زيارة غانتس إلى الولايات المتحدة: الخلفية وأبرز المواقف
السياسية:
ما بعد عملية طوفان الأقصى، برزت الخلافات بين المكونات الرئيسية في الكيان بشكل حاد، ومن ضمنها نتنياهو- غانتس الذي انضم إلى “المجلس الأمني” الذي انبثق عن حكومة الطوارئ التي تشكلت لإدارة الحرب على غزة. لكن أصل الخلاف بين غانتس ونتنياهو، يرجع إلى التظاهرات التي عمّت شوارع الكيان حينها في وجه رئيس الحكومة، بسبب التعديلات القضائية، حيث كان غانتس يقود المعارضة حينها.
يتمتع بيني غانتس بشعبية لا بأس بها بحسب ما تقدمه استطلاعات الرأي الصهيونية ، واشتدّ الخلاف بين المكونين على كيفية إدارة الحرب، وملف الأسرى الصهاينة في غزة، وخطط اليوم التالي لانتهاء الحرب، إلى أن دعت واشنطن بيني غانتس إلى زيارتها في بداية آذار/مارس 2024، الأمر الذي يراه البعض ضغط تقوم به واشنطن على بنيامين نتنياهو، لضبط العمليات العسكرية، فيما ارتفعت الأصوات في الكيان المؤقت متمثلة بـ رئيس الحكومة، ومعارضة لهذه الزيارة.
ما هي خلفية زيارة بيني غانتس إلى الولايات المتحدة الأميركية، وما هي المواقف المتعلقة بالزيارة؟
المواقف الصهيونية المعارضة للزيارة
– قال مسؤول في الليكود أنّ رئيس الحكومة وبّخ بيني غانتس، لعدم معرفته في هذه الزيارة.
– وزير التعاون الإقليمي وعضو حزب الليكود دودي أمسالم، اعتبر أن الزيارة “انتهاك كامل للوائح الحكومية”، في حين اتهم غانتس بمحاولة “وقف الجيش الصهيوني من كسب الحرب، وخلق فرصة لقيادة عملية إقامة دولة فلسطينية تقضي على دولة “إسرائيل”!”
– وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش “غانتس هو الحلقة الأضعف في الحكومة ويجب إعطاء تعليمات فورية بوقف المحادثات والانتقال لمرحلة أقوى من القتال، وغانتس يخدم مصلحة إدارة بايدن ويروج خطتها لإقامة دولة فلسطينية. الإدارة الأمريكية تريد دق إسفين في الحكومة.
– الخبير الأمني يوسي ميلمان: أن ما قام به غانتس هو تخطّي واضح للحكومة، وعليه مغادرتها
الموقف الأميركي
– علق متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: غانتس طلب الحضور وعقد اجتماعات معنا – نحن على اتصال بجميع أعضاء مجلس حرب العدو الصهيوني ، وإذا أراد وزير أن يأتي ويتحدث معنا عن وضع الحرب أو صفقة المختطفين فلن نتخلى عن مثل هذه الفرصة”.
– المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس: “لا يوجد إعجاب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو، وكان بايدن يرفض لقاءه بالبيت الأبيض قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يتغيّر الوضع لاحقا، إذ حاول بايدن ألا ينتقده علناً. زيارة غانتس لواشنطن تحمل فوائد للطرفين، كما توجد مفاوضات بينه وبين قيادات بحزب الليكود لإزاحة نتيناهو وفق تقارير صهيونية .
أما تعليق الإعلام الصهيوني : فقد اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني أنّ قرار القيادة في الإدارة الأميركية لقاء عضو “كابينت الحرب”، بيني غانتس، يشير إلى “سعي واشنطن للتعبير عن خطورة تصرفات “إسرائيل” في الحرب على غزة، ولا سيما فيما يتعلق بالوضع الإنساني، واليوم التالي للحرب.
ما زالت واشنطن في هذه الفترة مقتنعة بـ الهدف الرئيسي للحرب وهو إزالة التهديد الرئيسي والمتمثل كما تراه في حركة حماس، ومن جهة لم يعد باستطاعتها أن تتحمل صورة عرابة الازمة الإنسانية في قطاع غزة، أضف إلى ذلك تداعيات الوضع الانتخابي لبايدن، فقامت بدعوة العضو في المجلس الحربي بيني غانتس الى واشنطن، مستغلة الخلاف بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وغانتس للضغط على نتنياهو من أجل الدخول في حل سياسي يخدم المصلحة الأمريكية ويؤمّن عملية احتواء المقاومة في غزة واشتعال الضفة في شهر رمضان المقبل.
من جهة أخرى وفي حسابات نتنياهو فهو أمام أزمات متعددة الأبعاد ومن ضمنها “خصمه” بيني غانتس، إذ يشير الجو العام في الشارع الصهيوني إلى أن غانتس يحظى بالقبول وهو ما يؤثر سلباً على الحياة السياسية لـ نتنياهو، ويرى أنّ أي حركة أو توجه من شأنه أن يقلب الموازين لصالح غريمه، ومن هذا المنطلق قوبل ما قام به غانتس من زيارته إلى واشنطن بالرفض.
* المصدر: موقع الخنادق الاخباري
* المادة نقلت حرفيا من المصدر