حماقة أمريكا في البحر الأحمر ستعجّل بخروجها من المنطقة
السياسية : المحرر السياسي
حتمت الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، على الشعب اليمني الاضطلاع بدوره المساند والمناصر للشعب والمقاومة الفلسطينية من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ضد الكيان المؤقت الذي لا يشكل خطراً على فلسطين فحسب ولكن على المنطقة بأكملها.
وبينما تقف الأنظمة العربية والإسلامية، موقف المتفرج منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم، يتفنن العدو الصهيوني في قتل المدنيين والنساء والأطفال وممارسة حرب الإبادة التي طالت حتى الأجنة في بطون الأمهات والخدج بالمراكز والمستشفيات، والأنكى من ذلك الإجهاز على المرضى في المستشفيات بآلياته العسكرية الثقيلة.
صمت وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية وحكامها الخانعين والمتواطئين، شجّع الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً، على التمادي في ارتكاب المجازر المروعة، حتى بلغت خلال الـ 24 الساعة الماضية 12 مجزرة، راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين جلّهم أطفال ونساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع التي جعلت أمريكا ودول الغرب منها حبراً على ورق تجاه ما يرتكبه الكيان الغاصب من مذابح في غزة والأراضي المحتلة.
وما يدعو للاستغراب تشدّق أمريكا وأوروبا بحقوق الإنسان والحرص على تحقيق السلام في المنطقة، في حين تمدان الكيان الصهيوني بأسلحة ومعدات ثقيلة ومحرمة دولياً لإبادة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، إضافة إلى السعي الحثيث للسيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بحجة حماية الملاحة البحرية الدولية، بينما الهدف الرئيسي من ذلك حماية السفن الصهيونية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.
الشعب اليمني، من بين شعوب العالم العربي والإسلامي، وبما عُرف عنه تاريخياً بأنه شعب يأبى الضيم، اتخذ قرار مواجهة الكيان الصهيوني من منطلق إيماني وأخلاقي وإنساني، من خلال رجل القول والفعل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي حدّد أولويات المواجهة نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وقضيته العادلة، تدرّجت بين المشاركة الميدانية للقوات المسلحة بعمليات في عمق العدو مروراً بمنع مرور السفن الإسرائيلية وصولاً إلى إغلاق باب المندوب والبحر الأحمر أمام السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة لدعم الكيان الصهيوني الغاصب في حربه وعدوانه على غزة.
وأكد فخامة المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن قرار منع مرور السفن الإسرائيلية أو المتجهة للكيان الغاصب، جاء من أجل فرض السلام، ومناصرة غزة، وهو ما تدعو إليه معظم شعوب العالم.
وقال في كلمة خلال ترؤسه، اجتماعاً للقيادات العسكرية والأمنية: “الإجراءات، التي اتخذناها، لم نبحث عنها اعتباطاً، وإنما الأحداث المؤلمة التي تجري في فلسطين، هي من فرضتها علينا فوضنا القرآن بأن ندافع عن المستضعفين في أرض الله، وبالتالي أي سفينة مرتبطة بالكيان الصهيوني، أو لها ملكية، أو جزء من ملكية للكيان، لن تمر من البحر الأحمر وسيستمر قرار المنع مهما كان الثمن، حتى إيقاف العدوان على أهلنا في غزة، ورفع الحصار”.
حماقة أمريكا وسعيها لعسكرة البحر الأحمر، وضعتها في موقف لا تُحسد عليه، فهي ليست قادرة على تحقيق النصر للكيان الصهيوني الذي يتخبط هو الآخر في قطاع غزة ولم يحقق أي انتصار يذكر باستثناء قتل المدنيين واستهداف الأعيان المدنية، ويتلقى الهزائم تلو الهزائم من قبل المقاومة الفلسطينية.
أمريكا ليست مخولة ولا معنية بحماية الممر الدولي في البحر الأحمر، ولا لها الحق في فرض هيمنتها على الدول المشاطئة للبحر الأحمر، سيما واليمن يمتلك قوات ردع قادرة على حماية هذا الممر الدولي المهم، والمياه الإقليمية في باب المندب والبحر العربي.
والأدهى من ذلك إقدام أمريكا على استهداف زوارق يمنية في البحر الأحمر كانت تمارس مهامها الاعتيادية في حماية الملاحة الدولية، في جريمة لم تحسب حسابها لكنها ستدفع ثمنها غالياً نتيجة تهورها وهو ما سيجعل من بوارجها ومصالحها هدفاً للقوات المسلحة اليمنية، والتعجيل بخروجها من المنطقة برمتها.