السيد الحوثي يضع “حجر الأساس” لبناء الدولة الحديثة
السياسية ـ متابعات:
أعلن قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي عن بدء المرحلة الأولى من التغيير الجذري. كان من أولى البوادر، حل الحكومة الحالية بحسب ما أعلن مجلس الدفاع الوطني في بيان. وتأتي هذه الخطوة توازياً مع مفاوضات “إيجابية” قد ينتج عنها اتفاق ينهي حالة الحرب وهو ما سيترتب عليه بدء مرحلة سياسية جديدة تبني فيها صنعاء “دولة المؤسسات المستقلة” على عكس تلك التي عرفتها البلاد طيلة عقود مضت.
“تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية ويتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب”، هو الهدف الذي أشار إليه السيد الحوثي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة المولد النبوي أمام الملايين من المشاركين في ميدان السبعين في صنعاء. وقال السيد إن “حكومة الكفاءات الوطنية تجسد الشراكة، وتصحيح السياسات وأساليب العمل، حكومة غير متضخمة الهياكل والوزارات والمؤسسات، حكومة تؤدي خدماتها للناس كواجب ومسؤولية أمام الله، حكومة كفاءات وطنية”.
ووضع السيد الحوثي خارطة الطريق التي “يقوم أساس النجاح فيها على تعاون الشعب وتفهمه وحذره من مساعي الأعداء لإعاقة المشاريع البناءة”:
-إعادة تشكيل حكومة كفاءات، مشيراً إلى ان غياب الكفاءة في الحكومات السابقة كانت أساساً في خراب الدولة.
وقال: “غياب معيار الكفاءة بشكلٍ تام، من أكبر وظيفة ومن أكبر موقع في الدولة، إلى أصغر موقع، حتى في موقع الرئيس، ليس هناك لا في الدستور ولا في غيره ما يشترط مؤهلات في من يكون حتى في أهم المناصب في الدولة، هذا فتح الباب لكل من هب ودب، بإمكانه وفق اعتبارات معينة وأمور معينة أن يصل إلى موقع معين ثم يتصرف كما يشاء ويريد”.
-العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين
-التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار، ولن نقبل بالاستبداد، ولا بالتسلط الفردي، ولا الحزبي، ولا الفئوي
-السعي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بكل الوسائل المشروعة: في المفاوضات، إذا لم تنجح بالمفاوضات، في كل ما هو حقٌ لشعبنا من الوسائل المشروعة.
– استعادة الِلُّحْمَة الوطنية، وتحقيق الاستقلال التام والحريَّة.
– ابقاء الوضع الاقتصادي والهم المعيشي للشعب ضمن الأولويات.
– السعي لتحويل البلد إلى منتج، كما أصبح منتج عسكرياً، وقال “اليوم بلدنا ينتج أبرز الوسائل العسكرية، من المسدس، إلى الصاروخ، كيف لا يمكنه إنتاج بقية الأشياء؟!”.
– السعي لاعتماد سياسة تنمية الموارد؛ لتنمية الإيرادات، بدلاً من الاعتماد على الإيرادات دون موارد
وأوضح السيد الحوثي رداً على الهجمة المعروفة الدوافع، أن صنعاء ليس لديها مشكلة مع الجمهورية، بل تريدها جمهورية تجسد “الانتماء الايماني الأصيل للشعب اليمني وهويته وتطلعاته محققة له الحرية والاستقلال والعدالة والعيش الكريم”.
وأشار إلى ان من يعتبر هذا التوجه مشكلة ” فذلك إدانةً له هو؛ لأن هذا يوضِّح أنَّ لديه مفهوم سلبي عن الجمهورية، ويريد من الجميع أن يتجهوا وفق مفهومه السلبي والمتناقض مع ما ذكرنا، فلا داعي لهذا”.
وكان السيد الحوثي قد شدد في خطاب ذكرى 26 سبتمبر، على أن تقييم عمل الحكومة يجب ان يكون بالشكل الصحيح، بما يراعي الظروف القائمة. وقال “يجب أن نقيِّمها بشكل صحيح، مستوى الظروف لمؤسسات الدولة، والواقع الذي هي فيه، من محدودية الإيرادات، من ضغط العدوان ودماره الشامل، فلا يمكن أن نتوقَّع منها تقديم المستحيل”. مشدداً على أن “التماسك بحد ذاته في السنوات الماضية يمثِّل إنجازاً مهماً، التماسك لمؤسسات الدولة، ثم السعي نحو التعافي خطوة مهمة جدًّا”.
* المصدر: موقع الخنادق
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر