السياسية – رصد:

 

تقترب الهدنة الأممية في اليمن -التي دخلت حيز التنفيذ مطلع أبريل الماضي ولمدة شهرين قابلة للتمديد- من نهايتها، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن مصير الهدنة وإمكانية تحولها إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن والشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عمليا منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في العام 2018. وفي ظل سياق الحديث عن الهدنة وفي وقت سابق قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، في مؤتمر صحفي عقده عن بعد مع الصحافة المعتمدة في مقر المنظمة الدولية” إن الهدنة التي لم يبق على انتهائها إلا أسبوعان، وما زالت متماسكة إلى حد كبير”.وأوضح “أنه على مدار الأسابيع الستة الماضية، انخفضت العمليات العسكرية ولم يكن هناك غارات جوية ولا هجمات عبر الحدود، كما أن عدد الضحايا من المدنيين انخفض بشكل كبير، وهذه الأجواء أدت إلى زيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما في ذلك مواقع على الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة”.

السفير اليمني في دمشق.. “الهدنة” تمر بلحظاتها الأخيرة وتواجه تحديات كبيرة

يعلم الجميع أن الهدنة في اليمن شارفت على الانتهاء، وفي ظل جهود أممية لتمديدها، هل تنجح تلك المساعي في تجديدها لفترة أخرى؟ وماهي التحديات التي قد تعيق ذلك؟ في هذا السياق نرى الكثير من التصريحات حول ما بعد الهدنة وحتى اذا تم تمديدها هل ستلتزم قوى التحالف السعودي ببنودها أم لا ؟ وهل ستتحمل الامم المتحدة مسؤوليتها في مراقبة سير تنفيذ الهدنة؟

مع قرب انتهاء الهدنة المعلنة في اليمن قال  السفير اليمني في دمشق عبد الله علي صبري إن “وقف إطلاق النار على وشك الانتهاء وأن وأيدي القوات المسلحة في اليمن على الزناد”، مؤكدا التزام القوات اليمنية بوقف إطلاق النار إذا التزم تحالف العدوان السعودي به. من جهة أخرى أكد السفير اليمني في سوريا “عبد الله علي صبري”، أن “احتفال لبنان بالمقاومة والتحرير” هو عيد كل الأحرار في هذا العالم. وفي حديثه على هامش احتفال اقيم في السفارة اليمنية في دمشق بمناسبة العيد الوطني والوحدة اليمنية ، أضاف صبري إن حزب الله والمقاومة اللبنانية ألحقوا هزيمة قاسية بجيش الاحتلال الذي أعلن أنه لا يقهر. وفي السياق نفسه تابع: “نحيي المقاومة الإسلامية اللبنانية وأمينها العام السيد حسن نصرالله الذين ابتكروا أروع الملاحم البطولية”.

من جهةٍ أخرى تحدث السفير اليمني في سوريا عن التطورات في بلاده: وقال “نحن نناضل من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وهي معركة لن تكتمل إلا بتعزيز الوحدة في اليمن وترسيخها”.وفي إشارة إلى وقف إطلاق النار الأممي في اليمن”الهدنة”، أضاف صبري: “إن وقف إطلاق النار يمر بلحظاته الأخيرة ويواجه تحديات كبيرة، لكن الفرصة لا تزال قائمة، وإذا التزم التحالف المعتدي بكل بنود وقف إطلاق النار ورفض خرقه، لضمان استمراريتها، نلتزم بها أيضًا، وإلا فإن أيدينا على الزناد وأقيم الحفل في منزل السفير اليمني بدمشق وحضره عدد كبير من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، من بينهم السفير الإيراني في سوريا “مهدي سبحاني” وشخصيات سياسية سورية وفلسطينية بارزة، ووزير الدفاع السوري عماد علي محمود عباس.

اجتماعان عسكريان في صنعاء وعدن مع اقتراب انتهاء الهدنة

شهدت صنعاء وعدن اجتماعات عسكرية بالتزامن مع اقتراب انتهاء مدة الهدنة، فيما يعتبر المراقبون ذلك إشارة ضمنية على الاستعداد من الطرفين لاستئناف المعارك مجدداً في اليمن، حيث شهدت صنعاء اجتماعا للقادة العسكرين، فخلال اجتماع رئيس المجلس السياسي الأعلى “مهدي المشاط”، مع وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن بحكومة الإنقاذ الوطني، تم التأكيد على الاستعداد للمواجهة العسكرية، في حالة عدم التزام قوات التحالف بالهدنة الأممية والتي شارفت على الانتهاء.وجرى خلال اللقاء مناقشة المواضيع المتعلقة بالشأن العسكري والأمني، إضافة إلى مسار الهدنة الحالية وشدد الاجتماع، على ضرورة التزام التحالف بما تضمنته الهدنة وتنفيذ كل بنودها بما يؤدي إلى المزيد من المعالجات الإنسانية والاقتصادية.

من جهةٍ أخرى وفي وقت سابق، أكد مجلس ما يسمي “مجلس القيادة الرئاسي”، التابع لقوات التحالف حسب ادعائه انه “ملتزم بضبط النفس لما يخدم استمرار الهدنة الأممية، وتخفيف المعاناة الإنسانية جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ سبع سنوات”جاء ذلك خلال اجتماع “مجلس القيادة الرئاسي”، التابع للتحالف برئاسة رشاد محمد العليمي للاطلاع على تقارير بشأن الوضع العسكري والاقتصادي.

في الختام يبدو أن الانفراجات للوضع في اليمن والتحول نحو الحلول السياسة التي أمل الكثير بحصولها لإيقاف الحرب في اليمن ضئيلة بسبب التجاوزات السعودية وعدم التزامها بالهدنة المعلنة وما لا يخفى على أحد أن السعودية لا تلتزم أبدا بالاتفاقات التي توقع عليها، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، وكأن السعودية التي تلقت الهزائم المتتالية لم تيأس، ويمكن القول إن نجاح تمديد الهدنة الاخيرة يعتمد بشكل أساسي على مدى التزام السعودية ببنود الهدنة المعلنة. فالايام القادمة مهمة جداً اما أن تعود السعودية وتلتزم باتفاقيتها لحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه وإما أن تكون على موعد مع عمليات كبيرة في العمق السعودي.

المصدر : الوقت التحليلي