السياسية: تقرير || صادق سريع ||

"انتهت جهود حلف أمريكا وبريطانيا وعدوانه في الحد من هجمات اليمنيين في البحر الأحمر بـ "لعبة باهظة الثمن".
هذا ما نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، التي أشار محللوها العسكريون إلى فشل القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية في مواجهة القوات اليمنية في معركة البحر الأحمر بعد أشهر من العمليات الحربية المكثفة.


وأضافت: "أثار فشل الحلف الغربي في معركة البحر الأحمر تساؤلات مؤلمة حول الجدوى من تواجده وكفاءته الحربية التي كان يفترض أن يتحمل عبء المواجهة مع منافس قوي مثل الصين".. مؤكدة أن السفن المستهدفة من القوات اليمنية هي السفن المرتبطة بـ"إسرائيل" وأمريكا، والدول الداعمة لـ"إسرائيل".

انسحاب الجوهرة

وفي اعتراف عسكري من العيار الثقيل، نقلته وسائل الإعلام الغربية على لسان عساكر البحرية البريطانية، بعد انسحاب المدمرة "أتش أم إس ديموند" من البحر الأحمر، التي يعتبرها الجيش البريطاني الملكي جوهرة الأسلحة البريطانية البحرية المدمرة، بالقول: "لم يسبق لسفينة حربية أو طائرة بريطانية أو آلة عسكرية أخرى أن واجهت هدفاً هجومياً ينطلق بسرعة الصوت كالصواريخ اليمنية مثل المدمرة "إتش إم إس ديموند" في خليج عدن".

في السياق، قالت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية: "إن اليمن تمتلك قدرات عسكرية لا يمكن القضاء عليها حتى باستخدام أسلحة متطورة".

وإذ أشارت "ذا نيشن" إلى وجود مخاوف داخل أروقة مراكز العمليات الحربية الأمريكية من احتمال اختراق الصواريخ اليمنية المتطورة أنظمة دفاعات القطع الحربية، التي أهمها المدمرات وحاملات الطائرات، أكدت انتهاء هيمنة طائرة "إم كيو 9" الأمريكية على المجال الجوي في اليمن، ومنطقة الشرق الأوسط، بعد إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية ست طائرات من نوعها".

صناعة مذهلة

بدورها، نقلت مجلة "فورين بوليسي" تأكيدات عن مساعدي الكونغرس الأمريكي، مفادها بأن "اليمنيين يتمتعون بمستوى مذهل في صناعة القذائف الصاروخية والصواريخ الباليستية المضادة للسفن".

وقال أحد مساعدي الكونغرس الأمريكي، في حديث صريح للمجلة ذاتها، حول نقص الذخائر الأمريكية مشترطاً عدم كشف هويته: "طالما ومعدل الاحتراق مرتفع بشكل حاد في معركة البحر الأحمر، فوضع القوات الأمريكية أكثر خطورة.. لقد لجأت قوات البحرية الأمريكية وشركات التصنيع العسكري مثل رايثيون إلى البحث عن بدائل أسلحة رخيصة لصد أسلحة اليمنيين".

وأضاف: "الولايات المتحدة لا تنتج ما يكفي من صواريخ دفاعية جوية اعتراضية لتستخدمها سفن الحراسة الأمريكية في البحر الأحمر.. لقد أدت عمليات الاعتراضات إلى تآكل المجلات الخاصة (الممرات المائية) بالبحرية الأمريكية".

وإذ أكد مركز "ويلسون" الأمريكي على فشل التحالف الأمريكي - الغربي في وقف هجمات اليمن في البحر الأحمر على عكس كل التوقعات على الرغم من الجهود الكبيرة، أشارت وكالة "أسوشييتد برس" إلى أن العمليات اليمنية البحرية سببت للبحارة الأمريكيين ضغوطاً نفسية كبيرة، أقلقت قيادة البحرية الأمريكية.

وفيما نقل موقع "أكسيوس" اعتراف الاستخبارات الأمريكية بإخفاق واشنطن وحلفائها في وقف الهجمات اليمنية، أقر موقع "أي بي سي نيوز" الأمريكي بخوض حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" أعنف معركة في البحر الأحمر مُنذ الحرب العالمية الثانية.

وقال موقع "بزنس انسايدر" اليوناني: "لقد تمكن اليمنيون من جر واشنطن إلى صراع طويل يكلفها دفع فاتورة خسائر باهظة".

اختبار حقيقي

بعد عودته إلى موطنه من مهام عدائية في البحر الأحمر والشرق الأوسط لثمانية أشهر، اعترف قبطان المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني"، جيريمي روبرتسون، بالقدرات الصاروخية المتطورة التي تمتلكها القوات اليمنية، وفشل أمريكا في صدها.

وقال القبطان روبرتسون لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية: "كانت تقلقني الصواريخ الباليستية أكثر من غيرها.. أنت تنظر إلى شيء يأتي إليك بسرعة 5 ماخ، أو 6 ماخ، وأمامك ما بين 15 إلى 30 ثانية للاشتباك".

والماخ هو مصطلح يُستخدم في قياس السرعات الكبيرة كالطائرات النفاثة وسرعة الهواء، وتقدر سرعة الماخ على مستوى سطح البحر 1225 كم / الساعة/ أي 765.6 ميل/ الساعة.

روبرتسون اعتبر المواجهة البحرية مع القوات اليمنية في البحر الأحمر أول اختبار حقيقي لقوات بلاده البحرية على الإطلاق، خصوصا في مواجهة الصواريخ الفرط صوتية.

وبعد ثلاثة فصول من السنة، في مهام عدوانية على اليمن وغزة، وخصوم واشنطن في المنطقة، عادت المدمرة "يو إس إس ميسون" خلف أخواتها من المدمرات "يو إس إس كارني"، و"ايزنهاور"، و"ديموند"، إلى أوطانها في الولايات المتحدة وبريطانيا، أواخر شهر يونيو 2023، مطأطآت الرأس، يجررن أذيال الخيبة.

"هيدرا" تهاجم النجوم

وحول ما نقل الموقع الإخباري اليوناني الشهير "بزنس انسايدر" اعترافات وصفت بالصادمة لأفراد طاقم الفرقاطة اليونانية "هيدرا"، المُنسحبة مطلع يونيو 2023، بعد ثلاثة أشهر في العدوان على اليمن ضمن مشاركتها في عملية "أسبيدس"، التي أعلنها الاتحاد الأوروبي لصد هجمات صنعاء في البحر الأحمر، حيث أقر أحدهم بالقول: "كانت عملية انتحارية، لقد عدنا من الجحيم، كانت هيدرا تبحر في البحر الأحمر مثل العمياء، وعاجزة على مواجهة الأسلحة الحديثة للقوات اليمنية".

وأضاف: "لقد أطلقنا النار على النجوم ظناً منا أنها طائرات مسيّرة يمنية.. لقد سبب انفجار صاروخ يمني قرب هيدرا، في خليج عدن هزات وموجات قوية، أجبرت أفراد الطاقم على تقديم طلب العودة الفورية إلى الوطن؛ لم تكن الفرقاطة هيدرا قادرة على التصدي للمسيّرات اليمنية، بينما كانت تحلق فوقنا باستمرار".

فاتورة العدوان

ومُنذ الـ12 يناير 2024، شن العدوان الأمريكي - البريطاني أكثر من 560 غارة على المدن اليمنية، ارتقى فيها أكثر من 58 شهيدا و86 جريحا، في محاولة لوقف، أو الحد من عمليات الطوفان اليمني المساند لغزة؛ دفاعاً عن "إسرائيل"، وفك الحظر البحري على سفنها، والمرتبطة بها، والداعمة لها في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي.

ومُنذ دخول اليمن المعركة البحرية، في 31 أكتوبر 2024؛ نصرة لغزة ضد العدوان الصهيو - غربي، تصيدت قوات صنعاء قرابة 165 قطعة بحرية لدول العدوان، وأسقطت ست طائرات أمريكية بدون طيار من نوع "أم كيو 9" فوق أجواء محافظات الحديدة وصعدة ومأرب والبيضاء، ولا تزال العمليات العسكرية اليمنية مستمرة حتى رفع الحصار، ووقف العدوان على غزة.

الخلاصة ..
أليس تدمير وإحراق السفن والقطع البحرية الحربية، وهروب المدمرات وحاملات الطائرات أمثال "كارني" و"أيزنهاور" و"ديموند"، وانكسار هيبة وإهانة كرامة أمريكا وبريطانيا وحليفاتها، بنيران وحمم الصواريخ وقذائف المسيّرات والزوارق البحرية على سطح وتحت أمواج البحار، وأعماق المحيطات، وسماء الوطن، أدلة قاطعة على انتصار اليمن؟