تجلّيات الموقف اليمني المناصر لفلسطين والرادع للهيمنة الأمريكية البريطانية
السياسية // كتب: المحرر السياسي
تتجلّى المواقف اليمنية المشرفة في مناصرة قضايا الأمة المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية يوماً بعد آخر، بفضل حكمة وحنكة وشجاعة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي فوّضه الشعب اليمني لاتخاذ الخيارات اللازمة لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً لتصفية ومحو هذه القضية.
منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر العام المنصرم، اتخذ اليمن موقفاً مغايراً عن مواقف الدول والأنظمة العربية والإسلامية التي تخاذلت عن نصرة قضية الأمة الأولى والمركزية “فلسطين”، وعجزت عن اتخاذ أي مواقف عملية لإيقاف العربدة الصهيونية في فلسطين والبلطجة الأمريكية والأوروبية في المنطقة.
وبالرغم من الحرب التي شنها تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأدواتها السعودية والإمارات، على اليمن في التسع السنوات الماضية، وما فرضه من حصار جائر براً وبحراً وجواً، إلا أن ذلك لم يمنع الشعب اليمني من الوقوف في وجه قوى الغطرسة والطغيان العالمي “أمريكا وإسرائيل”، التي تنكل يومياً بالفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة، وترتكب أبشع المجازر وجرائم الإبادة ومحارق الموت الجماعي بالأطفال والنساء والشيوخ على مدى 120 يوماً.
الشعب اليمني المعروف تاريخياً بغيرته ونخوته ونجدته للمظلومين وإغاثته للمستضعفين، وشجاعة قيادته، يعز عليه من منطلق إيمانه وهويته وعروبته أن يرى العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني ينكل بالأشقاء في فلسطين، ويقتلهم بدم بارد، ويرتكب المجازر تلو المجازر، ويسحقهم على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يقف في وجهه أحد.
وما يؤكد ذلك أن قائد الأمة السيد عبدالملك الحوثي تحدث بلسان اليمنيين قائلاً “يعز علي أوجاع هذه الأمة في كل قطر من أقطارها، وفي كل بلد من بلدانها، يعز علي أن تُرى دماء هذه الأمة تُسفك وتسيل في الشوارع والطرقات، يعز علي أن تُسمع آهات وتأوهات وصراخ نساء هذه الأمة، وهن يستنجدن في فلسطين والعراق، وأفغانستان وبلدان متعددة ولا من مجيب؟”.
من هذا المنطلق، تحرك الشعب اليمني لمساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، رغم إدراكه لحجم التضحيات التي سيقدمها في سبيل الانتصار لهذه المظلومية، وآثر كل ذلك وأبى إلا أن يشارك الفلسطينيين أوجاعهم وتأوهاتهم وأناتهم، ولبى استنجادهم بالقول والفعل، تاركاً خلف ظهره تلك الأنظمة المتفرجة والصامتة والعميلة والمتخاذلة، التي ما تزال تُحيك المؤامرات مع الصهيونية العالمية على محور المقاومة والدول والشعوب العربية الحرة.
يواجه اليمنيون اليوم مباشرة قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا التي تشن عدواناً صارخاً وغير قانوني، على اليمن نتيجة موقفه المشرف والمساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في محاولة لثنيه عن موقفه، وتخليه عن القضية الفلسطينية، إلا أن الشعب اليمني يزداد بأساً وقوة وشموخاً واستبسالاً أكثر من أي وقت مضى.
حيث يطل قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، منذ بداية شهر رجب الأصب عصر كل خميس، لإلقاء كلمة حول آخر المستجدات والتطورات، تكون بمثابة جرعة محفزة لليمنيين للتحرك والاستعداد للتعبئة والتحشيد للخروج المليوني في الساحات والميادين في يوم الجمعة من كل أسبوع، وإرسال رسالة للعالم بأن الشعب اليمني لن يكل أو يمل وأنه سيظل على موقفه الثابت والمبدئي مع الشعب الفلسطيني وقضيته حتى تحقيق النصر.
وحدّد السيد عبدالملك الحوثي في خطابه أمس الخميس، المسار اليمني مستقبلاً في حال تفاقمت المأساة الإنسانية في غزة، قائلاً “مسارنا هو التصعيد في حال تفاقمت المأساة الإنسانية في غزة واستمر الظلم والقتل الجماعي”، واضعاً رؤية بالحل والموقف الصحيح الذي يجب على العدو الأمريكي الصهيوني أن يسلكه تجنباً لجر المنطقة إلى حرب شاملة، ويتمثل ذلك في إيقاف العدوان ورفع الحصار، ودخول الغذاء والدواء إلى سكان قطاع غزة.
وجدّد التأكيد على استمرار العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية طالما استمر العدوان والحصار على غزة، سواء بضرب الأهداف الإسرائيلية في الأراضي المحتلة أو منع مرور سفن العدو أو المتجهة إليه، لافتاً إلى أن التورط الأمريكي والبريطاني في اليمن له نتائج سلبية عليهم، ولن يحمي السفن الإسرائيلية، وأنه لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية يواجه الأمريكي مثل هذه الورطة أن تصبح سفنه وبوارجه مستهدفة.
كما أكد قائد الثورة أن القدرات العسكرية اليمنية في تطوير مستمر وبوتيرة متسارعة وعلى نحو متميز، وهناك تقدم على مستوى التكتيك والتصنيع والتطوير، وأصبحت القدرات على مستوى الجهوزية والتجهيز العسكري متراكمة ومتطورة، وبدأ الأمريكي وفق الصحافة الأمريكية يحاول الاستفادة من التكتيك اليمني الذي تفاجأ به في الضربات.
منطق القوة في العصر الحديث، هو السائد لردع قوى الشر العالمي بقيادة أمريكا وأدواتها التي لا تعرف إلا لغة القوة، والشعب اليمني، بفضل الله تعالى وقيادته وقواته المسلحة ورجاله المخلصين أعدوا العدة لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في مواجهة المعتدين على الشعبين اليمني والفلسطيني، إيذاناً بطي صفحة الامبريالية الاستعمارية في المنطقة.