“الإرباك الليلي” في غزة.. كابوس يُقض مضاجع الكيان المحتل ومستوطنيه
السياسية : مرزاح العسل
رداً على الاعتداءات المتواصلة من قبل الكيان الصهيوني المحتل.. تتواصل فعاليات الإرباك الليلي متنقلة من مكان إلى آخر، وتتجدد هذه الفعاليات، حتى يومنا هذا، في قطاع غزة، وعلى الحدود مع الأراضي المحتلة، لتقض مضاجع الكيان المحتل وقطعانه من المستوطنين الصهاينة، كما تتواصل الفعاليات المثيلة لها في بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
فاليوم لم تغِب المواجهات عن سابقاتها من الفعاليات، إذ قام الثوار المنتفضون بحرق الإطارات وتفجير العبوات الناسفة، ما أدى إلى تشغيل صوت صفارات الإنذار على طول غلاف المنطقة.
في المقابل، قامت قوات العدو الصهيوني بإطلاق النار وقنابل الغاز، باستخدام طائرات (كواد كابتر)، ممّا أسفر عن وقوع عشرات الإصابات جراء استخدام قوات الاحتلال الصهيوني الرصاص المطاطي، والحي، فضلاً عن الغاز المسيل للدموع.
وقالت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية مساء اليوم، إن قوات الاحتلال أطلقت وابلًا من قنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المتظاهرين على الحدود شرق مدينة رفح الأمر الذي أصاب المتظاهرين بالاختناق الشديد.
وينظم الشباب الثائر بشكل يومي فعاليات إرباك ليلي على حدود قطاع غزة احتجاجًا على مماطلة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة عقب انتهاء معركة “سيف القدس”.. وتنص الاتفاقية التي وقعت بوساطة مصرية على إعادة اعمار ما دمره الاحتلال وادخال البضائع وفتح المعابر وانهاء الحصار المفروض على سكان قطاع غزة منذ عام 2007 حتى اليوم.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أفادت أمس بوقوع 18 إصابة جرّاء قمع الاحتلال لفعاليات الإرباك الليلي شرق جباليا، من بينها إصابة واحدة متوسطة بالرصاص الحي.
ومع تجدد فعاليات «الإرباك الليلي» شرق مخيم البريج عند حدود غزة وعلى جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، اليوم، فمن المرتقب أن يشهد الخميس المقبل حضور كتلة بشرية ضخمة على طول السلك الفاصل شرقي قطاع غزة ضمن الفعاليات.
وبالإشارة إلى فعالية الخميس المقبل، قال أحد عناصر وحدات الإرباك الليلي، أبو محمد، في حديث لوسائل إعلام فلسطينية: إن “الفعاليات هدفها تشكيل ضغط على هذا العدو الصهيوني لتحقيق أهدافنا وهي العيش بكرامة كباقي شعوب العالم وكسر الحصار الظالم”.. مضيفاً: “نقول للعدو الصهيوني إن سيف القدس لن يغمد في صدور الشباب الثائر الذين يضحون بأوقاتهم وعمرهم فداء لهذه الأرض المباركة وللمطالبة بكسر الحصار الظالم على القطاع”.
وأشار إلى أنه “ما يزال في جعبتنا الكثير للضغط على هذا الاحتلال، فحتى هذه اللحظة لم تدخل الميدان سوى وحدة الإرباك الليلي وهناك العديد من الوحدات الجاهزة لدخول الميدان لتقض مضاجع الاحتلال، ومن خلفنا مقاومة تحمي الشباب الثائر”.
وتعليقاً على هذه الفعاليات، حيّا المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد اللطيف القانوع، في تصريح لقناة الأقصى، “الشباب الثائر الذي يمارس الضغط الشعبي على الاحتلال الصهيوني في مختلف محافظات القطاع لانتزاع مطالب الشعب الفلسطيني”.
وأشار القانوع إلى أن “فعاليات الضغط الشعبي مستمرة بمختلف الوسائل والأدوات والأيام القادمة ستشهد تصاعد في وتيرتها ما لم ينعم شعبنا بحياة عزيزة وكريمة”.
وقال: “الشباب الثائر في غزة يلتحم مع الثائرين في بلدة بيتا وجبل صبيح في إطار الاشتباك الدائم والمستمر مع الاحتلال لوقف عدوانه وتمدده الاستيطاني”.
من جهته، علّق المتحدّث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب، على الفعاليات قائلاً: إن الشعب الفلسطيني بغزة في مواجهة مفتوحة لانتزاع حقه المشروع في الحرية والحياة الكريمة بدون حصار، وهذا الحصار لن يكون قدراً لهذا الشعب”.. مضيفاً: “لولا حالة الاشتباك لما دُفع الاحتلال لفتح المعابر وادخال بعض المستلزمات، وهو ليس منةً منه”.
وفي سياق تهديدات العدو، قال شهاب: إن تهديداته “بشن حرب جديدة على غزة هي تهديدات فارغة ولن يكون بمقدوره تنفيذ ذلك لأنه يدرك تماماً الثمن الذي سيدفعه على أيدي المقاومة”.. مشيراً إلى أن جيش الاحتلال عاجز أمام شجاعة أهالي بلدة بيتا في الدفاع عن جبل صبيح.
ويشار إلى أن عشرات الشبان الفلسطينيون في قطاع غزة يشاركون بشكل يومي في فعاليات الإرباك الليلي أحد الأدوات الشعبية التي أعلنت عن تفعليها الفصائل الفلسطينية، لمواجهة سياسات الاحتلال واجبره على رفع حصاره المفروض على القطاع منذ عام 2007م، والتي تقام قرب السلك الزائل لقطاع غزة.
واعتبر الإعلام العبري أن فعاليات الارباك الليلي تُعد كابوساً للمستوطنين في غلاف غزة، خصوصاً بعد ليالي متوالية من الإرباك عند السياج.
وأفادت القناة الثانية العبرية، بأنه “من المؤسف أن سكان الغلاف فقط وأولئك الذين أمضوا ليلة هناك يمكنهم فهم ما يمرون به، إنها معاناة لا توصف”.
وقالت: “بالنسبة لأولئك الذين لا يفهمون ما يدور، أوضح لكم أنهم في الجانب الآخر في غزة، يشعلون الإطارات والرياح تدفع الدخان الكثيف نحو منازل المستوطنين في غلاف غزة، وكذلك مكبرات صوت تصدر أصوات إزعاج مجنونة، بالإضافة إلى تفجير العبوات”.
من جهته وصف صحفي “إسرائيلي” بارز” فعاليات الإرباك الليلي على السياج الأمني شرق قطاع غزة، بأنها “كابوس حقيقي” لمستوطني الغلاف.
وقال الصحفي “الإسرائيلي في القناة الـ20 العبرية نوعم أمير: إنها “ليلة جديدة من الإربـاك عند السياج، من المؤسف أن سكان الغلاف (المستوطنين) فقط وأولئك الذين أمضوا ليلة هناك يمكنهم فهم ما يمرون به”، وفق ما نقلته وكالة صفا.
وأضاف “إنها معاناة لا توصف بالنسبة لأولئك الذين لا يفهمون ما يدور أوضح لكم أنهم في الجانب الآخر -غزة- يشعلون الإطارات والرياح تدفع الدخان الكثيف نحو منازل المستوطنين في غلاف غزة”.
وتابع: “وكذلك مكبرات صوت تصدر أصوات إزعاج مجنونة، بالإضافة إلى تفجير العبوات، كابوس حقيقي عند النوم في ظل هذا الوضع”.
وبدأ الشباب الثائر يوم السبت الماضي، فعاليات الإرباك الليلي شرق منطقة ملكة شرقي غزة، في أول أيام استئناف هذه الفعاليات؛ رفضًا للحصار والعقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال.
وقالت “وحدات الإرباك الليلي”، خلال مؤتمر صحفي شرقي مدينة غزة: إن وحداتها بالمشاركة مع وحدة الكاوتشوك بدأت فعاليتها في مخيم العودة بمنطقة “ملكة”.
وأضافت: “أعطينا الفصائل والوسطاء الوقت الكافي لبذل الجهود والعمل على رفع هذا الحصار الظالم عن غزة، لكن العدو يماطل؛ لذلك نفد صبرنا، وقررنا عدم الالتزام بالهدوء إن لم يرفع الحصار عن قطاعنا”.
وتابعت: “نعلن للعدو أن فترة الهدوء التي عاشها انقضت، وعليه أن يستعد على طول الحدود لأصوات انفجاراتنا”.
وأكدت الوحدات استمرار حراكها “حتى رفع الحصار كاملًا عن قطاع غزة”.
و”الإرباك الليلي”، هو أحد الأدوات الشعبية للاحتجاج، برزت لأول مرة خلال فعاليات مسيرة العودة شرق قطاع غزة، وفعّلت قبل أسابيع في عدة بلدات في الضفة الغربية؛ رفضًا للبؤر الاستيطانية.
ويتجمع الشباب خلال هذه الفعاليات ويشعلون إطارات سيارات ويلقون قنابل صوتية قرب السياج الأمني، ويُشغّلون مكبرات الصوت بأغانٍ وطنية ويرفعون أعلام فلسطين.
وأصبحت “وحدات الإرباك الليلي”، التي تلقي قنابل أنبوبية وتشعل ألعابا نارية، ظاهرة جديدة على الحدود بين قطاع غزة والكيان “الإسرائيلي” قبيل الذكرى الأولى لاحتجاجات أسفرت عن سقوط قتلى.
ويقول المنظمون إن الهدف من ذلك هو إثارة توتر عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي في نقاط المراقبة وإضعاف الروح المعنوية بين سكان القرى “الإسرائيلية” على الحدود الممتدة بطول نحو 50 كيلومترا.
وعلى الرغم من مشاركة العشرات من قطاع غزة في الاحتجاجات الليلية فإنها بحجم الاحتجاجات التي تنظم خلال النهار.. ولا يمكن للمحتجين الرؤية لمسافة بعيدة في الظلام في مواجهة قوات الأمن “الإسرائيلية” التي تطلق الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية والذخيرة الحية.
وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الرد الصهيوني الذي أسفر عن سقوط شهداء بين الفلسطينيين.. وقالت: إنها تواجه محتجين يشكلون تهديدا لا يذكر بجنود مدججين بالسلاح.. فيما قال محققون بالأمم المتحدة في الأسبوع الماضي إن قوات الاحتلال الإسرائيلية قد تكون مدانة بارتكاب جرائم حرب لاستخدامها القوة المفرطة.
الجدير ذكره أن المحتجين في غزة يطالبون برفع الحصار المفروض على القطاع وكذلك بحق عودة الفلسطينيين لأراضيهم التي فرت العائلات أو أجبرت على النزوح منها أثناء إنشاء كيان الاحتلال في عام 1948.. وكلها مطالب مشروعة وعادلة ولكن الكيان المحتل يصم أذنيه عنها ويتهرب خصوصاً في ظل التخاذل والموقف المخزي للأنظمة العربية تجاه فلسطين وخصوصاً أنظمة التطبيع.