المشاط: لسنا ضد تمديد الهدنة.. ولكن ضد استمرار معاناة الشعب اليمني
السياسية- رصد:
قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشّاط، أمس الأحد، إنّ “الاحتفاء بعيد الوحدة اليمنية يعني أنّ كل مؤامرات الخارج لتجزئة اليمن وتفتيته ستبوء بالفشل”.
وفي كلمة له في الذكرى الـ 32 لعيد الوحدة اليمنية، أضاف المشاط أنّ الاحتفاء بهذا العيد “لا يلغي الحقائق القاسية والأطماع الخارجية التي صنعتها وراكمتها آفة التبعية والارتهان على مدى عقود”، مشيراً إلى أنّ “ثقتنا مطلقة بفشل كل رهانات الأعداء، والمعركة ما تزال طويلة لأن دول العدوان بقيادة أميركا يتأبطون الشر ضد بلادنا”.
وتابع: “دول العدوان وداعموها عمدوا إلى تشكيل مجلس العار خارج الإرادة اليمنية وفي عواصم تقتل وتحاصر الشعب اليمني”، وأردف: “يكفي المجتمع الدولي خزياً أنه سارع إلى دعم أدوات العدوان التي نبذها الشعب كبضاعة خارجية رديئة ملؤها الفساد”.
ولفت المشاط إلى أنّ “خطر الخارج يستفحل على نحو أكبر بتدخلاته العدوانية السافرة وقيادته المباشرة والعلنية لأدواته الفاسدة”، موضحاً أنّ “الوحدة لم تكن يوماً من صنع أشخاص أو أحزاب، بل كانت وستبقى صناعة شعب يستعصي على الانكسار واستحقاق وطنٍ لا يقبل التجزئة”.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن إلى أنّ “مناهضة العدوان هي الخيار الوحيد والمتاح لحفظ ما يمكن حفظه من احترام الذات، وصون ما يمكن صونه من حقوق ومصالح الشعب في أمنه واستقلاله”.
وتابع المشاط: “ما يجري في المناطق المحتلة هو تأكيد إضافي لقبح مشاريع الارتهان والتبعية، مثلما هو دليل أيضاً على عظمة مشروع التحرر والاستقلال”، وحثّ “كل العلماء والمثقفين والكتّاب والإعلاميين على إبراز معاني الوحدة كمتطلب من متطلبات عزة اليمن ودوره ومكانته ومستقبل أجياله”.
المواطن لم يلمس فارقاً محرزاً بين الهدنة وعدم الهدنة
وفي ما يخصّ الهدنة في اليمن، أكد المشاط أنّ “تحالف العدوان ومرتزقته ارتكبوا آلاف الخروقات منذ دخول الهدنة حيّز النفاذ، بينها أكثر من 35 زحفاً عسكرياً”، مشيراً إلى أن “من بين الخروق أكثر من ألفي عملية قصف صاروخي ومدفعي للعدوان، بينها 13 غارة جوية”.
وأوضح أنّ “تحالف العدوان أعاق تسيير الرحلات إلى وجهاتها المحددة، باستثناء رحلتين فقط، وعرقل حركة السفن بطريقة سلسة”، مضيفاً: “لسنا ضد تمديد الهدنة، ولكن ما ليس ممكناً هو القبول بأي هدنة تستمر فيها معاناة شعبنا”.
ولفت المشاط إلى أنّ “المواطن لم يلمس فارقاً محرزاً بين الهدنة وعدم الهدنة التي لم تكن مشجعة بما يكفي”، مردفاً أنّ “صمود الهدنة يعود إلى المستوى العالي من الصبر وضبط النفس الذي تحلّت به صنعاء”.
ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن إلى “تعاون حقيقي ومشجّع يُفضي إلى تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة”، وتابع: “لا بد من مناقشة المزيد من الحلول الإنسانية والاقتصادية كأولوية صارمة تستدعيها ضرورة التخفيف من معاناة الشعب اليمني المحاصر”.
وأكد المشاط الحرص “على السلام الحقيقي والدائم الذي يرتكز على مطالب إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وإعادة الإعمار ومعالجة آثار الحرب العدوانية”، مرحّباً “بكل الجهود الخيّرة التي تصبّ في السلام الحقيقي، وندرك أن عملية السلام تحتاج إلى تدرّج ومسارات عمل متعددة”.
وأضاف: “نعيد كل أسباب إطالة أمد الحرب إلى تصورات تحالف العدوان الخاطئة، وإلى الموقف الدولي المنحاز لدول العدوان”، مبدياً أسفه “إزاء التعاطي الصادم والمخيّب للآمال الذي انتهجه تحالف العدوان مع الالتزامات التي نصّت عليها بنود الهدنة”.
وأعلن المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، الأربعاء الفائت، أنّ طلب تمديد الهدنة وضع قيد الدراسة، وفقاً لتقييم المرحلة الحالية للهدنة التي ستنتهي في الثاني من حزيران/ يونيو المقبل، ملمّحاً في الوقت نفسه إلى “رصد عمليات تدريب لقوات التحالف”، وسط الهدنة المعلنة.
ودخلت الهدنة الإنسانية والعسكرية برعاية الأمم المتحدة، ومدتها شهران، حيّز التنفيذ في الـ 2 من نيسان/ أبريل الماضي، وتنتهي في الـ 2 من حزيران/ يونيو 2022 المقبل، مع وجود إمكانية لتمديدها.
- المصدر: الميادين نت
- المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع