السياسية : امل باحكيم

للقراءة أهمية كبرى لا يُمكن تجاوزها فالقراءة غذاء وعلاج للعقل وللروح في آن واحد بل هي أساس الحرية الفكرية والسياسية والثقافية، لأنه يستحيل بناء مُواطِن حر من دون تمكينه من القراءة وسُبل الوصول إلى المَعرفة والعِلم بطريقتيه “الكتب الورقية او الكرتونية”.

فلقد اثرت وسائل التواصل الاجتماعي وتربية واقتصاد المجتمع على ثقافة الفرد فأصبح عدد القراء قليل جدا.

كيف اثرت وسائل التواصل الحديثة على قراءة الكتب؟

الوقت اليومي للاطلاع:أن وسائل التواصل الاجتماعي “سرقت القارئ من القراءة”، واستحوذت على الوقت الذي كان مخصصا للاطلاع اليومي, فلم يعد لدى الغالبية القدرة على القراءة أو قضاء وقت كبير في الاطلاع على معلومات في الكتب أو الصحف الورقية”.

القدوة والشهرة: التأثر الكبير بمواقع التواصل واتخاد الشباب كثير من المشاهير كقدوة لهم ويطمحون إلى الشهرة مثلهم.

الحصول على مصادر أخرى: هناك مصادر أخرى للحصول على الخبرة سواء عن طريق الفيديوهات أو غير ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

الكتب الإلكترونية: أن الجيل الجديد يفضّل استخدام الوسائل الحديثة للقراءة كالكتب الإلكترونية والمواقع الخبرية والتعليمية.

التطور التكنولوجي: أصبح بمكان القارئ البحث عن موضوع معين وبمختلف وسائل التواصل اجاد معلومات كثيرة وقيمة.

التعليم: تساعد التكنولوجيا الحديثة الطلاب على البحوثات العلمية والمزيد من المعلومات في مجال تخصصهم.

ما أهمية ومميزات القراءة اليومية:-

التحفيز العقلي: أظهرت الدراسات أن الاستمرار في التحفيز الذهني يوميا يمنعه من فقدان الذاكرة أو الخرف أو الإصابة بمرض الزهايمر حيث يتطلب الدماغ التمرين لإبقائه قوياً وصحياً.

الحد من الجهد: تخفف القراءة من الجهد والضغط النفسي مما يجعل التوترات يتلاشى تدرجيا وتسمح لك بالاسترخاء.

المعرفة: كلما زادت معرفتك، كنت أفضل تجهيزاً لمواجهة أي تحد قد تواجهه في المستقبل.

التوسع في المفردات: كلما قرأت أكثر، اكتشفت المزيد من الكلمات ويساعدك في ان تكون مرتبا في حديثك وواثقا من نفسك ويساعدك في حياتك المهنية والعلمية.

تعلم لغات جديدة: تعد قراءة الكتب أمراً حيوياً أيضاً لتعلم لغات جديدة، حيث يكتسب المتحدثون غير الناطقين بها فرصة التعرف على الكلمات المستخدمة في السياق، مما سيحسن طلاقة التحدث والكتابة لديهم.

تحسين الذاكرة: عن طريق تذكر مجموعة من الشخصيات ومختلف السياقات والحبكات في كل قصة يفيد الذاكرة بشكل كبير، ويساعدها على تقوية الأعصاب، ما يساعد في استعادة الذاكرة قصيرة المدى وكذلك استقرار الحالة المزاجية.

مهارات التفكير التحليلي: بعض الكتب والروايات الغامضة والتي تحتاج الى حل الغز تمكنت من استخدام التفكير النقدي والتحليلي.

تحسين التركيز: عند قراءة كتاب والانغماس في كل التفاصيل الدقيقة وتركيز انتباهك يساعدك في التركيز أكثر طوال اليوم.

الهدوء والاسترخاء: يمكن أن تؤدي قراءة بعض الكتب أو النصوص إلى خفض ضغط الدم وإحداث سلاماً داخلياً وطمأنينة هائلة واسترخاء، ووجدت دراسة حديثة أن مجرد 6 دقائق من القراءة تؤدي الى التقليل من توتر العضلات وتبطئ من معدل ضربات القلب وتخفضت مستويات التوتر بنسبة 68%.

ماهي فوائد القراءة؟

حفظ التاريخ: وتشمل كتب الأوائل من العلماء والمؤرخين واللغويّين الذين لم نعاصرهم وما وضعوه في هذه الكتب من خلاصة علمهم وفهمهم وتجاربهم.

بنكٌ للكلمات: الكتاب يمدّ القارئ بكمّيّة هائلة من الكلمات والمصطلحات فكلّما قرأ الشخص كتب أكثر حصل على مصطلحات وتعابير وجمل جديدة.

عالم من الأفكار: ستعرض له الكتب المختلفة الكثير من الافكار المتناقضة وسيرتفع وعيه بالعالم المحيط به وسيرى الأمور بوجهات نظر مختلفة، وسيقرّر الجانب الفكري الذي يتبنّا فيما قد يُغيّر الكتاب من نظرة الإنسان إلى بعض الأمور بشكل إيجابي.

مُحَّفِز للخيال: يُعدّ الكتاب مُحفزاً لخيال الفرد من خلال ما يقرأه القارئ من جمل ستتشكل في دماغه كصور حيّة في النهاية لا ككلمات، فيقوى جانب الخيال ويحول الكلام الى خيال.

أداة المعرفة والثقافة: يحصل القارئ على ما يجهله لتعلم العلوم على اختلافها، بالكتب تستطيع تعلّم كل شيءٍ عن مكان ما أو عن علوم الطبيعة، والبيولوجيا …الخ فالكتاب خير وسيلة لتنمية ثقافة الإنسان وزيادة وعيه بالأمور من حوله.

معرفة المشاهير: يستطيع القارئ لقاء من يرغب من شخصيات في شتى العلوم من شتى الأماكن والأزمنة، فيتعرف إلى حياتهم الشخصية وأبرز ما تبنوه من أفكار، وما جرى على لسانهم من أقوال، وأهم ما قاموا به من إنجازات من خلال الكتب.

دليل الثقافات المختلفة: سيجد القارئ في الكتب تفاصيل ثقافات دول مختلفة، بواسطة الوصف أو الصور والرسومات المرفقة والتي تدعم الرؤية الواضحة لأقوام ربما لن يستطيع رؤيتهم في أي مكان آخر.

سبيل للتعاطف وجمع التأييد: تمتصّ بعض الكتب كالروايات مثلاً، أو حتّى الكتب الفلسفيّة والتوثيقيّة والتأريخيّة من القارئ قدرته على الرفض، وتجعله يقتنع بوجهة نظر كاتبها، كما تستطيع الكتب منح الفرد القوة ليستمر، فكتب تعزيز الذات، والثقة بالنفس تعتبر هدفاً لكل من يشعر بصعوبة الحياة والاستمرار فيها.

موجّه سلوكيّ أخلاقيّ: بالكتب تعزّز القيم الجّيدة، وتُنبذ القيم السيئة، فالكتاب هو المعلّم الأوّل للأطفال والكبار عن قيم الاخلاق.

حياة أخرى: بالكتب سيتعرّف القارئ على تجارب الآخرين، فيتعلّم منها ما لم يتعرّض له في الحياة الواقعية، فهي بديل جيّد لتلقّي الدروس، وهي وسيلة يتّقي القارئ من خلالها التجارب الفاشلة، فهي تعلّمه حلّ المشاكل بنفسه عند المرور بها بعد ذلك

 أفضل صديق: مع مرور الوقت سيجد القارئ أنّ الكتاب أفضل صديق قادر على ان يصاحبه في كل مكان وزمان.

لماذا الانترنت أفضل من الكتاب؟

لقد أصبحت الشبكة العنكبوتية مطلوبة في العصر الحديث أكثر من الكتب الورقية حيث فتحت افاق واسعة للقارئ وأتاحت لهم أدوات متعدّدة سهلة كي يحصلوا على المعلومة التي يريدونها بأسرع وقتٍ، وأقل جهدٍ ممكن، واتاحت تبادل المعلومات والرّسائل التي تحوي العلوم والمَعارف والأخبار المختلفة ممّا أحدث تغييرًا في أنماط القراءة والمتابعة عند النّاس، وهنا بعض الأسباب في استخدام النت ووسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الكتب الورقية: –

  • تنزيل التطبيقات المختلفة
  • عدم الكلفة المادية
  • تبادل المعلومات والرّسائل التي تحوي العلوم والمَعارف والأخبار المختلفة
  • ضيق الوقت خلال العمل وعدم تمكنها من الذهاب للمكتبات وشراء الكتب باستمرار” توفير الوقت والجهد”
  • عدم توفر بعض الترجمات لبعض الكتب
  • حفظ الملاحظات على الصفحة التي تريدها مباشرة
  • معرفة آراء القراء
  • الحجر الصحي ساهم في انتشار الفيديوهات الطريفة التي تصور كيفية قضاء أوقاتهم في الحجر.
  • التعليم عن بعد
  • استغلال البعض للإنترنت في البحث العلمي وآخرين للتسلية والترفيه
  • عدم ابتكار وسائل للترويج للكتاب الإلكتروني، إضافة إلى عدم تخصيص مساحة للكتاب في الفضاءات العامة”.
  • سهولة وسرعة الوصول إلى الشبكة العنكبوتية
  • الكتاب الإلكتروني أرخص من الكتاب الورقي، وأحيانا يكون مجانيا
  • أصبحت وسائل التقنية الحديثة تضم الملايين من الكتب”.

ما أسباب ظاهرة عزوف الشباب عن القراءة بشكل عام في العصر الحديث؟

  • غياب الوعي بأهمية وضرورة القراءة وأثرها على الفرد والمجتمع.
  • كثرة الملهيات وتوفرها في أيدي الشباب من نت، وأفلام، وألعاب الفيديو
  • عدم تكليف الأساتذة والمدرسين تلامذتهم بكتابة البحوث وحثهم لزيارة المكتبات.
  • الإقبال على الأقراص المدمجة والانترنت
  • الكتب المعروضة في الأسواق سطحية المضمون أو تتناول مسائل نظرية بعيدة عن الواقع أو لا تلبي حاجات المجتمع ومشاكله.
  • عدم وجود الحماسة في طلب العلم والبعد عن الأجواء العلمية
  • سرعة الملل وقلة المثابرة وعدم التوازن
  • الاهتمام بأعمال وامور أخرى
  • غلاء أسعار الكتب أو قصور دخل الشباب
  • الوهم الخاطئ للشباب ” ماذا استفيد من القراءة؟”

  • أسباب إدارية: وتكمن في عدم تنظيم وقته، ولا يعرف أولوياته، ولا يرتب أدوار حياته، وعدم التدرج في تناول الكتاب، وعدم معرفة المنهج الصحيح للقراءة والاسلوب للكتاب المقروء الذي ينبع منه عدم الفهم وبالتالي سبب للنفور من القراءة.
  • عدم غرس حب القراءة للطفل والاكتفاء بتفوق في الدراسة
  • عدم وجود أماكن خاصة للقراءة

اصبح اغلب شباب اليوم غير مثقفين وذلك لبعدهم عن القراءة سوء عن طريق الانترنت ووسائل التواصل او عن طريق الكتب كما ساهمت الحروب وانهيار الاقتصاد العالمي في تفاقم المشكلة اكثر واكثر, فأصبحت الظروف المعيشية والنفسية تزيد بعدنا عن القراءة ولو بصفحة واحدة يوميا.