السياسية:

جددّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، النصح للنظام السعودي بالإصغاء للشعب اليمني في تحذيراته وهتافه، والكف عن مساره الخاطئ والعدواني المناصر لأمريكا وإسرائيل والمعادي لله وللمسلمين وليمن الإيمان والحكمة.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم خلال الإحياء الجماهيري لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام "إذا أصر النظام السعودي على خطواته العدوانية الظالمة واستكبر وطغى وتجّبر، فإن الله القاهر المهيمن قد أذل على أيدي مجاهدي شعبنا طاغوت العصر المستكبر الأمريكي، وبإذن الله ونصره وتأييده يكسر جبروت عملائه ويحطم كبريائهم وغرورهم ويدمر إمكاناتهم على يد عباده المجاهدين، انتصاراً لمظلومية الشعبين الفلسطيني واليمني وشعوب الأمة التي تعاني دائماً من مؤامرات الأعداء وشرهم ومكائدهم التي ينفذونها خدمة لأمريكا وإسرائيل".

وأوضح أنه مهما كانت المؤامرات والتحديات من أمريكا وعملائها فإنها لن تخضع الشعب اليمني، الذي يأبى الظلم والإذلال والقهر، وينتمي إلى ثقافة القرآن الكريم، ويردد في هتافاته صرخة سيد الشهداء في يوم العاشر من محرم "هيهات منا الذلة".

وأكد قائد الثورة أن التصعيد السعودي العدواني ضد الشعب اليمني يأتي بعد أن أمره الأمريكي خدمة للإسرائيلي، وانتقاماً من اليمن، بعد الفشل الأمريكي الواضح الذي اعترف به قادته وضباطه ومسؤولوه، حيث لم ينجحوا في حماية السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني وإنما ورطّوا أنفسهم وباتوا عاجزين حتى عن حماية سفنهم.

وأشار إلى أنه ومنذ الإعلان الأمريكي البريطاني المشترك للعدوان على اليمن وما نفذه من غارات وقصف بحري لم يحقق أي نتيجة وإنما تصاعدت عمليات الجيش اليمني في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".

وأفاد بأن من نتائج العمليات العسكرية اليمنية التي لم يعهدها الأعداء، طرد حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" من البحر الأحمر، ما دفع الأمريكي بعد طرد حاملة طائراته إلى توريط عميله السعودي من خلال الدفع به لخدمة العدو الإسرائيلي بأكثر مما يُقدم ويفعل.

وقال "لقد كان خروج شعبنا العزيز في يوم الجمعة الماضية خروجاً عظيماً وكبيراً، واتجه الملايين إلى الساحات ليُسمعوا صوتهم وموقفهم كل العالم بثباتهم على الموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني رغم أنف كل عميل، والاستعداد التام للتصدي لأي خطوات عدوانية داعمة لإسرائيل ضد شعبنا من قبل النظام السعودي قارون العصر وقرن الشيطان".

وأضاف "إنني في هذا المقام وهذه الذكرى يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله عليه الصلاة والسلام، يوم التضحية والفداء في سبيل الله، يوم حسم الخيارات واتخاذ القرارات، أؤكد للشعب الفلسطيني وللعالم أجمع، أننا لن ندخر جهداً في مناصرة المجاهدين في فلسطين، ولن نتراجع أبداً عن موقفنا الإيماني المبدئي في التمسك بالقضية الفلسطينية شعباً وأرضاً ومقدسات وفي العداء لأعداء الله اليهود الصهاينة وأعوانهم".

ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن إحياء الشعب اليمني لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، يأتي من منطلق انتمائه الإيماني، ومواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعبيراً عن الولاء للنبي الكريم وعترته والتمسك بالإسلام العظيم، والثبات على النهج القويم.

وبين أن الإمام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة هو الامتداد الأصيل للإسلام ومن موقع القدوة والأسوة والهداية والقيادة كما عبر عن ذلك الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يوم قال "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط".

وأكد أن الإمام الحسين سعى لإنقاذ الأمة من طغيان يزيد الذي كان يشكل خطراً عليها في سلامة دينها وبقائه، والاستعباد لها وقهرها وظلمها وإفسادها.

وأوضح السيد القائد أن واقعة كربلاء نقلها التاريخ وستبقى جرحاً عميقاً في وجدان الأمة لا تسكن آلامه إلى قيام الساعة.. وقال "يزيد كان متشبثاً بعقدته الجاهلية والتي عبر عنها في شعره "لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقمْ مِن بني أحمدَ ما كان فَعَلْ".

وأشار إلى أن نهضة الإمام الحسين عليه السلام امتدت مساراً قائماً في واقع الأمة، وصوتاً صادعاً بالحق، وراية مرفوعة للإسلام، ونهجاً نقياً قرآنياً محمدياً ونوراً للأجيال بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت على واقع الأمة الإسلامية من قبل سلاطين الجور وعلماء السوء.

ولفت إلى أن الشعب اليمني، يُحيي ذكرى عاشوراء من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى وهو يلبي النداء ويُقدم الشهداء ويحمل الراية ويتميز بحضوره المليوني في الساحات ومرابطته في الجبهات وعطائه في سبيل الله وإيثاره على نفسه أسوة بالأنصار.

وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني ثابت في موقفه رغم العدوان والحصار والهجمة الإعلامية الشرسة، ومستبصراً بنور القرآن الكريم ومقدتياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله، في مرحلة عّم التخاذل فيها أكثر البلدان الإسلامية.

وبين أن حرب أولياء الشيطان والطغيان وعلى رأسهم الصهاينة على الإسلام والمسلمين على أشدها في هذه المرحلة وأبرزها الحرب الناعمة التي امتدت إلى المناهج ووسائل الإعلام والتثقيف والخطاب الديني في كثير من البلدان العربية والإسلامية، واستهدفت الرأي العام لفصل الناس عن المبادئ والتعليمات الإلهية وتدجينهم لليهود، وجانبا منها للإفساد وضرب القيم والأخلاق والترويج للفواحش والرذيلة والجرائم اللاأخلاقية.

وأكد أن قضية فلسطين هي قضية القضايا ومظلومية العصر والمأساة الكبرى على وجه المعمورة، ومن العار والخزي أن تكون في محيط إسلامي من العرب وغيرهم أكثره متخاذل، وبعضه متواطئ ومتآمر ومتعاون مع العدو الصهيوني.

كما أكد قائد الثورة أن ميدان المواجهة ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي، هو الميدان الذي ينبغي على الأمة الإسلامية جمعاء أن تساهم فيه وتتحرك بجدية ومصداقية لمناصرة ودعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكل الوسائل باعتبارها معركة بين الحق والباطل.

وذكر أن ميدان المواجهة للعدو الإسرائيلي معيار مهم يفرز واقع الأمة بجلاء بين من هو خبيث وطيب.. مؤكداً أن ثمرة الفرز والتمييز بين الخبيث والطيب في سنة الله أخذ الحذر والانتباه من الوقوع في صف الخبيث، ولكي تقف الأمة في الاتجاه الصحيح والمتمسك بالحق وبالموقف الإيماني.

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن حالة التخاذل والتجاهل والتفرج واضحة تماماً في موقف كثير من الحكومات والنخب تجاه المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني ومأساته الدامية ومعاناته المهولة، وامتدت هذه الحالة إلى واقع الشعوب.

واستنكر حالة التواطؤ الفاضح والخدمة للأعداء من قبل حكومات وأنظمة عميلة على رأسها قارون العصر وقرن الشيطان النظام السعودي الذي يناصر العدو الصهيوني بشكل واضح، وكذا الأنظمة التي على شاكلته بوسائل إعلامها ومواقفها السياسية ودعمها المادي والاقتصادي وتثبيطها للأمة وكبت شعوبها ومعاداتها للشعب الفلسطيني ومجاهديه وتآمرها عليهم وتحريضها ضدهم ومعاداتها المعلنة لجبهات الإسناد المناصرة للشعب الفلسطيني.

وجددّ التأكيد على أن الشعب اليمني سيواصل إسناد غزة بالتنسيق والتعاون مع بقية جبهات الإسناد وأحرار الأمة، وسيبقى اليمن بانتمائه الإيماني الأصيل حاضراً في الساحات ومختلف الأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني.

وأضاف قائد الثورة في ختام كلمته "إن عملياتنا مستمرة بالقصف الصاروخي والمسيرات، والعمليات البحرية في تصعيد وتصاعد حتى يوقف العدو الصهيوني عدوانه على غزة ويرفع حصاره الخانق عن أهلها، والله حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير".




سبأ