كيف استخدمت المقاومة الفلسطينية “الحرب اللامتناظرة” في دفاعها عن غزة؟
السياسية:
خلال أعوام طويلة خلت، خاضت الجيوش المتحاربة مواجهاتها العسكرية معتمدةً أسلوب “الحرب الكلاسيكية “، أو كما يطلق عليها البعض “الحرب التقليدية “. تلك الحرب كانت تحسم نتيجتها عوامل ثابتة لا تكاد تتغيّر، ولاسيما عندما يكون طرفا المعركة متعادلين في القوة، ومتساويين على صعيد الإمكانات، أو كما كانا يحدث في كثير من الأحيان، فيكونان متفاوتين في الشيء اليسير، وخصوصاً فيما يتعلق بالقوة البشرية التي يملكها كِلا الطرفين.
في الحروب المشار إليها أعلاه، كان كل شيء تقريباً متعلقاً بالمادة التي تمثلها “القوة العسكرية”، إذ إن العوامل الأخرى، مثل التكنولوجيا، والتطور العلمي، وحروب الفضاء، والتجسس من خلال الأقمار الاصطناعية، والساتلايت، والبريد الإلكتروني، والاتصالات السلكية واللاسلكية، لم تكن معروفة بعدُ.
في الحروب الكلاسيكية أيضاً، كانت حدود القتال معروفة وواضحة، وكانت الطرائق والأدوات متشابهة إلى حد بعيد، والتباين النسبي، الذي كان في بعض الأحيان يحدد نتيجة المعركة، هو التباين في الخطط القتالية، التي يعتمد عليها هذا الطرف أو ذاك، والتي كانت تتجاوز في كثير من الأحيان الخطط الدفاعية للطرف الآخر.
في الأعوام التي تلت انتهاء الحرب الباردة بين العملاقين السوفياتي والأميركي، دخلت قاموس المواجهات العسكرية أنماط جديدة من الحروب، معتمدة، بصورة أساسية، على التقدم التكنولوجي الهائل، والثورة العلمية الفريدة من نوعها، كان بينها أسلوب “الحرب اللامتناظرة”، أو “اللامتماثلة”، أو كما اطلق عليه الخبراء العسكريون الصينيون “الحرب غير المقيَّدة”، بحيث كنا كتبنا عن ذلك بالتفصيل في ثلاثة أجزاء متتالية، في “الميادين أونلاين”، قبل ستة أشهر تقريباً.
في “الحرب اللامتناظرة”، يحاول الطرف الأضعف، سواء كان دولة أو جماعة، تطويع ما يتوافر له من إمكانات متواضعة نسبياً لتحقيق إنجازات كبيرة، ومكاسب متعددة، بالإضافة إلى محاولته حرمان عدوه، صاحب الإمكانات الهائلة والأدوات الحديثة، من الاستفادة من تلك الإمكانات بقدر الإمكان، بالإضافة إلى القيام بتوجيه الضربات المؤثرة للعدو في خواصره الرخوة، وفي الأماكن التي لا يتوقعها، على نحو يضمن زيادة حجم التأثير والفعالية في نتيجة المعركة، والتي عادة ما تكون طويلة ولا تنتهي بسرعة، كما يحدث في “الحرب التقليدية”.
الحرب اللامتناظرة في “طوفان الأقصى”
في معركة “طوفان الأقصى”، التي فاجأت بها المقاومة الفلسطينية عدوها “الإسرائيلي” بهجوم كاسح وساحق، أربك حساباته، وفكّك في غضون ساعات قليلة إحدى أكفأ وحداته المقاتلة، “فرقة غزة”، استخدمت المقاومة في غزة أسلوب “الحرب اللامتناظرة”، أو، في أقل تقدير، الكثير من مبادئ تلك الحرب الأساسية، سواء من حيث الاعتماد الواضح على الحرب الاستخبارية والمعلوماتية، بصورة مذهلة ومؤثرة، من خلال جمع المعلومات الوافية عن المواقع العسكرية الصهيونية، والوحدات القتالية التي تخدم فيها، أو من خلال إخفاء نيتها شن هجوم له هذا الحجم، وبهذه السرعة والكفاءة، إلى جانب الخطط الهجومية التي اعتمدت عليها، والتي لم تكن مُتوقعة، في أي حال من الأحوال.
نحن هنا بدورنا لن نناقش ما تم استخدامه من مبادئ “الحرب اللامتناظرة” قبيل هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر المجيد، أو في أثنائه، بل سنذهب إلى عرض ما استخدمته المقاومة الفلسطينية من تلك المبادئ والأساليب في أثناء مواجهتها الهجوم البري الصهيوني على قطاع غزة، والذي يُنظر إليه كونه واحدةً من أكبر وأوسع الهجمات البرية، التي قام بها جيش العدو، خلال الأعوام الأربعين الماضية.
منذ فجر السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بدأت الوحدات المدرّعة الصهيونية الدخول البرّي لأراضي قطاع غزة، وتحديداً من منطقتي “جحر الديك”، جنوبي غربي مدينة غزة، حيث الطريق المؤدي إلى الشارع رقم 10، والذي يفصل القطاع إلى نصفين، أو من بلدة بيت حانون الصغيرة، أقصى شمالي شرقي القطاع، في خطوة كان يَعُدّها البعض غيرَ واردة، أو غير قابلة للتنفيذ في أرض الواقع، نظراً إلى كثير من المعطيات، منها التجارب البرية الفاشلة لجيش الاحتلال في قطاع غزة، على غرار ما حدث في عدوان عام 2014، والتي ألحقت فيها المقاومة الفلسطينية خسائر كبيرة بقوات العدو عند حدود القطاع الشرقية، وتمكنت من قتل العشرات من جنوده، إلى جانب أسر الجندي شاؤول أرون، شرقي حي الشجاعية، والضابط هدار غولدن، شرقي مدينة رفح، أو بسبب ما تعانيه القوات البرية الإسرائيلية من جرّاء مشاكل على مستوى الجاهزية القتالية، والروح المعنوية، وسوء العلاقة بين الجنود والقادة، وغير ذلك من مشاكل، هي بالفعل موجودة، وتم الإقرار بها من قادة كبار في المؤسسة العسكرية الصهيونية .
في حقيقة الأمر يمكن للأسباب سالفة الذكر، والتي اعتمدها البعض في تحليله، أن تكون وجيهة ومؤثرة، لكن ليس في مثل تلك الظروف التي عاشتها “الدولة العبرية” في إبّان انطلاق “الطوفان الهادر”، صباح يوم السبت المشهود، إذ إن قادة الكيان الصهيوني، وفي المقدمة منهم رئيس الوزراء المتأزّم، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه، يوآف غالانت، وجدوا أنفسهم، ووراءهم سائر أركان “الدولة”، مضطرين إلى الذهاب إلى حرب واسعة مهما كلّف ذلك من ثمن، بحثاً عن الثأر والانتقام أولاً، ثم في محاولة استعادة “قوة الردع”، التي سقطت دفعة واحدة، بعد أن كانت تتأكَّل رويداً رويداً، خلال الأعوام الثلاثين الماضية.
النظرية تتحوّل إلى تحرّك ميداني
بعد بدء الهجوم البري لقوات الاحتلال، والذي سبقته حملة من القصف الجوي والمدفعي العنيف، أشار بعض الخبراء العسكريين إلى أن قوته توازي، أو تفوق تأثير القنبلتين النوويتين اللتين أُلقيتا على هيروشيما وناغازاكي، وكان يهدف في الأساس إلى تهيئة مسرح العمليات المفترض، وإزالة أي مخاطر قد تؤثر في فرص نجاح ذلك الهجوم. واعتمدت المقاومة الفلسطينية في معركتها، التي تحوّلت إلى دفاعية، على جزء كبير من مبادئ “الحرب اللامتناظرة”، إذ إن التفاوت الهائل في القدرات العسكرية بينها وبين قوات العدو، والذي يميل من دون أدنى شك لمصلحة عدوها، جعلها غير قادرة على خوض مواجهة مفتوحة، أو القتال وفق مبادئ الحرب الكلاسيكية، والتي كانت محكومة بكل تأكيد بهزيمة محتّمة، لا مفر منها. لذلك، لجأت، من باب تحقيق أفضل النتائج الممكنة، وضمن خطط مُعَدّة مسبّقاً، إلى الاعتماد على مبادئ “الحرب اللامتناظرة”.
خاضت المقاومة في قطاع غزة، بكل كفاءة واقتدار، معركتها الحاسمة والمفصلية مع قوات العدو، التي ساندها آلاف المرتزقة الأجانب، وجهد استخباري أميركي قد يرتقي إلى المشاركة المباشرة على الأرض. وحاولت تقليص حجم الخسائر في صفوف مقاتليها وإمكاناتها، إلى الحد الادنى، وهذا الأمر تحديدا أقرّت به قوات الاحتلال، وأكدته مصادر إعلامية صهيونية مؤخّراً، عندما قالت إن فصائل المقاومة، ولاسيما حركتا حماس والجهاد الإسلامي، أعادتا السيطرة على المنطقة الشمالية من القطاع بعد انسحاب قوات الاحتلال، وهذا يدل على محافظتهما على البنية الأساسية من مقاتليهما، وعلى جزء كبير من إمكاناتهما العسكرية أيضاً.
من الممكن ملاحظة استخدام المقاومة في غزة مبادئ “الحرب اللامتناظرة”، في كثير من المجالات، لكننا منعاً للإطالة سنشير إلى ثلاثة منها فقط، وسنشرح باختصار كيفية ترجمة المقاومة لتلك المبادئ في أرض الواقع، خلال المعارك التي خاضتها، مع التذكير بتداعيات هذا الأمر على نتيجة المعركة حتى هذا الوقت.
شواهد ودلائل
أولاً: على مستوى السلاح
بما أن عدم التكافؤ أو التماثل في نوعية السلاح المستخدم، من الجانبين المتحاربين في “الحرب اللامتناظرة”، يُعَدّ من أهم مبادئها، بحيث يمكن لنا أن نجد أحد طرفي الحرب يملك الطائرات والدبابات والصواريخ الباليستية، بينما الطرف الآخر لا يملك سوى بنادق وألغام قديمة وسيارات متهالكة ومستوى اتصالات متدنّ، فهذه الحال تنطبق تماماً على الحرب الدائرة في غزة، إذ إن جيش العدو يملك أحدث الأسلحة واكثرها تأثيراً، بينما المقاومة الفلسطينية، في كل تشكيلاتها، لا تملك سوى القليل منها، وتحديداً على صعيد الأسلحة المضادة للدروع، وهي محدودة، والعبوات الناسفة، والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، والبنادق، وبعض مضادات الدفاع الجوي قصيرة المدى.
ولأن كل ما تملكه المقاومة لا يستطيع مواجهة أرتال العدو المصفحة، وطائراته الحربية المتطوّرة، اعتمدت على تكتيكات جديدة في القتال سعت من خلالها لزيادة فعالية السلاح المتوافر لديها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، وبما أن الأسلحة المضادة للدروع، والتي في حوزة المقاومة، مثل الـتاندوم، والآر بي جي، والياسين، والتي تملك فعالية ضد الدروع العادية تصل لمسافة 600 متر، إلا أنها لا تملك الفعالية نفسها ضد دبابات الميركافا الصهيونية ، وناقلات الجند المصفحة، من المسافة نفسها، فلقد قام المقاومون بتنفيذ استهدافاتهم للآليات من مسافة لا تزيد على 50 متراً، وفي بعض الأحيان وصل المقاومون إلى مسافات أقرب من ذلك كثيراً، بحيث مكّنهم هذا التكتيك من توجيه ضربات مؤثرة إلى الدبابات والآليات الصهيونية، إذ إن ما يُطلق عليه “عزم القذيفة”، أو قوة اندفاعها، يكون أقوى كثيراً كلما كانت المادة الدافعة لها في بداياتها بسبب قصر المسافة، وهذا ما يجعلها أكثر تأثيراً وقوة كما شاهدنا في كثير من الفيديوهات التي وزعتها المقاومة.
هذا الأمر تكرّر على مستوى سلاح المدفعية، الذي تملكه المقاومة، وضمنه قذائف الهاون، بحيث لجأت في معظم الأحيان، بدلاً من إطلاق القذائف الثقيلة من عيار 120 ملم، والتي يبلغ مداها نحو 10 كلم، إلى استخدام القذائف من عيار 60 ملم، ذات المدى القصير، وهي تُصنَّف سلاحاً تكتيكياً، إذ إن المناطق التي كانت تستهدفها دائماً بالقذائف الثقيلة وتقع في غلاف غزة مخلاة تماماً، وبالتالي اعتمدت على القذائف الصغيرة ضد وجود قوات العدو داخل مدن القطاع، ولاسيما ضد قوات المشاة، بحيث أدت هذه العمليات، في كثير من الأحيان، إلى خسائر مهمة في أوساط الجنود الصهاينة.
ثانياً: الحشد البشري
في “الحرب اللامتناظرة”، مطلوب من الطرف الأضعف أن يتمتّع بهامش واسع من الحشد البشري، وأن يكون هذا الحشد مستعدّاً لأعلى درجات المخاطرة في كل الأوقات، بحيث إن الخسائر، التي تسقط في كثير من العمليات، في حاجة إلى أن تُعوَّض بصورة فورية منعاً من حدوث تفكك أو انهيار في صفوف قواته، بالإضافة إلى انه يتوجّب على هذه القوات التمتّع بسرعة الحركة في مسرح العمليات، والذي لا يقبل التموضع الدائم فيه، وهو ما يمكّنها من حماية نفسها من القصف الجوي أو المدفعي، أو من خلال الهجوم البري الواسع، الذي يعتمد على تفوق العدو الكاسح.
في حرب غزة، تمكّنت المقاومة من تأمين عشرات آلاف المقاتلين من فئة الشبان، الذين يملكون كفاءة قتالية عالية، ويتمتعون بروح معنوية قل نظيرها، بالإضافة إلى مهارات التخفّي والانتقال الآمن من مكان إلى آخر على رغم شدة القصف وضراوة القتال.
صحيح أن المقاومة قدّمت عدداً كبيراً من مقاتليها شهداء في معركة الدفاع عن قطاع غزة، جزء منهم من قادتها البارزين، لكنها لم تفقد السيطرة على الميدان في معظم فترات القتال، وظل مقاتلوها، ولاسيما من فرق النخبة، قريبين جداً من أماكن توغل قوات العدو على رغم المخاطرة الكبيرة والهائلة، وحافظوا على رباطة جأشهم على رغم أهوال القصف وتدمير البيوت وهدير الدبابات الذي يصم الآذان.
إلى جانب ذلك، لم تعانِ المقاومة أيَّ نقص يُذكَر في المقاتلين، بل كانت تملك على الدوام عدداً كبيراً منهم، وبينهم فرق احتياط مجهَّزة ومدرَّبة، الأمر الذي سمح لها بإمداد بعض المحاور التي تعرّضت لضغط ميداني كبير، مثل منطقة تل الهوا غربي مدينة غزة، على سبيل المثال، بعدد من هؤلاء المقاتلين، وهذا ما أَخّر تقدم العدو في المحور المشار إليه مدةً تزيد على شهر، على رغم أنه محور صغير وضعيف بسبب طبيعته الجغرافية، ونوعية الأبنية الموجودة فيه.
ثالثاً: حرب المعلومات
من أهم ما يميّز “الحرب اللامتناظرة” من مثيلاتها من أنواع الحروب الأخرى “حربُ المعلومات”، والتي تحظى بأهمية بالغة، وتشكّل مرتكزاً أساسياً واستراتيجياً في هذا النوع من الحروب. في معركة الدفاع عن غزة، استخدمت المقاومة الفلسطينية “حرب المعلومات” بصورة مبدعة وخلّاقة على رغم الفارق الهائل في الإمكانات، والذي يميل لمصلحة العدو بدرجة كيرة.
في “حرب المعلومات”، تمكنت المقاومة، كما فعلت قبيل هجومها المدوّي على مستعمرات القطاع صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من إخفاء جزء كبير من خططها الدفاعية عن أجهزة استخبارات العدو، والتي تملك مروحة واسعة من طرائق جمع المعلومات، بالإضافة إلى ما تم تقديمه إليها من دعم مهم ومؤثر من جانب الجيشين الأميركي والبريطاني، وخصوصاً على صعيد الطيران المسيّر المتطور. أهم نجاح للمقاومة، في هذا الصعيد، كان تمكنها من إخفاء الأسرى الصهاينة عن كثير من العيون التي تترقب مكانهم، من الأرض ومن السماء، كلَّ هذه المدة، وإفشالها كثيراً من المهمّات الخاصة، التي حاولت قوات العدو القيام بها من أجل تحرير عدد منهم.
بالإضافة إلى ذلك، جمعت المقاومة، من خلال وسائل متعددة لا نستطيع الكشف عنها نتيجة دواع أمنية، كمّاً هائلا من المعلومات بشأن تحركات قوات العدو وتموضعاتها، وبشأن الطرق التي تنوي سلوكها داخل مختلف المدن، الأمر الذي مكّنها من استهداف تلك القوات بفعالية عالية، وخصوصاً في أماكن تحصّن القوات الخاصة داخل البيوت والمنشآت المتعددة، أو في مناطق القيادة والسيطرة، والتي أقامها العدو في بعض الأراضي الزراعية عند أطراف المدن.
الخاتمة
يمكن إسقاط كل مبادئ “الحرب اللامتناظرة” على الحرب التي تجري في قطاع غزة منذ ما يقارب أربعة أشهر، سواء من ناحية عدم وجود مسرح عمليات واضح وثابت، أو ما تتطلّبه تلك الحرب من قوة إرادة وعقيدة لدى المقاتلين، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على الحاضنة الشعبية وحماية السكّان وتأمين احتياجاتهم، وهذا ما يجرى تماماً في قطاع غزة على رغم الحصار المطبق والنقص الكبير في المواد الغذائية والدوائية، إلى جانب الحرمان من الماء والكهرباء ووسائل الاتصالات.
إلّا أن حرصنا على عدم الإطالة جعلنا نكتفي بما ذكرناه من أمثلة، وهي نتاج واقع نلمسه ونعايشه على الأرض كل وقت وكل حين.
من الواجب أن نقول، من دون مبالغة، إن المقاومة الفلسطينية، على رغم ما تعرضّت له من هجوم واسع وهائل، تمكنت بفضل الله أولاً، ثم بفضل دعم حلفائها من محور المقاومة لها، ولاسيما على مستويَي التدريب والتجهيز، من إفشال كل مخططات العدو الرامية إلى القضاء عليها أو إبادتها، بل تجاوزت تلك المرحلة في اتجاه دحر قوات الاحتلال عن كل شبر من أرض غزة الحبيبة، مهما كلّفها ذلك من تضحيات، ومهما دفعت من أثمان، يساندها في ذلك شعب عظيم، صبر، وما زال، على أهوال الحرب، ودفع من دمه وأشلائه ضريبة الانتصار، الذي يبدو أنه يَلُوح في الأفق، عما قريب.
* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة نقلت حرفيا من المصدر