محور المقاومة يصعّد في حرب الاستنزاف
السياسية:
تشير التقديرات والمعطيات الى تطور مهم في حرب الاستنزاف التي يخوضها محور المقاومة ضد الحلف الأمريكي الإسرائيلي الغربي لإخضاع قادته والقبول بوقف العدوان على غزة، وبناءً على متابعة التقارير الإخبارية من جهة، وتصريحات سياسيين وذوي مواقع مسؤولية في الكيان المؤقت من موالاة ومعارضة من جهة ثانية، والإحصاءات الشعبية التي تقوم بها بعض مركز الدراسات الإسرائيلية من جهة ثالثة، وتقارير مسؤولين وقادة لأجهزة أمنية وعسكرية في الكيان المؤقت من جهة رابعة، يمكن استخلاص التقدير التالي:
أولاً- على مستوى مفاوضات غزة:
- مازال نتنياهو يضع العراقيل من خلال إضافة شروط جديدة عند كل خطوة يقوم بها الوسطاء يمكن من خلالها تقريب هوة الخلاف بين المقاومة والكيان مما يؤدي الى إيقاف حرب الإبادة الجماعية، وبالتالي ترجع الأمور الى الوراء مما يؤدي الى استمرار هذه الإبادة في القطاع، والتي يتوخى من خلالها نتنياهو الى ممارسة ضغط أكبر على المقاومة.
ثانياً- على مستوى الميداني في الداخل الفلسطيني:
١- في غزة ورفح:
مازالت المقاومة الفلسطينية تستنزف قوات العدو في القطاع كله، وفي رفح وتنزل الخسائر البشرية والمادية في جيش العدو ونخبه والتي يتكتم على أغلبها وتفضحه بعض التسريبات، مما يدل على الجهوزية والقدرة الكاملة التي مازالت تتمتع بها المقاومة الفلسطينية في قتالها ضد العدو.
٢- في الضفة الغربية:
مع كل إجراءات العدو من اقتحامات وقمع واغتيال وغيرها، يلاحظ التزايد في وتيرة العمليات العسكرية المقاومة في الضفة وتزايد خسائر العدو مما يشكل عبئاً مستداماً على قيادة وعناصر أجهزة العدو الأمنية والعسكرية في البعدين الجسدي والنفسي مما يشكل حالة من اليأس والتململ في نفوس هذه القوات والشعور بعدم تحصيل أي نتيجة إيجابية من خلال إجراءات قياداتهم.
ثالثاً- على مستوى جبهات الإسناد:
١- الجبهة اليمنية:
أثبت الوضع العملياتي على هذه الجبهة ما يلي:
- عدم جدوى عمليات العدوان العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية والبريطانية ضد أنصار الله في منعهم من فرض حصار على موانئ الكيان الاقتصادية وضرب منشآته العسكرية.
- تطور عمليات أنصار الله وتوسعها لتشكل تهديداً عسكرياً واقتصاديا أكبر للكيان.
- تزايد العمليات العسكرية المشتركة بين أنصار الله والمقاومة الإسلامية العراقية ليمتد الحصار الى البحر الأبيض المتوسط (وعملية تل أبيب النوعية بطائرة يافا المسيرّة كانت ذات شعب ثلاثة: إسرائيلية أمريكية سعودية).
٢- الجبهة العراقية:
- تزايد العمليات العسكرية ضد أهداف عسكرية واقتصادية داخل كيان العدو.
- ضرب بعض القواعد العسكرية الأمريكية أحياناً.
- التهديد المباشر للموانئ البحرية على المتوسط.
٣- على الجبهة الشمالية:
- مازالت جبهة الإسناد الشمالية مشتعلة وهي الجبهة الرئيسية والأساسية في استنزاف قدرات العدو المادية ( منشآت ومعدات وتجهيزات وتهجير مستوطنين...) والبشرية في البُعدين الجسدي والنفسي، ومن المتوقع أن تتطور مع تزايد التهديد الإسرائيلي إن لجهة استهداف المدنيين في الجنوب اللبناني، أو لجهة تنامي فكرة عمل عسكري إسرائيلي لدى صناع القرار والمعارضة والبيئة الاجتماعية عند العدو على أن تكون محدودة الزمان والمكان في الجنوب براً كان أو جواً بهدف جر المقاومة للتفاوض على قرار ١٧٠١ بحلة جديدة، مما سيضطر المقاومة الإسلامية في لبنان للرد بما يناسب حجم هذا العمل لإعادة ضبط إيقاع قواعد الاشتباك والتوازن والردع، وبالتالي قد تخرج الأمور عما هي عليه الآن اذا تحامق وتمادى العدو أكثر.
مع الاعتقاد بأن هكذا سيناريو إمكانية تنفيذه لن تكون قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وجلاء غبارها.
وعليه يمكن التقدير بأن حرب الاستنزاف التي يخوضها محور المقاومة والتي تؤتي أُكلها على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ستطول بما يخدم هدف تفكيك وتفتيت الكيان المؤقت وضرب ركائز وأسس قيامه وبقائه.
وهذا الهدف من المؤكد يدركه العدو جيداً بكافة أطيافه وهو بالتالي يعمل ويسعى على محاولة الخروج من حصار وحرب الاستنزاف التي يخوضها محور المقاومة ضده فهل يستطيع ذلك، وأي المخارج يمكن أن يسلكها؟
مع معرفته المسبقة بأن محور المقاومة بات مستعداُ كذلك لخوض حرباً مفتوحةً شاملةً عليه، وهذا ما صرح به عدة مرات أركان المحور في عدة مناسبات من إيران، واليمن، والعراق، ولبنان.
باختصار الأوراق بيد الكيان المؤقت قليلة جدا واللعب بها لا يخلو من الخطر على وجوده.
* موقع الخنادق اللبناني
* المادة نقلت حرفيا من المصدر