السياسية:

لا أعرف إن كان الردّ الإيراني خصوصاً، وردّ محور المقاومة في المنطقة عموماً سيأتي قبل نشر هذا المقال أم لا، ومناسبة هذا الردّ بات يعرفها الجميع في العالم، ويتنبّأ بها الكثيرون ولا سيما دوائر الاستخبارات الأميركية والصهيونية على خلفية العدوان الغادر الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي بغض النظر عن أهمية القيادات التي سقطت فيه، فهو يُعدّ تجاوزاً لكثير من الخطوط الحمر التي التزمت بها جميع الأطراف في المنطقة، والتي كانت تسعى على الدوام للحفاظ على قواعد اشتباك واضحة، لا تدفع الأمور للانفلات من عقالها، ولا تسمح بحدوث انفجار كبير يشمل جغرافيا واسعة من الإقليم، وهو الأمر الذي يمكن أن تنتج عنه تداعيات غير مُتوقّعة، ولا يرغب فيها معظم إن لم يكن كلّ الأفرقاء في المنطقة.

وفي حقيقة الأمر يبدو العدوان الصهيوني غريباً على مستوى التوقيت والحجم، إذ إنّ "دولة" الكيان تعاني الأمرّين في مواجهة المقاومة في قطاع غزة، والتي وعلى الرغم من الفارق الهائل في الإمكانيات بينها وبين "جيش" العدو، إلا أنها تواصل عملها بتميّز وإبداع، ملحقة خسائر فادحة في صفوف جنود الاحتلال في كل محاور القتال، حتى تلك التي انخفضت فيها العمليات القتالية إلى حدّها الأدنى مثل معظم مناطق شمال القطاع، إلى جانب عملياتها البطولية والنوعية في المنطقة الوسطى وخان يونس، والتي تحوّلت إلى عقدة مستعصية أمام قوات الاحتلال، التي فشلت حتى الآن في تحقيق أي إنجاز يُذكر فيها، رغم سيطرتها الميدانية على أجزاء كبيرة من المدينة .

إلى جانب جبهة غزة فالعدو يواجه جبهة قوية أخرى خبرها جيداً في تموز/يوليو 2006، وغيرها من المعارك والمواجهات، وهي جبهة جنوب لبنان، ويعرف أكثر من غيره أن الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة لا تشبه أي جبهة أخرى في المنطقة، وهي تُعتبر تحدياً حقيقياً لقواته التي تخشى من العمل فيها، وتحاول قدر الإمكان الابتعاد عن تحويلها من جبهة مساندة إلى جبهة مواجهة أساسية، لأنها ببساطة تدرك أن الخصم فيها هو حزب الله، الذي يملك بحسب كلّ المعطيات والمعلومات إمكانيات قتالية هائلة، ولا سيما في إطار الحروب اللامتماثلة، والتي يعتمد عليها الحزب في كلّ نشاطاته، ولديه خبرة واسعة فيها، إلى جانب أنه يحظى بدعم مالي وعسكري لا ينضب من خلال حلفائه في سوريا وإيران والعراق وغيرها.

غير بعيد عن جبهتي غزة ولبنان يواجه كيان العدو جبهات أخرى ربما تبدو أبعد جغرافياً، ولكنها ذات تأثير فعّال، مثل الجبهة العراقية والتي بدأت خلال الأسبوعين الأخيرين من رفع نسق عملياتها النوعية، ولا سيما تلك التي تستخدم فيها الطائرات المسيّرة الانتحارية، والتي استهدفت من خلالها قواعد عسكرية حيوية في "إيلات" وحيفا وأسدود، وهو ما عدّه العدو بأنه تطوّر نوعي وخطير، ويهدّد بصورة مباشرة وغير مسبوقة إحدى أهم نقاط قوته وهي القواعد العسكرية وخصوصاً الجوية منها.

الجبهة اليمنية هي الأخرى وإن كانت تبعد نحو 2000 كلم عن فلسطين المحتلة، إلا أنها تملك أوراق ضغط حقيقية وفاعلة ساهمت في تشكيل ضغط إضافي على "الدولة" العبرية، وهي أيضاً تمارس ضغطاً مماثلاً على قوى الاستعمار العالمي مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وتواجه أساطيلهما في عرض البحر الأحمر، من دون خوف أو وجل.

فما الذي دفع "إسرائيل" إلى المغامرة في دمشق وهي تواجه كلّ هذه الجبهات المشتعلة والمحتدمة، وتعاني إلى جانب ذلك أوضاعاً داخلية صعبة، تبدأ من الخسائر الاقتصادية الهائلة، والتي تُنبئ بمرحلة من الركود غير المسبوقة بعيد انتهاء الحرب، ستتجاوز في آثارها تلك التي حدثت بعد حرب لبنان في العام 1982، ولا تنتهي بالانقسام الحاد بين الأحزاب السياسية المختلفة، والتي تحاول الاستفادة مما يجري لناحية إسقاط ائتلاف نتنياهو واليمين المتطرف، والتخلّص من حزب الليكود إلى الأبد، وهو الذي قد يشهد أفولاً خلال المرحلة المقبلة يشبه إلى حدٍ بعيد ذاك الذي لحق بحزب العمل وبعض أحزاب اليسار الأخرى.

في اعتقادي إنّ أحد أهم أسباب المغامرة الصهيونية في دمشق هو المراوحة التي باتت تشهدها عمليتها العسكرية في قطاع غزة، والتي رغم اقترابها من شهرها السادس، وبالرغم من حجم الإمكانيات الهائلة التي استُخدمت فيها، والمستوى غير المسبوق من البروباغندا الإعلامية والنفسية التي أحاطت بكلّ تفاصيلها، إلا أنها لم تحقّق ما كان يسعى إليه قادة الاحتلال، ولا سيما على صعيد استعادة الأسرى الصهاينة الذين تحتجزهم فصائل المقاومة، أو تحقيق سيطرة عملياتية مستدامة على الأرض في مدن ومناطق القطاع، إضافة إلى الفشل في خلق واقع سياسي جديد يكون بديلاً عن المقاومة في حكم غزة، أو إدارة الحياة فيها تحت إشراف ومتابعة من جهاز الشاباك الصهيوني.

إلى جانب ذلك ربما سعت "إسرائيل " إلى جرّ إيران بما لها من مكانة إقليمية هامة على مختلف الصعد، وبما تملك من دور محوري وأساسي فيما يخص تقديم الدعم لكلّ فصائل المقاومة في الإقليم، إلى مواجهة من نوع معيّن، تشكّل بحسب وجهة النظر الإسرائيلية إشغالاً للجمهورية الإسلامية، وربما رادعاً وكابحاً لها قد يدفعها للحد من دورها الفاعل والحيوي في المعركة الجارية الآن في المنطقة، والتي وعلى الرغم من عدم وضوح الدور الإيراني العسكري فيها، وهذا ما دفع البعض من الموتورين للمزاودة على إيران وقيادتها، إلا أن العدو وأميركا يعرفان تمام المعرفة أهمية هذا الدور وما يشكّله من ثقل لا غنى عنه بالنسبة لكلّ ساحات المقاومة، وهو الأمر الذي أكدته كتائب القسام في بيانها الذي نعت فيه شهداء القنصلية الإيرانية، وظهر من خلاله كما العديد من البيانات الأخرى أهمية الدور الذي تؤدّيه إيران على صعيد دعم جبهات المقاومة، وتطوير إمكانياتها العسكرية التي باتت تشكّل تحدياً كبيراً لـ "دولة" الاحتلال.

كذلك تسعى "إسرائيل" لمحاولة جرّ حليفها الأميركي إلى معركة واسعة مع إيران، وهو الأمر الذي تحاول الوصول إليه منذ سنوات خلت، بحيث تُضعف تلك المواجهة بحسب وجهة النظر الصهيونية "العدو" الإيراني، والذي يُنظر إليه صهيونياً بأنه أكبر المخاطر الوجودية التي تهدّد أمن الكيان، وأنه خطر استراتيجي طويل المدى، ولا توجد هناك إمكانية للتخلّص منه، أو على أقل تقدير الحد من قدراته وإضعافه إلا من خلال مواجهة واسعة مع الولايات المتحدة، لأنّ إمكانيات "الدولة" العبرية بغض النظر عن قوتها، إلى جانب افتقادها للعمق الاستراتيجي الآمن، إضافة إلى المحيط المعادي لها في المنطقة على الرغم من الأنظمة الفاسدة، والحكّام العجزة، لا يسمحان لها بخوض مواجهة مباشرة مع إيران، قد تكلّفها أثماناً مرتفعة، وقد تدفع مئات آلاف الصهاينة للمغادرة باتجاه ملاذات آمنة في أوروبا وأميركا .

وبالتالي من الممكن بحسب بعض التقديرات الصهيونية أن تتطوّر مغامرة حي المزّة في دمشق إلى مواجهة واسعة تتطلّب تدخّلاً أميركياً، بما يخدم في نهاية المطاف المسعى الإسرائيلي في هذا الخصوص.

إيرانياً تبدو مسألة الردّ محسومة بدرجة كبيرة، وهذا الأمر بدا واضحاً من خلال تصريحات المرشد الأعلى السيد على الخامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، وكل أركان الدولة في الجمهورية الإيرانية، وهو نابع من عدم السماح للكيان الصهيوني بتجاوز الخطوط الحمر المعمول بها سابقاً، وعدم السماح له أيضاً بكسر توازنات حساسة لطالما تمّت المحافظة عليها في المواجهة غير المباشرة بين "إسرائيل" وإيران.

وبغض النظر عن حجم الرد وتوقيته، أو الجغرافيا التي يمكن أن يُنفّذ عليها، فإنّ كلّ المتابعين ولا سيما المختصون منهم يعتقدون أنه سيكون بمستوى الحدث، وأنه لن يترك فرصة أمام العدو لينجو بفعلته الآثمة، وأن محاولته الرامية لاستغلال دعم حلفائه الغربيين، ووجود سفنهم ومدمّراتهم في المنطقة لمنع إيران وحلفائها من الرد لن تكون ذات جدوى، وهو يعرف أكثر من غيره أن إيران ردّت في العام 2020 في خطوة غير مسبوقة على اغتيال قائد قوة القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني، ولم تعبأ بقوة الولايات المتحدة الأميركية، ولا بسطوتها التي يخشى منها معظم دول العالم.

بناءً على ما تقدّم، ما هي فرص كبح جماح التصعيد المقبل في المنطقة، أو على أقل تقدير الحد من تداعياته وتأثيراته، والتي يمكن أن تكون واسعة وهائلة ودراماتيكية، والتي يمكن أن تنشأ نتيجة للردّ الإيراني المتوقّع، والذي نعتقد أنه مسألة وقت فقط، وما يمكن لذلك الرد أن يستجلبه من ردود أفعال إسرائيلية مقابلة، خصوصاً إذا ما تمّ استهداف العمق الصهيوني بالصواريخ الباليستية والمسيّرات، من خلال قصف مطارات عسكرية، أو منشآت حيوية كمحطات توليد الطاقة على سبيل المثال، وربما يصل في مرحلة ما إلى استهداف مرافق حكومية كمبنى الكنيست مثلاً، أو مقرّ الحكومة في القدس المحتلة، أو وزارة الحرب في "تل أبيب"، أو غير ذلك من الأهداف، التي قد تحشر نتنياهو ووزير دفاعه في الزاوية، وتجعلهم يذهبون باتجاه توسيع مساحة المواجهة، أو الأدوات المُستخدمة فيها.

من وجهة نظرنا فإن أحد أهم أسباب الحد من التصعيد، وفرملة اندفاعاته القوية هو نوعية الرد الإيراني، إذ إن لدى إيران سياسة واضحة في التعامل مع هكذا مواقف، من الصعب التخلّي عنها، أو استبدالها إلا في حالات نادرة.

فإيران التي تملك مروحة واسعة من الخيارات والأدوات للرد على الاعتداءات التي تتعرّض لها اعتمدت خلال السنوات الماضية على سياسة "الصبر الاستراتيجي"، والتي عرّضتها في كثير من الأوقات لكثير من الانتقادات الداخلية، وربما في أوقات أخرى لمعاتبات من بعض الحلفاء والمحبّين، إذ إن البعض يعتقد أن الصبر على بعض الاعتداءات ولا سيما تلك التي تمسّ هيبة الدولة، أو مقدّراتها الحيوية يشجّع الأعداء، ويدفعهم لتكرار اعتداءاتهم، ومواصلة مغامراتهم، وإن الضرب بيد من حديد من دون النظر للتداعيات المحتملة هو الخيار الأنسب للتعامل مع هكذا أحداث.

في إيران والتي تملك على الدوام قيادة حكيمة، ذات بصيرة وتجربة غنية، يعتقدون أن الانشغال في فتح بعض الجبهات غير الضرورية في بعض الأحيان قد يشغلهم عن مشروعهم المركزي، والذي يسعون من خلاله لحصار "دولة" الكيان الصهيوني من كل الاتجاهات، وهذا الأمر يحتاج لبناء أجسام مقاتلة، تحتاج الكثير من الإمكانيات والأدوات، وإن أيّ تصعيد كبير قد يشوّش على هذا العمل، ويُفقده الكثير من الجهد والوقت.

إلا أن ما حدث في سوريا لا يُنظر إليه إيرانياً على أنه من شاكلة الأحداث الجانبية، أو أنه فتح لجبهات غير ضرورية، بل هو عدوان مباشر، تمّ فيه توجيه ضربة مباشرة وغير مسبوقة لقيادات من الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني داخل منطقة سيادة إيرانية، وهو لا يقل أهمية عن اغتيال الشهيد سليماني، وبالتالي الرد عليه لا مفر منه، بغض النظر عن التداعيات.

فهل ستعمل إيران وفق مبدأ "الصبر الاستراتيجي" كما العادة، وهو ما يجنّب المنطقة تصعيداً كبيراً، أم ستذهب باتجاه عمل متوسط النسق بحيث تردّ اعتبارها، وتثأر لشهدائها، أم بحسب ما يرى الكثيرون ستوجّه ضربة قاسية لعمق العدو بما يشكّل رادعاً لأيّ عدوان مماثل في المستقبل!

السبب الثاني الذي يمكن أن يفرمل أيّ اندفاعة باتجاه تصعيد كبير في المنطقة، يمكن أن يصل إلى مستوى الحرب الإقليمية هو الموقف الأميركي، والتي بحسب بعض الأخبار المتداولة قد أبلغت الإيرانيين بأنه لم يكن لديها علم مسبق بما جرى، ولم تشارك فيه سواء استخبارياً أو عملياتياً، وهي بذلك تحاول أن تنأى بنفسها عن أيّ ردّ فعل إيراني متوقّع.

وبغض النظر عمّا إذا كانت أميركا صادقة أم كاذبة كما هي العادة، وليس لدينا ذرة شك في أنها كانت على تنسيق عالي المستوى مع الكيان الصهيوني قبل وبعد عملية الاغتيال، لأن هكذا عمليات معقّدة وحساسة لا يمكن لكيان العدو أن يقوم بها وحده، فإن موقفها بعيد الرد الإيراني المقبل سيكون مفصلياً لناحية امتصاص ذلك الرد والقبول بنتائجه والتسليم بها، أو على عكس ذلك تماماً الانجرار لمواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع الجمهورية الإيرانية دفاعاً عن حليفتها الاستراتيجية "إسرائيل"، كما فعلت بعد ملحمة "طوفان الأقصى"، والتي شعرت حينها بأن درّة تاجها في المنطقة، ورأس حربتها فيها على وشك الانهيار، ما اضطرها للنفير لنصرتها بأحدث أساطيلها البحرية، وإلى فتح مخازنها من السلاح على مصاريعها، وإلى تسيير مئات الرحلات الجوية والبحرية لنقل القنابل الذكية والموجّهة والقذائف المدفعية الثقيلة، لقتل الأطفال والنساء في غزة.

الموقف الأميركي سيكون حاسماً في تحديد وجهة التطورات في المنطقة، وهو أي هذا الموقف مُلزم لـ "إسرائيل" أكثر مما يعتقد البعض، وما تتمّ إشاعته من أخبار عن خلافات بين الجانبين في مواضيع مختلفة على غرار العملية البرية المرتقبة في رفح، أو إدخال المساعدات الإنسانية ما هو إلا تبادل أدوار ليس أكثر، تحاول إدارة بايدن من خلاله الحفاظ على حظوظها في الحصول على أصوات جزء من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى جانب الحفاظ على السردية الأميركية القائلة بأنها دولة ديمقراطية، وأنها تسعى للحفاظ على الأمن والسلام في العالم.

سبب ثالث نراه أقلّ تأثيراً من سابقيه، ولكنه يبقى قائماً قياساً على تجارب سابقة، هذا السبب هو تخوّف العديد من دول الإقليم وربما في أوروبا والعالم من أي مواجهة كبيرة قد تقع في الشرق الأوسط، بما يؤثّر على مصالح الكثير من تلك الدول، ولا سيما بعض الدول الخليجية، وتلك التي تعتمد على مصادر إنتاج الطاقة من نفط وغاز من دول المنطقة، أو التي تستخدم الممرات المائية لاستيراد أو تصدير منتوجاتها.

تلك الدول، أو البعض منها، والتي تملك علاقات مميّزة مع جميع الأطراف، قد تعمل على محاولة التخفيف من حجم الرد الإيراني، أو التداعيات المترتّبة عليه، وهي قامت قبل ذلك بأعمال كثيرة مشابهة في أوقات عصيبة مرّت بها المنطقة. وبحسب بعض المعلومات فإن بعض تلك الدول قامت بالفعل بالتواصل مع الإيرانيين، في محاولة لتخفيف حدة الرد، بما يجنّب المنطقة بحسب وجهة نظرهم تصعيداً كبيراً قد يترك آثاراً كارثية على جميع الأطراف.

على كل حال، وبعيداً عن جملة الأسباب التي نراها قد تحول دون انزلاق المنطقة إلى أتون حرب إقليمية، تحرق الأخضر واليابس، وتشعل شرارة مواجهة من العيار الثقيل، سعى الجميع في مرحلة ما لإطفاء جمرتها، فإن تداعيات أي حرب من هذا النوع، ستكون بما لا يدع مجالاً للشك أخف وطأة، وأقلّ ضرراً من تمكّن العدو من النجاة بفعلته من دون حساب مناسب، لأنه سيعلم حينها أن بإمكانه تكرار عمليته في أي وقت يشاء، من دون أن يدفع الثمن، ومن دون أن يتلقّى العقاب.

المواجهة التي يخشى منها الكثيرون أهون بكثير من استمرار عربدة "دولة" الاحتلال، وتجاوزها الفج لكلّ الأعراف والقوانين، ويجب أن تتلقّى الرد المناسب على جريمتها النكراء، وعلى كل جرائمها التي ترتكبها في غزة والضفة والقدس ولبنان، وفي عموم المنطقة.

نحن ليس لدينا شك في حكمة قادة محور المقاومة، وفي المقدّمة منهم الجمهورية الإسلامية في إيران، ونثق تماماً بأنهم سيختارون الطريقة الأمثل للرد، الذي نترقّبه كل لحظة، وننتظره كل حين، رداً يلقّن هذا العدو المجرم درساً لن ينساه، كما فعلت المقاومة الفلسطينية صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر في ملحمة "طوفان الأقصى" التاريخية.

* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة نقلت حرفيا من المصدر