السياسية :

بارك مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الانتصارات المتتالية التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية والأحرار من أبناء القبائل في كافة الجبهات ومأرب بصورة خاصة.

وحيا المجلس، البطولات الأسطورية للجيش واللجان الشعبية والأحرار في جبهات الكرامة والعزة والشرف، والتضحيات الجسيمة التي يقدمونها على مدى السنوات الماضية وحتى اللحظة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الباغي وأذنابه ومرتزقته وصنيعته من العناصر القاعدية والداعشية.

ونوه بالروح المعنوية والقتالية العالية لأبطال الوطن الذي يخوضون هذه المعارك بإمكانيات تسليحية لا تقارن مع ما لدى المعتدين وأتباعهم وعملائهم من قدرات تسليحية متطورة وغطاء جوي ودعم لوجستي .. مشيرا إلى أنهم بالرغم من كل ذلك يصنعون الفارق في جميع الجبهات ذودا عن الوطن وكرامة أبنائهم وصون حاضرهم ومستقبلهم من التبعية والارتهان.

وجدد التأكيد أن الحكومة ستظل على عهدها الذي التزمت به في برنامجها العام المقر من قبل مجلس النواب، في إسناد ودعم الجبهات وتعزيز مقومات صمود رجالها في مختلف الجوانب اللوجستية والتموينية.

كما حيا مجلس الوزراء، الإسناد الشعبي المتواصل للجبهات حتى اللحظة، والذي يؤكد أن المعركة الراهنة ضد العدوان ومرتزقته هي معركة كل أبناء الوطن الأحرار الذين يدركون أبعاد العدوان وما يضمره من شر لجميع اليمنيين دون تفريق بين فصيل وآخر أو فئة وأخرى.

وبين أن الوقائع على الأرض وجرائم الحرب المرتكبة من قبل المعتدين خلال السنوات السبع تشير بجلاء إلى أن الجميع في دائرة الاستهداف وأن الغاية الأساسية من هذا العدوان هي تدمير اليمن كل اليمن لتسهيل سيطرتهم عليه ونهب ثرواته واستغلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي على الخارطة العالمية.. موضحا أن المشروع الوطني المقاوم الذي يقوده قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أفشل المخططات الكبرى والصيغ الشيطانية لهذا العدوان الإجرامي الغاشم ومشاريعه لتمزيق الوطن اليمني الكبير إلى غير رجعه.

واستمع المجلس إلى إحاطة موجزة من رئيس الوزراء، حول لقاء قائد الثورة، مؤخرا مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية من محافظات البيضاء وشبوة ومأرب، وأبرز القضايا التي تم طرحها من قبلهم حول أوضاع مناطقهم وأبرز احتياجات مواطنيها، وتعقيبه على مختلف القضايا المثارة.

واستعرض، توجيهات قائد الثورة، للحكومة القاضية بالعمل على دراسة مختلف الاحتياجات والعمل على تلبيتها وفقا لخطة شاملة تركز على الأولويات بما يخدم المصلحة العامة لأبناء تلك المحافظات والمناطق المحررة مؤخرا.

ولفت إلى الروح الإيجابية العالية التي سادت اللقاء بجوانبها الوطنية والإنسانية والأخلاقية، التي جسدت حرص قائد الثورة، على وحدة الصف وتعزيز اللحمة الوطنية وتسخير جهد أبناء الوطن كافة لمواجهة عدوهم الحقيقي الذي يستهدف حاضرهم ومستقبل وطنهم وأمنه واستقراره.

وقد ناقش الاجتماع، على ضوء إحاطة رئيس الوزراء، طبيعة الاحتياجات التنموية والخدمية الأساسية الملحة لمحافظات البيضاء وشبوة ومأرب، والمسئولية الواقعة على مختلف الوزارات والجهات الحكومية لترجمة توجيهات قائد الثورة، للحكومة بشأن دراسة تلك الاحتياجات والعمل على وضع التدابير العملية الكفيلة بالحد من معاناة المواطنين وخاصة في جوانب الأمن والمياه والبيئة والكهرباء والصحة العامة والسكان والزراعة والري والقضاء والتعليم.

وأكد أن الحكومة ستولي عناية خاصة لمحافظة البيضاء والمديريات المحررة في محافظتي شبوة ومأرب، في خططها ومشاريعها المقبلة.

ووجه كافة الوزارات والجهات المعنية وذات العلاقة بالنزول الميداني إلى البيضاء والمديريات المحررة للاطلاع على أوضاعها وتحديد احتياجاتها الأساسية مع التأكيد على التنسيق المسبق بين مختلف الوزارات الخدمية في عملية النزول الميداني، ورفع التقارير عن طبيعة الاحتياجات وأولوياتها بصورة مشتركة لما فيه تسريع وتسهيل عملية تنفيذ المعالجات وتوفير الاحتياجات للمواطنين الذين عانوا كثيرا من ممارسات المحتلين ومرتزقتهم وعناصرهم الإرهابية.

وعبر المجلس، عن تقديره لمختلف الوزارات التي بادرت بالنزول الميداني إلى البيضاء والمديريات التي تم تحريرها في شبوة ومأرب.

وكان المجلس قد استمع إلى عرض شامل من نائب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان، عن المستجدات الأخيرة في مسرح العمليات العسكرية في مختلف الجبهات بصورة عامة وجبهة مأرب بصورة خاصة، فضلا عن الأوضاع الأمنية وتطوراتها وسير تنفيذ الخطط الأمنية لترسيخ الأمن والاستقرار في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة .

ونوه التقرير بالانتصارات الباهرة ذات الطابع الاستراتيجي في مسار معركة الوطن ضد تحالف العدوان وعملائه ومرتزقته التي يصنعها فرسان اليمن الميامين رجال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار وتحديدا في محافظة مأرب .. مؤكدا أن هذه المعركة تسير وفقا للخطط العسكرية المقرة على طريق تحرير كافة المناطق المتبقية من مأرب وحاضرتها.

وأشار إلى أن المشروع الوطني المقاوم ماض في نهجه التحرري لتحرير كافة الأراضي اليمنية وتطهيرها من رجس المحتل السعودي الإماراتي وعملائه ومرتزقته الذين عاثوا فسادا في اليمن وتسببوا ولا زالوا في الآلام والمعاناة الكبيرة للمواطنين في المحافظات والمناطق المحتلة خاصة الانفلات الأمني وانعدام الخدمات الأساسية.

وأوضح العرض الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لتجذير الأمن والاستقرار وصون سكينة المجتمع وامنه واستقراره .. منوها بالنجاحات التي يتم تحقيقها في سياق مكافحة الجريمة والأنشطة الإرهابية والتصدي لمخططات العدوان التي تستهدف الأمن الداخلي وإفشالها .. مشيرا إلى سير تنفيذ المرحلة الثالثة من الخطة الأمنية في أمانة العاصمة ونتائجها الإيجابية، بخلاف النجاحات المحققة في إطار تنفيذ الخطة المرورية في الأمانة والمحافظات وتأثيرها في معالجة مشكلة الاختناقات المرورية.

وأشاد المجلس بالأداء الأمني لوزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها، وآلية تنفيذها للخطط الأمنية ومنها المرحلة الثالثة الجاري تنفيذها حاليا، والجهود المبذولة من قبلها خلال هذه الفترة الاستثنائية ونجاحها الباهر في تثبيت الأمن والاستقرار وصون الممتلكات العامة والخاصة والتصدي الحاسم للجريمة بمختلف أنواعها ومستوياتها.

واثنى على الانضباط المروري والمعالجات التي اتخذتها إدارة المرور لمعالجة مشكلة الاختناقات في الشوارع الرئيسية والفرعية، وحث المجتمع على الإسهام في إنجاح الحملات المرورية التي تحمل أبعادا أمنية تصب بدرجة أساسية في صالح المواطنين وسلامتهم وسكينتهم.

ووقف مجلس الوزراء، على التحديات المتصلة بالأمن الغذائي للشعب اليمني، والآليات الكفيلة بإحداث نهضة زراعية حقيقية تلبي الطموحات في تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، في ظل بروز الكثير من المؤشرات التي تؤكد أن الحرب المقبلة عالميا ستكون على الغذاء.

واستمع المجلس في هذا الجانب إلى تقرير من وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، حول الجهود العلمية والميدانية للوزارة والجهات التابعة لها في إنتاج البذور المحسنة ذات الإنتاجية العالية، والسير بخطوات متتابعة لترجمة توجيهات قائد الثورة بشأن الاهتمام بالزراعة والتطوير المستمر لهذا النشاط المتصل مباشرة بالأمن الغذائي والعمل على تشجيع أبناء الريف للعودة إلى فلاحة الأرض والتوسع في زراعتها في ظل التنوع المناخي الفريد الذي حباه المولى سبحانه وتعالى لليمن والذي يتيح زراعة معظم المحاصيل الزراعية على مدار العام.

وأقر المجلس، تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة، أن تكون خطة الحكومة للعام المقبل 2022م، خطة زراعية وأن يكون عاما لتدشين النهضة الزراعية، توظف خلاله الإمكانيات المتاحة لدعم القطاع الزراعي من كافة الجوانب وتشجيع المزارعين وتحفيزهم على التوسع في زراعة مختلف المحاصيل الزراعية وإعانتهم على استصلاح الأراضي وزراعتها بما يخدم الأمن القومي الغذائي.

وكلف المجلس وزارة الزراعة والري والجهات الأخرى ذات العلاقة، بإعداد تصور علمي متكامل حول الخطوط الرئيسة للخطة ورفعها إلى المجلس للمناقشة واعتماد الاتجاهات العامة لصياغة خطة الحكومة للعام المقبل على ضوئها.

(سبأ)