السياسية - تقرير || صادق سريع ||

قال وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال، علي الديلمي: "إن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها تحالفات العدوان الأمريكي - البريطاني - السعودي - الإماراتي بحق اليمنيين لن تسقط بالتقادم، ولن تقبل اليمن أي حلول ترقيعية إلا بالفتح الكامل لمطار صنعاء الدولي، ورفع الحصار".

وأضاف، في الندوة السياسية التي نظمها ملتقى "كُتاب العرب الأحرار" بمشاركة نُخب فكرية وسياسية وإعلامية يمنية وعربية، مساء الخميس 18 يوليو 2024، عبر تقنية "الزوم" بعنوان "استمرار حصار مطار صنعاء الدولي جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان": "يواصل أحلاف العدوان ومرتزقتها تصعيد الحرب العدوانية واللإنسانية على الاقتصاد بهدف تضييق الخناق على الشعب، ومحاولة ثنيه عن مواقفه المساندة للشعب الفلسطيني، وإسناد مقاومة غزة".

وتابع: "وضعت دول العدوان مطار صنعاء في قائمة أهدافها العسكرية لتدمير مقدرات اليمن، وبنيتها التحتية من المطارات والموانئ والمزارع والطرقات والجسور ومحطات الكهرباء، وحوّلت شبكات الاتصالات إلى هدف عسكري".

وأشار إلى أن استهداف العدوان مخازن الأغذية والأسواق والمصانع والمنشآت المدنية، ومحاولة إيقاف عجلة الإنتاج، وتراجع الناتج المحلي، وزيادة نِسب الفقر إلى 85%، والبطالة لأكثر من 65%، وباستخدام أنواع الأسلحة المحرّمة دولياً في الاتفاقات الإنسانية، والقوانين والمواثيق الدولية، الهدف منه تجويع اليمنيين.

في نظر الوزير الديلمي، إغلاق مطار صنعاء، لمدة تسع سنوات، حوّل اليمن إلى سجن كبير، وأوقف حركة الإمدادات الطبية، وضاعف أسعارها، وزاد معاناة المرضى، وسبب بوفاة عشرات آلاف المرضى، بينما كانوا ينتظرون وصول العلاج من الخارج.
وقال: "كان مطار صنعاء قبل الحصار يمثل النافذة الجوية لليمن، التي تربطها بأكثر من 30 وجهة، عبر 14 شركة طيران تسيّر أكثر من مليوني مسافر سنوياً، وبمعدل 6 آلاف مسافر في اليوم، بينهم 300 حالة مرضية، بـ 50 إلى 60 رحلة يومياً".

وأضاف: "العدوان حَرم اليمنيين، على مدى تسع سنوات، حق السفر للعلاج، وحرية العمل التجاري، والحرمان من الدراسة والعمل خارج البلاد، والمغتربين من زيارة أهاليهم، في ظل صمت العالم، ومرأى ومسمع من منظمات حقوق الإنسان وهيئات الأمم المتحدة".

وتابع الديلمي: "لا يمكن تقدير إجمالي الخسائر الاقتصادية والبشرية، التي لحقت باليمن، على مدى السنوات الماضية، بشكل دقيق، كما أن أي تقديرات لا تستطيع أن تشمل الخسائر التي تحمّلها اليمنيون؛ جراء حظر السفر على مطار صنعاء مُنذ عدوان 2015".

وأوضح: "اتفاق حكومة صنعاء وقيادة تحالف العدوان ضمن الهدنة الأممية، في أبريل 2022، بشأن تسيير رحلات جوية بين مطارات صنعاء والأردن ومصر، لا يحقق احتياجات المسافرين اليمنيين بنسبة 1%، وللأسف لم يفِ تحالف العدوان بالتزام تسيير الرحلات إلى القاهرة".

بحسب وزير حقوق الإنسان، فإن إغلاق مطار صنعاء رفع أعداد الحالات المرضية المزمنة إلى مليون ونصف المليون، تتوفى منها 30 حالة يوميا، في حين تجاوزت أعداد وفيات المواطنين اليمنيين 120 ألف شخص ممن حرمهم العدوان من تلقي العلاج في الخارج، ناهيك عن حاجة 5 آلاف و200 حالة مرضية بالفشل الكُلى لإجراء عمليات زراعة كُلى في الخارج.
وإذ أشار إلى تحويل دول العدوان والاحتلال ومرتزقتها شركة طيران اليمنية من ناقل وطني إلى أداة للابتزاز السياسي، وورقة ضغط لحصار اليمنيين، اعتبر الوزير الديلمي استمرار حصار مطار صنعاء وميناء الحديدة وتجميد الاحتياطات النقدية للبنك المركزي في صنعاء، ونقله إلى عدن جزءا من أهداف العقاب الجماعي للشعب اليمني، الذي تمارسه أنظمة العدوان.

الوزير الديلمي ثمن الجهود التي تقوم بها النُخب اليمنية والعربية بصفتهم سفراء لليمن، ونقل مظلوميتها للرأي العام العالمي.. مشيدا بالدور التي تقوم به في مساندة الجبهات السياسية والعسكرية في سبيل فك الحظر على مطار صنعاء، ورفع الحصار عن اليمن.

بدوره، أشاد نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال، علي شرف الدين، بالرسائل السياسية والعسكرية والتحذيرية، التي وجهها السيّد القائد عبدالملك الحوثي، لأنظمة العدوان، وفرض عليها معادلات جديدة للكف عن المؤامرات، التي تزيد معاناة الشعب.

وإذ بارك العمليات، التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة بفلسطين وإعلان المرحلة الخامسة من التصعيد العسكري؛ انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، على لسان السيّد عبدالملك الحوثي، قال النائب شرف الدين: "لن يقف اليمنيون مكتوفي الأيدي حيال ما تتعرض له غزة من حرب إبادة وتطهير عرقي".. داعيا الشعوب العربية وقوى محور المقاومة إلى محاصرة العدو "الإسرائيلي" في جميع المنافذ البحرية".

وفي الندوة، التي نسّقها الناشط حسن مرتضى، اعتبر مستشار رئاسة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال - رئيس الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي، العميد حميد عنتر، إغلاق مطار صنعاء انتهاكاً صارخا لمبادئ حقوق الإنسان، وجريمة حرب يحاكم مرتكبوها أمام المحاكم الدولية.

وأشار إلى تعمد أنظمة العدوان الأمريكي - السعودي - الإماراتي وأدواتهم في استخدام ورقة الحصار، والمماطلة في استكمال مفاوضات الملف الإنساني للضغط على اليمنيين كوسيلة للابتزاز والمقايضة، وزيادة معاناة اليمنيين.

وإذ دعت النُخب المشاركة في الندوة المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي إلى رفع الحصار عن اليمن، أكدت أن استمرار فرض الحصار على اليمن من قبل دول تحالف العدوان يأتي ضمن الخدمات المقدمة للعدو الأمريكي والصهيوني، التي لن تثني اليمنيين عن نصرة الشعب الفلسطيني، ودعم المقاومة في غزة.

وأشار المشاركون في الندوة إلى أن استمرار تعنَّت دول تحالف العدوان يأتي في إطار مواصلة العقاب الجماعي على اليمنيين؛ انتقاما لمواقفهم المشرّفة مع القضية الفلسطينية، ومواجهة العدوان الصهيوني، والعربدة الغرب - أمريكية في المنطقة.. وحثوا أحرار العالم على مواصلة الدفاع عن غزة ضد الصلف الصهيوني حتى وقف عدوانه ومجازر اليومية، وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين.

وفي فعاليات الندوة، قال مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف: "إن استمرار قوى العدوان في حصار مطار صنعاء يهدف إلى عزل اليمن عن العالم، وتحويلها إلى سجن كبير".. لافتا إلى أن "الإجراءات التصعيدية لأنظمة العدوان الخاصة بإلغاء إصدار التذاكر والحجوزات من المناطق المحررة، ونقل مقرات شركة الخطوط اليمنية من صنعاء إلى عدن المحتلة، أدت إلى إغلاق المطار بشكل كلي".

وأضاف: "توجيه الأنظمة العدوانية أدواتها إلى صيانة طائرات الخطوط اليمنية في مراكز خارجية مقابل مبالغ مالية خيالية في ظل وجود مركز صيانة في مطار صنعاء هدفه العبث بمقدرات الشركة".

وقال رئيس لجنة التصوف الإسلامي في اليمن العلامة عدنان الجنيد: "إننا من هنا، من يمن الثورة والمسيرة القرآنية، نؤكد أن أي تصرف تقوم به السعودية ودول التحالف سيقابل بالمثل، تأكيداً لما أعلنه السيّد القائد عبدالملك الحوثي".. داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها الديني والأخلاقي والمبدئي لنصرة غزة.

واعتبر عضو رابطة علماء اليمن، القاضي عبدالكريم الشرعي، إغلاق مطار صنعاء الدولي، واستهدافه بالضربة الأولى من العدوان، صبيحة يوم الخميس 26 مارس 2015، وتكرار قصفه بطيران العدوان جريمة حرب.

وأكد عضو مجلس النواب، علي الزلم، موقف اليمن الإنساني والإيماني والأخوي في نصرة غزة، واستمرار مساندة الشعب الفلسطيني مهما فعلت دول العدوان والصهيونية.

واستعرض الخبير العسكري، العميد الركن عبدالسلام سفيان، قدرات القوات المسلحة اليمنية وتطوّر أسلحتها النوعية القادرة على إرغام دول العدوان على رفع الحصار الجائر على اليمن.

ودعا رئيس موقع أشتار الإخباري، حسن إبراهيم، المجتمع الدولي إلى رفع الحصار الجائر عن الشعب اليمني بصورة عاجلة.

وأشارت رئيسة موقع ساحات التحرير، ربى شاهين، إلى محاولات قوى العدوان لكسر شوكة اليمنيين بفرض الحصار واستمراره، والمماطلة برفعه، وتعثر مفاوضات الملف الإنساني.

ودعت الإعلامية ماجدة الموساوي المنظمات الأممية والمجتمع الدولي وأحرار العالم إلى التدخل العاجل لرفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي.

ولفتت الإعلامية ميادة عوضة إلى أن حصار العدوان على مطار صنعاء أصاب اليمن بشلل حرية الحركة والتنقل، والسفر والعُزلة عن العالم.

وأكدت الإعلامية أمل فايع أن استمرار الحصار والمكائد التي تنتهجها دول العدوان على اليمن تزيد من ثبات وإصرار اليمنيين على أخذ حقهم المسلوب بالطرق المناسبة.

وأشارت رئيسة الجبهة الثقافية، ابتسام المتوكل، إلى انتقال اليمن من مرحلة الحصار إلى مرحلة الرد والردع.. وقالت: "آن الآوان لفك الحظر على مطار صنعاء، ورفع الحصار على اليمن".

وحث رئيس قناة عين على الأحداث، الإعلامي عبدالرحمن، ( )، على استمرار حملة فك الحصار عن مطار صنعاء الدولي.

وفي ختام الفعالية السياسية، قال رئيس جمعية "الشتات الفلسطينية والتجمع عائدون" في السويد، العميد خالد السعدي: "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وبها سيفتح مطار صنعاء".

* شارك في جمع المادة القاضي عبد الكريم الشرعي - والإعلامية حنان عوضة