السياسية:

 

نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- خلال زيارته لمحافظة ذمار:

 الحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب المستضعفين، الحمد لله رب اليمن وفلسطين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين..

الأخوة الأجلاء، في قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي، الأخوة العلماء والمشايخ، وأعضاء مجالس الدولة المركزية، الأخوة الشخصيات الاجتماعية والمشايخ والأعيان، الحاضرون جميعاً، أبناء محافظة ذمار جميعاً، أبناء شعبنا اليمني جميعاً،

 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

نتشرف اليوم بزيارتكم هنا في محافظة ذمار، التي نحن نعتبرها محافظة التضحية، ومحافظة الوفاء، نحن في قيادة الجيش أعتقد أن الرقم الأكبر لمحافظة ذمار في ذودها عن حمى هذا الوطن حتى إنها كادت أن تنافس محافظة صعدة، كادت أن تتفوق على جميع الجبهات بما تقدمه من بذل وعطاء وتضحية بخيرة رجالها، وبإمدادها الروحي والمادي والمعنوي على امتداد جميع الجبهات.

فمن هنا، أتوجّه بالتحية لكل أقارب الشهداء، لكل أمهات الشهداء، لكل أباء الشهداء فرداً، فردا، فالتضحيات جسام، التي قدمها أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم أبناء محافظة ذمار في قربان الحرية والاستقلال، حتى نعيش العيش الكريم والحر دون وصاية..

أنا أشكركم يا أبناء محافظة ذمار الأبية على دوركم الكبير والفعال، الذي لن ننساه في دعم الجبهات طوال فترة العدوان، سواء بالرجال أو بالمال، أو بكل ما أوتيتم، فالزخم الكبير، الزخم الكبير في جميع الجبهات من أبناء ذمار، يجعلنا أن نعول عليكم أيها الشرفاء والأحرار في مواصلة الصمود، ودعم الجبهات حتى تطهير بلدنا من دنس الاحتلال..

الشكر للآباء الكرام الأجلاء في هذا المجتمع الكريم والمعطاء، الذي كان ولا زال ظهراً وعوناً لأبنائه في عموم الجبهات.. أنتم أحفاد الأنصار، أنتم أحفاد المضحين، حيث كانت التضحية في أول يوم في التاريخ أسرة ياسر، أسر عمار.. فأنتم أحفاد عمار، وأحفاد ياسر، أحفاد التضحية، الذين بذلوا وضحوا مع رسول الله، ومع رسالة الإسلام من اليوم الأول، أحفاد عمار وياسر يواصلون نفس المسار، الذي واصله آباؤكم وأجدادكم من الأنصار مع رسول الله، وفي بداية رسالة الإسلام بنفس السلوك، نواصل وقفة رجل واحد ضد أي محاولة لإضعاف هذا الصمود وقوة الموقف، هذا الذي أرجوه منكم.

 أنا هنا أقول لكم معكم الأخ المجاهد محافظ المحافظة، والأخ قائد المنطقة من خيرة رجالات اليمن، أرجوا منكم أن تتعاونوا معهم في بناء هذه المحافظة، نحن اليوم وضعنا حجر الأساس لمشاريع متنوعة في محافظة ذمار؛ بما يقدر بـ6 مليارات يمني وسبعمائة مليون ريال.

وبعشرة ملايين دولار وخمسمائة ألف دولار مشاريع إضافية لأبناء ذمار، أنا أشكركم على تقديم النموذج الناجح في المبادرات، أنا أعتقد أن النموذج الناجح والأول فيما يتعلق بموضوع بداية المبادرات كان النموذج الناجح هو في محافظة ذمار، كانت هذه المبادرة هي مبادرة ملهمة لنا جميعاً، مبادرة ناجحة وملهمة، وعممناها على بقية محافظات الجمهورية اليمنية، بالتالي لكم شرف المبادرة، سواء على المستوى العسكري، أو على المستوى المدني، فيجب علينا جميعاً أن نبني مجتمعنا بسرعة، وأن لا نترك مجالا لكل من يريد تفكيك أو تفتيت وحدة الموقف، وأن نعمد جميعاً إلى كل عوامل القوة والبناء؛ فالمؤامرة -أيها الأخوة، أيها الأحرار، يا أحفاد الأنصار، يا أحفاد ياسر وعمار- المؤامرة على أمتنا الإسلامية كبيرة، تستدعي منا سرعة البناء، ورص الصفوف ووحدة الموقف.. فالمؤامرة علينا كبيرة، سواء كأمة يمنية مجاهدة، أو كأمة مسلمة، فالكل مستهدف، كلنا شاهد ما يدمي القلب، ما يجري في فلسطين، وأخرها جريمة مستشفى المعمداني الجريمة الوقحة والوحشية التي تعبّر عن السلوك الإجرامي لهذا الكيان الغاصب والمحتل، ومن يقف وراءه، ويتبنى هذا الإجرام له أمريكا الشيطان الأكبر.

أنا أقول من هنا من محافظة الصمود والتضحية والوفاء والرجولة والكرم والشهامة: أيها الصهاينة الأوغاد إذا أنتم تتخيلون أنكم بهذه الجرائم ستحققون شيئا فأنتم واهمون، والله لن تحققوا بمثل هذه الجرائم إلا الهزيمة، وأن الهزيمة تنتظركم، وإن طال الوقت، أنتم بهذه الجرائم تمثلون الوجه القبيح والوجه الأسود القذر للكيان الصهيوني العالمي، الذي يدير أمريكا، ويدير إسرائيل، إسرائيل الآن هي من تدير أمريكا، كل الجرائم الإسرائيلية تتحملها الإدارة الأمريكية؛ باعتبارها المغذي والمساعد والمعاون، لكن -للأسف الشديد- يقابل هذا خنوع عربي ليس شعبياً رسمياً، الخنوع العربي يقابل الموقف والتحدي الأمريكي، عندما يأتي وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب ويصرح من هناك بأنه أتى ليس كوزير خارجية أمريكي بل لأنه يهودي؛ لماذا تطأطئون رؤوسكم بالتراب بعد هذا التصريح.

ماذا تنتظرون -يا حكام العرب- بعد هذا الموقف الخنوع، أنا هنا لا أتقدم بشجب، ولا بإدانة، فالشجب والإدانة ليس الموقف المشرف بعد هذه الجرائم التي حصلت في غزة، آخرها مستشفى المعمداني، لا يشرف المجتمع الدولي الخانع للصهيونية العالمية، هذه جريمة حرب بكل ما تعنيه الكلمة، القانون الإنساني الدولي يصنف هذه جريمة حرب، أين محكمة لاهاي، محكمة لاهاي الآن أصبحت محكمة أمريكا وبريطانيا، وكل الدول الخمس، التي تعيث في هذا العالم الفساد، وتصنف القانون الدولي على ما يروق لها، هذه جريمة حرب دولية مكتملة الأركان، فأين محكمة الجنايات الدولية لا توجد.

الحكام العرب؛ من هنا من حاضرة العروبة اليمن أدعو حكام العرب تعالوا ليكون لنا موقف يكتبه التاريخ، وإلا فسيلعنكم التاريخ، إذا لم نتحرك الآن ويكون لنا موقف، أنا متأكد أننا نستطيع أن نصل إلى موقف نركع هذا العدو الإسرائيلي، وإن وقفت معه أمريكا سيركع، إذا توحدت مواقفنا، ويكون لنا موقف موحد، إذا لم تتحركوا الآن ستبقون خانعين، لكنني أقول ستخرج عليكم شعوبكم؛ لأنها لا زالت شعوبا حرة وأبية، وستلفظكم، وستعريكم، وستكشف زيف انتماءكم، أنكم لا تنتمون إليها كأمم بل تنتمون إلى من وضعكم على هذه الكراسي.

للعدو الصهيوني المتغطرس أنا أقول لك: لا تفرح بأي جريمة، كل جريمة ترتكبها ستجرف على نفسك طوفانا وطوفانا وألف طوفان، جرائمك لن توقف هذا المد وهذا الطوفان أبداً بل ستزيده أيضا، وأنا واثق من ذلك..

لأهلنا في فلسطين، أكرر وأقول -كما كررت وقلت في الأيام الماضية- لا تهنوا ولا تحزنوا فدماؤكم هي دماؤنا، ولن تذهب هدراً -بإذن الله- كل تضحياتكم، وأنا أعتقد بل وأجزم أن هذه الجرائم، وهذه الأحداث، التي جرت في الأيام الأخيرة، ستجر المنطقة إلى حرب إقليمية، الشعوب العربية، الشعب العربي المسلم، لن يسكت أمام هذه الجرائم.

يجب أن نلهب في أنفسنا الحماس، وروحية المسلم العربي، ذلك الذي كان يغار على عقل بعير، ويقوم بالحرب أربعة عقود على شأن عقل بعير؛ لأنه عربي قبل أن يكون مسلما عربيا يرفض الذل ويأبى الضيم، الآن كعرب وكمسلمين يجب أن نذكي في أنفسنا روح الثورة، وروح الحرية، وروح المواجهة، وروح الجهاد، وروح الاستبسال، وإلا فإن المصير الذي نشاهده الآن والمجازر، التي نشاهدها على شاشات التلفزة، ستعمم في كل عاصمة وفي كل بلد.. إذا لم نتحرك من الآن ونذكي في أنفسنا روح الثورات، وروح التحرك، ندعو إلى المظاهرات في كل المدن، ندعوا إلى المسيرات في كل المدن، الكل يخرج، الكل يتحرك ليكون لنا موقف، ندعو للتضرع لأبناء فلسطين، الكل يتحرك، الكل يساهم في هذه المعركة، من لا يساهم فيها، من يسكت فيها فهو بسكوته وبتواطؤه مشارك مع الصهيونية العالمية في قتل أهلنا في غزة.

 أنا أقول هذا لأنني أعرف أن الإسرائيلي لن يتوقف هو يُوقَف، مش يتوقف، هذا أرعن، هذا أخرس، يقصف كان في الماضي -أنتم تتذكرون- يقصف والقمة العربية منعقدة، لذلك هو لن يتوقف بل سيوقف إذا وقف رجال العرب والإسلام موقفا واحدا، وتحرك الجميع، وكل تحرك بمسؤوليته، سيتوقف هذا، وسيرعوي هذا الأحمق عندما يعرف أنه سيدفع ثمن إجرامه، وأن الدم الفلسطيني هو دم عربي ودم مسلم، سيدفع الثمن، سيتوقف وسيرعوي، وعملية طوفان الأقصى هي عملية ملهمة، وتوصلنا إلى قناعة أن هذا الكيان الغاصب الوقح القذر سيزول – بإذن الله سبحانه وتعالى.

فلا تطبيع مع محتل، وأنا قلت بالأمس لحل هذه القضية: ارحلوا من حيث أتيتم بهؤلاء القطعان، مش الحل تهجير أبناء فلسطين من بلدهم من حقهم، لا عود بالقطعان الذين أتيت بهم من أوروبا، ومن أمريكا، عود بهم إلى مناطقهم والقضية منتهية، ما في أي جديد.. بالتالي لا تطبيع، يجب علينا كشعوب عربية مسلمة أن نلعن وأن نجرم كل من يسعى للتطبيع في هذه المنطقة، فلا تطبيع مع محتل، التطبيع هو شرعنة لبقاء إسرائيل وإسرائيل زائلة لا محالة بنص القرآن الكريم، الإسرائيلي زائل بنص القرآن، التطبيع عكس هذه السنة، لذلك الأفضل لكم، والأشرف لكم -يا معشر المطبعين- أن تقولوا إن فلسطين سنام العروبة، فلسطين سنام الإسلام، وستظل فلسطين سنام العروبة، وإن تخاذلتم وطبعتم.

 الجرائم، التي وقعت وآخرها جريمة الأمس مستشفى المعمداني، أنا أقول: ليست غريبة على الكيان الصهيوني، ككيان، هذا قاتل للأنبياء منذ أن نشأ التاريخ، قتلة أنبياء مجرمين، القرآن الكريم وصفهم لنا وصفاً كاملاً بأنهم قتله، بأنهم مجرمون، الغريب والأسوأ أيها العرب والمسلمون هو المواقف المخزية، التي لا تكاد تذكر من حكوماتكم المطبعة مع هذا الكيان الإسرائيلي، الموقف مش غريب من الإسرائيلي يفعل الإجرام، والكل مستوعب بأنه مجرم، لكن المواقف المخزية من زعمائكم هي الموقف الذي هو مستغرب، هل أصبحتم منهم، هل لم تعودوا من شعوبكم، أصبحتم أنتم من الإسرائيلي والصهيوني لم تعودوا تمثلون شعوبكم، ربما هذا هو الواقع، اليوم يطالعنا في الأخبار زيارة يومية (الشر) للمنطقة، زيارة بايدن زعيم الشواذ، أنا أقول في مستهل هذه الزيارة الشواذ محلهم السجون، والحدود، والآداب، ليس محلهم الترحيب عندنا في العرب والإسلام.

في الأخير، أقول لكم من هنا -يا أبناء فلسطين-: “مهما كان الخذلان العالمي، ومهما كان الخذلان العربي، فإننا في شعب الإيمان والحكمة أقسم لكم أنه مهما كان ذلك الخذلان والمواقف المخزية أننا سنكون أوفياء مع فلسطين الإسلام، وفلسطين العروبة، وفاء جبري ذمار لمبادئه ولمسيرته ولقائده.

الرحمة والخلود للشهداء، والخزي والعار والذل والشنار على المطبعين، النصر لشعب اليمن، وشعب فلسطين.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

سبأ