السياسية:

تحدث القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي قبل فترة وجيزة عن مهام جديدة وكلت الى القوات البحرية للحرس الثوري من اجل التواجد في البحار والمياه البعيدة، وربما يكون هذا أهم مهام توكل للحرس الثوري.

وقال اللواء سلامي في ذلك التصريح لـ (وكالة انباء فارس الدولية)، “ان القوات البحرية للحرس الثوري هي قوة كبيرة وقد اوكلت الينا اليوم مهام التواجد في المياه البعيدة”.

كلام اللواء سلامي جاء خلال اجتماع لقادة القوات البحرية للحرس الثوري في مدينة مشهد المقدسة، لكن السؤال المطروح هو عن الامكانيات المتوفرة لدى الحرس الثوري للتواجد في البحار البعيدة ؟ وما هي المعدات ؟

تأسست القوات البحرية للحرس الثوري في عام 1985 في خضم الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية، ولم يمض وقت طويل حتى اشتبكت هذه القوة الناشئة مع القوات الاميركية في الخليج الفارسي وكان عامي 1987 و1988 من اهم الفترات الزمنية التي عاشتها القوات البحرية للحرس الثوري حينما توترت الاوضاع في الخليج ودخلت القوات الاميركية في اشتباكات مباشرة مع الايرانيين ، ولم يكن العدو فقط الاميركيين بل ان النظام البعثي العفلقي العراقي ايضا كان يشن هجمات في الخليج ، وعلى سبيل المثال شنت القوات البحرية للحرس الثوري هجوما على مرفأي البكر والعمية العراقيين واجهزة الرادار ومنصات الصواريخ للواء البحري السابع العراقي ودمرتها.

كما تصدت القوات البحرية للحرس الثوري والجيش الايراني للهجمات العراقية على ناقلات النفط والتي عرفت باسم حرب الناقلات في تلك الفترة وكانت تهدف الى منع ايران من تصدير النفط.

ومع انتهاء الحرب العراقية الايرانية بدأ تطور القوات البحرية للحرس الثوري وزودت بزوارق سريعة متطورة وصواريخ كروز من طراز “دودة القز” ومنذ عام 1999 اوكلت الى هذه القوات مسؤولية الحفاظ على مضيق هرمز والخليج وانشأت 5 قواعد لها في هذه المنطقة.

وفي عام 2007 احتجزت بحرية الحرس الثوري زورقا بريطانيا على متنه 15 من الجنود البريطانيين تسللوا الى داخل المياه الايرانية ومن ثم تم الافراج عنهم بعدما اعترفوا بدخولهم غير القانوني للمياه الايرانية ، لكن تم احتجاز زورقهم وعتادهم.

وخلال العقدين الاخيرين تم تصميم وصنع كافة الاسلحة والمعدات التي تستخدمها القوات البحرية للحرس الثوري في داخل البلاد.

ومن أحدث انجازات القوات البحرية للحرس الثوري هناك سفينة الشهيد عبدالله رودكي التي تجوب المحيطات وهي كقاعدة بحرية عائمة تحمل المروحيات وانواع الزوارق السريعة والطائرات المسيرة وانظمة للدفاع الصاروخي مثل “الثالث من خرداد” وطبس وصواريخ كروز بحر- بحر ومنظومة رادار 2031 ومعدات واجهزة اخرى وبامكانها نقل المعدات والاسلحة، وليست هذه السفينة العملاقة الانجاز الوحيد للقوات البحرية للحرس الثوري بل هناك ايضا سفينة “الشهيد مهدوي” تم نشر صور عنها مؤخرا وهي مشابهة لسفينة “الشهيد مهدوي”.

وهناك ايضا سفينة “الشهيد ناظري” التي تعتبر من الانجازات الاخرى لبحرية الحرس الثوري وهي كقاعدة بحرية صغيرة تحمل مروحية على ظهرها وبامكانها نقل القوات الى مناطق بعيدة واداء دور هام في الاشتباكات البحرية. ونظرا لاهمية هذه الفئة من السفن الحربية تم بدء بناء سفينة “الشهيد سليماني” ايضا لتنضم فيما بعد لاسطول القوات البحرية للحرس الثوري.

اما سلاح المروحيات التابعة للقوات البحرية للحرس الثوري فهي من اهم اجزاء هذه القوات وهي تضم مروحيات ميل 17 وبيل 412 لنقل القوات من الساحل الى البحر وبالعكس .

وهناك ايضا سلاح الطائرات المسيرة في القوات البحرية للحرس الثوري وهو سلاح محلي الصنع بالكامل وقائم على المعرفة.

وتحمل القطع البحرية العائدة للقوات البحرية للحرس الثوري مثل سفينة الشهيد رودكي انواع مختلفة من هذه الطائرات المسيرة التي تزيد من قدرات القوات البحرية للحرس الثوري في مجال دوريات المراقبة البحرية.

وتعتبر منظومات الدفاع الصاروخي المحلية مثل منظومتي “الثالث من خرداد” أو “طبس” الباع الطويل للقوات البحرية للحرس الثوري في الدوريات البحرية في البحار البعيدة وهي منشورة على سفينتي الشهيد رودكي والشهيد سياوشي وهكذا يصبح بالامكان التصدي للاعداء وقمعهم.

ومهمة السفينة الحربية “الشهيد سياوشي” هي الاسناد وتوجيه النيران اثناء الاشتباك واحتدام المعارك حيث بامكان هذه السفينة توجيه نيران القوات الايرانية وهداية القصف نحو اهداف العدو.

ويجب اعتبار الصواريخ الباليستية والكروز ايضا من الاسلحة المتطورة في حروب البحر ، وتبلغ مدى الصواريخ البحرية للقوات الايرانية 300 كيلومتر وهي بمقدار عرض الخليج ومن هذه الصواريخ “خليج فارس” و “نور” و “قادر” و “قدير” و “نصر” وهي من افضل السفن الايرانية.

مدن الصواريخ في جوف الارض، هي ايضا من الاجزاء الهامة لاستراتيجية الدفاع الساحلي الايرانية وقد بنت ايران العديد من هذه المدن في جوف الارض على امتداد ساحل الخليج من نقطة الساحل حتى مسافة 70 كيلومترا من الساحل ، وهكذا طمانت القوات البحرية الايرانية بشأن قضية الدفاع الساحلي وبامكانها الان التفرغ للمهام الجديدة.

اما الزوارق السريعة هي ايضا من الاجزاء الهامة ضمن القوات البحرية للحرس الثوري وهي العمود الفقري لهذه القوات ولذلك عمدت القوات البحرية للحرس الثوري الى زيادة هذه الزوارق باعداد كبيرة في فترات عديدة وقد بلغت سرعة هذه الزوارق من 55 عقدة و75 عقدة و90 عقدة بحرية وستصل في المراحل القادمة ستصل الى 110 عقد بحرية.

متى تتجه القوات البحرية للحرس الثوري نحو تيسير دوريات في البحار البعيدة ؟

ان ما تم ذكره هو فقط جزء من اجزاء قوة بحرية الحرس الثوري التي استطاعت بسط سلطتها على الخليج ، ونظرا للاوامر الصادرة من سماحة قائد الثورة الاسلامية بضرورة تواجد القوات البحرية للحرس الثوري في المياه البعيدة وقرب التحاق سفينتي الشهيد سليماني والشهيد مهدوي بهذه القوات فلن تكون من الان وصاعدا القوات البحرية للجيش الايراني هي الوحيدة في مجال تيسير الدوريات البحرية بعيدة المدى بل ستكمل القوات البحرية للحرس الثوري هذه العمليات.

ونظرا للصور القليلة المنشورة والمسربة للسفينة المرفئية للقوات البحرية للحرس الثوري والتي تم التقاطها اثناء الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي قبل قرابة 6 اشهر لقاعدة الشهيد محلاتي البحرية يبدو ان هاتين السفينتين ستلتحقان بالقوات البحرية قريبا ومع التحاقمها من الممكن ان تبدا مهمة القوات البحرية للحرس الثوري بالذهاب الى البحار البعيدة.