة، وسيسمح لك بتشكيل مجلس حرب خاص بك، وسيسمح لك بتبرير تجويع الملايين وقطع المياه عنهم وقصفهم.
منازل، وجثث مقطوعة الرأس، وأطفال بلا أطراف، وكبار في السن، وفقراء، قتلتهم باسم الكراهية والجشع والكذبة الكبرى التي تقول إن كتاباً قديماً يحتوي على صك يقول إنّ هذه الأرض وهبها الله لك!
بيبي، أنت لا تنتمي إلى فضائنا المقدس للديمقراطية اليوم. على الرغم من أنّه يمكن القول إنك قد وصلت إلى المكان الصحيح تماماً، فنحن أمة تأسست على الإبادة الجماعية، وبنيت على ظهور البشر المستعبدين؛ أمّة فصل عنصري ادعت أنّها ديمقراطية.
أنت تمثّل الولايات المتحدة؛ العصابة الأولى للذبح، وأنت جيّد في ذلك مثلها، لكن لا تتسرع في الاعتقاد بأن قادتنا يحبونك حقاً، فقد تم إنشاء أمتكم من قبل أسلاف هذا الكونغرس لتكون دولتنا العميلة في الشرق الأوسط حتى نتمكن من مراقبة عقارنا المفضل: النفط!
من فضلك، تذكر أنك تقف في غرفة السلطة في بلد رفض السماح لقوارب اللاجئين اليهود الفارين من ألمانيا النازية في الثلاثينيات بالرسو في أي مدينة أميركية، وبالتالي إعادة آلاف اليهود اليائسين إلى حتفهم في أوروبا.
إنّه ليوم غريب حقاً أن نرى مجرم حرب حقيقياً يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس، ونحن نتطلع إلى محاكمتك يوماً ما قريباً في المحكمة الجنائية الدولية.
* المادة نقلت حرفيا من موقع الميادين نت ـ الكاتب: مايكل مور