يقول عمدة لندن صادق خان إنه لا يمكن الاستخفاف بالتهديدات التي تشكلها الملوثات الجوية

سابرينا جونسون

كشف تقرير صحي صدرت نتائجه أخيراً أن التعرض المسبق لتلوث الهواء، ربما يتهدد مريض “كوفيد- 19” بالحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفى.

فقد وجد باحثون في “إمبريال كوليدج لندن”Imperial College London  علاقة بين تعرض الناس للهواء الملوث من جهة، ومدى سوء المضاعفات التي سيكابدونها إذا أصيبوا بـ”كوفيد- 19″، من جهة أخرى.

في التقرير، الذي صدر بتكليف من صادق خان، عمدة لندن، وأشرفت عليه “مجموعة البحوث البيئية” في “إمبريال كوليدج”، أجرى العلماء تقييماً لدراسات عدة من مختلف أنحاء العالم.

وجد العلماء أن التعرض لتلوث الهواء قبل نشوء الجائحة لم يفاقم فقط خطر حاجة المرء إلى المستشفى في حال أصيب بالفيروس، بل زاد أيضاً احتمال تعرضه للمرض في الأساس.

النتائج التي استُخلصت من بضع الدراسات، وجدت أن الحيوانات التي استنشقت ملوثات ارتفعت في رئتيها كمية البروتين التي ارتبط بها فيروس كورونا. كذلك تستند الدراسات إلى أدلة متنامية تربط بين تلوث الهواء وأمراض القلب والرئة، والتي يرجح أن تزداد حالة المصابين بها سوءاً إذا التقطوا عدوى “كوفيد- 19”.

قال عمدة لندن، صادق خان، إن تلك المراجعة “توضح بصورة جلية” أنه لا بد من التصدي لتلوث الهواء من أجل مساعدة المجتمعات في بناء قدرتها على الصمود أمام “كوفيد- 19”.

وزاد في هذا الصدد، “نعلم أصلاً أن تلوث الهواء مرتبط باعتلالات صحية من شأنها أن تؤدي إلى تحولات في حياة المرضى، من قبيل السرطان وأمراض الرئة والربو. ولكن حتى الآن قللت الدراسات السابقة من أهمية الدور الذي يؤديه تلوث الهواء في الأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية، و”كوفيد- 19″ أخيراً”.

توضح المراجعة الجديدة التي قادها باحثون من “إمبريال كوليدج” أن العمل على وضع حد لتلوث الهواء جزء مهم جداً من بناء قدرتنا على الصمود في مواجهة “كوفيد- 19” والالتهابات الأخرى المشابهة له. القرارات التي نتخذها الآن بغية التصدي لتلوث الهواء تمثل مسألة حياة أو موت فعلاً”، على ما جاء في كلمات خان.

كذلك ذكر عمدة لندن أنه “لا يمكننا أن نغض الطرف عن الأدلة الواضحة على المخاطر التي يطرحها تلوث الهواء بالسموم. لذا، تعهدت بتوسعة “منطقة الانبعاثات المنخفضة جداً” (في لندن) الشهر المقبل، وسأستمر في اتخاذ إجراءات جريئة ضرورية لاستئصال التلوث من مدينتنا”.

معلوم أن تلوث الهواء و”كوفيد- 19″ يفاقمان أوجه عدم المساواة الموجودة أصلاً في المجتمع.

في المملكة المتحدة، أظهر بحث سابق أن الأشخاص المعرضين لأسوأ تلوث هوائي في العاصمة من المرجح أن يكونوا من سكان لندن المحرومين الذين ينتمون إلى الفئات الاجتماعية المنخفضة الدخل.

كذلك يرجح أن غالبية سكان المناطق التي تشوبها مستويات عالية من التلوث يتحدرون من مجتمعات السود والآسيويين والأقليات الإثنية.

وتذكيراً، وجدت دراسات عدة أيضاً أن سكان المملكة المتحدة من العرق الأسود والآسيويين والآتين من أقليات إثنية يتأثرون أكثر بـ”كوفيد- 19″ مقارنة مع غيرهم.

بدوره، رحب البروفيسور بول بلانت، نائب مدير “هيئة الصحة العامة في إنجلترا” بلندن، بنتائج المراجعة. وقال إن “نوعية الهواء السيئة تترك تأثيرها بشكل خاص في الأشخاص الأكثر عرضة لمكابدة أضرار في الجهاز التنفسي، من بينهم المصابون بأمراض القلب والرئة والأطفال والمسنون، فضلاً عن أنها تفاقم التفاوتات في مجال الصحة.

بناء عليه، يعتبر “تغيير جودة الهواء إلى الأفضل”، وفق البروفيسور بلانت، “أمراً ضرورياً للحد من التبعات الصحية السيئة لتلوث الهواء في مختلف أنحاء لندن، وسيساعد الناس على العيش حياة أطول وأكثر صحة بعد زوال الجائحة.”