السياسية – متابعات:

أكّد رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض، محمد عبد السلام، أمس الخميس، أنّ "الشعب اليمني ساهم بموقف صريح وواضح لإسناد قطاع غزة، انطلاقاً من انتمائه الديني والأخلاقي"، مشدداً على أنّ "العملية حققت أهدافها في كل المستويات".

وفي مقابلة خاصةٍ مع الميادين، أوضح عبد السلام أنّ العملية اليمنية "حققت أهدافاً كبيرة بإشغال الموقف الغربي، وخاصةً الأميركي والبريطاني".

كما أشار عبد السلام إلى أنّ "العملية اليمنية حققت هدفاً مهماً وهو إزالة الطائفية المقيتة"، بعدما حاولت "إسرائيل والولايات المتحدة لعقود، عبر بعض الدول المنبطحة والمطبعة، تقديم الصراع على أنّه عربي - فارسي".

وشدّد على أنّ "الموقف اليمني جاء ليجسد المعنى الحقيقي، لإيثار الوضع الصعب الذي نعيشه، ولتقديم القضية الفلسطينية على موقفنا".

وتابع عبد السلام للميادين أنّ "الشعب اليمني والقيادة يدركون أنّ هذا الموقف الكبير، يتطلب أن يكون هناك وقفة مهما كان هناك من ألم"، مؤكّداً، في هذا السياق، أنّ "اليمن يمثل حجة على بقية الأنظمة التي بيدها الحصار والعقاب الاقتصادي ووسائل كثيرة لم تقم بها".


"العدوان على اليمن سيفشل"

وفيما يخصّ العمليات العسكرية الأميركية والبريطانية، بيّن عبد السلام للميادين أنّها "جاءت من أجل حماية إسرائيل، ولم تأتِ من أجل استقرار اليمن، وذلك نتيجة الموقف اليمني الواضح والمؤثر تجاه السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل".

وأضاف أنّ "الأهداف التي يضربها العدوان في بعض المناطق، كانت قد ضُربت عشرات المرات في العدوان السابق"، مردفاً أنّ "هؤلاء سيفشلون كما فشلوا في غزة، وهي كيلومترات مربعة".

كما أكّد عبد السلام للميادين "وجود التفاف شعبي كبير مثل الذي جرى إبان العدوان على اليمن، ما أدّى إلى حالة من التحفيز"، مضيفاً أنّ "اليمن فيه قيادة حكيمة وشعب عظيم معروف عبر التاريخ في مواجهة المعتدين أيّاً كانوا".

كذلك، أشار إلى أنّ "إمكانات اليمن أصبحت واضحة، فالعمليات المؤثرة تثبت أنّ هناك قدرات فنية ونوعية وتطوراً كبيراً للقدرات العسكرية على الرغم من الحصار والاستهداف"، لافتاً إلى أنّ "هناك جنرالات غربيون يتحدثون عن الرعب الذي أصابهم، وهم في أعالي البحار".

وقال إنّ "اليمن حقق اليوم ما كان من المستحيلات، واستفاد من تجارب بعض دول المحور في التصنيع والتأهيل"، حيث أصبح تصنيع المسيرات باليمن "متقدماً جداً"، وكذلك الصواريخ البالستية والقدرات الفنية واللوجستية والاستخباراتية.


"لن نوقف عملياتنا إلاّ بتوقف العدوان على غزة"

في هذا السياق، تحدّث عبد السلام للميادين عن "حزمة من الضغوط التي واجهها اليمن، نتيجة موقفه تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني"، قائلاً إنّها "كانت كبيرة وكثيرة جداً".
وكشف عبد السلام أنّ "اليمن تلقى رسائل من الولايات المتحدة، عبر بعض الوسطاء، بأنّها لا تريد توسعة الصراع ولا تريد أي إسناد يمني لغزة"، لكن رد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي كان أنّ "من يحرص على عدم توسعة الصراع، عليه إيقاف الصلف الصهيوني".

ولفت إلى "حصول نوع من العروض في السماح للتفاهمات اليمنية - السعودية بالاستمرار، في مقابل أن يتوقف دعم اليمن لغزة"، غير أنّ اليمن رفض رفضاً قاطعاً أن "يُربط أي موقف له في أي مكان آخر، وأن يجري الابتزاز أو الضغط عليه بملف أخر".

كذلك تطرق عبد السلام إلى "تهديدات وصلت إلى اليمن بفرض قيود اقتصادية، قبل وقف عمل البنوك في عدن بأشهر، بعد فشل العمليات العسكرية".

وأردف للميادين بالقول: "أكّدنا وما زلنا نؤكد أنّنا لا يمكن أن نتوقف عن موقفنا، إلاّ بتوقف العدوان على غزة، إذ إنّنا جاهزون لوقف عملياتنا الخاصة إذا توقف العدوان الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني".

وشدّد على أنّ "ما يقرره الإخوة في فلسطين وقادة المقاومة من أي اتفاق أو تعليق أو هدنة للعمليات العسكرية، فإنّ اليمن سيلتزم به"، إذ إنّ "الموقف اليمني هو موقف إسناد لـغزة، وردة فعل على العدوان الإسرائيلي، الذي تجاوزت بشاعتُه كل القوانين الأخلاقية والإنسانية".


"محور المقاومة أصبح قوياً ومؤثراً"

ورداً على الادّعاءات بأنّ صنعاء تتقاضى أموالاً لقاء مرور السفن، أكّد عبد السلام أنّ ذلك الكلام "سخيف وساقطـ، فلو كان صحيحاً لما أُصيبت موانئ إسرائيل بالشلل".

وأضاف عبد السلام للميادين أنّ "هذه الدعاية تسقط أمام العمليات العسكرية والأساطيل الأميركية، والحقيقة التي يشاهدها الجميع".

وأكّد أنّ "العمليات اليمنية أثبتت أنّ هناك محوراً للمقاومة يقول ويفعل"، وأنّه "محور حقيقي ينتفض ويتحرك عندما يلزم الأمر".

كما شدّد على أنّ "التعاون بين جبهات الإسناد، هدفه زيادة الضغط على الاحتلال، ومن غير المستبعد أن يكون هناك عمليات مشتركة"، مؤكّداً أنّ "محور المقاومة أصبح في أكثر المراحل تطوراً وتشكلاً ليكون محوراً قوياً ومؤثراً".


"الاتفاقية مع السعودية لم تُلغَ"

وبشأن اتفاق اليمن مع السعودية، أوضح عبد السلام للميادين أنّ هذا الاتفاق "كان جاهزاً قبل طوفان الأقصى"، لكن "العدوان الإسرائيلي وما تلاه من إجراءات ورد فعل أميركي وغربي"، جمده دون أن يتم إلغاؤه.

وأضاف أنّ الطرف السعودي "ما زال يؤكد تمسكه بخريطة الطريق، ولكن هي في حالة من الركود"، فيما اليمن "لا يريد أن يكون هناك ركود وتراجع إلى الوراء بشأنها"، مشيراً أنّ "اليمن على تواصل مع الإخوة في السعودية حتى هذه اللحظة عبر الإخوة في سلطنة عمان".

وفي هذا الإطار، نصح عبد السلام، السعودية، عبر شاشة الميادين، بأن لا تكون بديلاً من الولايات المتحدة و"إسرائيل" في عدوان جديد على اليمن.

وأوضح أنّ "الأميركيين والبريطانيين يتمنون أن يزج السعودي والإماراتي ومن معهم إلى معركة لإشغال الموقف اليمني"، متمنياً "ألّا ينزلق السعودي مجدداً لتنفيذ إجراءات اقتصادية أو عقاب على الشعب اليمني خدمةً لإسرائيل".

وتابع أنّ اليمن "لا يريد أن يكون هناك ركود وتراجع، في وقتٍ أصبح هناك تراجع عملي وفعلي حتى عن الهدنة، وخفض التصعيد، وهو ما لا نريد الوصول إليه".

وأشار إلى أنّ "النظام السعودي قام بتعيين بديل من عبد ربه منصور هادي، من دون أن ينتخبه يمني واحد ومن دون أي مرجعية".

وفي السياق، لفت عبد السلام، خلال حديثه للميادين، إلى أنّ "هذه الإجراءات اليوم عطّلت جزءاً من الرحلات في مطار صنعاء"، متوجهاً إلى السعوديين بالقول: "إذا كنتم متمسكين بخريطة الطريق والهدنة وخفض التصعيد، فيجب على الأقل أن نستمر".


"الاعتقالات لها دوافع أمنية فقط"

وفيما يخصّ استهداف أو اعتقال متهمين بالتجسس في اليمن، فأوضح عبد السلام أنّ ذلك "لا يكون على خلفية أنهم موظفين في الأمم المتحدة أو أي سفارة".

وبيّن أنّ الاعتقالات "لها دوافع أمنية فحسب، فبعض ضعاف النفوس ممن يشتغلون في المنظمات يقدمون معلومات لأجهزة خارجية"، مضيفاً أنّ "من تثبت براءته من الموقوفين، يتم إطلاق سراحه فوراً".

* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

لمشاهدة المقابلة كاملة