السياسية – متابعات :

أجرى رئيس الدولة العبريّة يتسحاق هرتسوغ هذا الأسبوع محادثات مع المسؤولين في السودان.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي اعتمدت على مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، عبّر الجانبان عن أملهما بالاستمرار بتوثيق العلاقات بين الطرفين والتوصل إلى اتفاق سلامٍ بأسرع وقتٍ، حسب التعبير الإسرائيليّ، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ هذه أوّل محادثات مع مسؤولين سودانيين منذ تشكيل الحكومة الإسرائيليّة الجديدة.

وذكرت الصحيفة العبريّة أنّ تل أبيب ترى أهميةً كبيرةً في إقامة العلاقات مع السودان، خصوصًا لأسبابٍ أمنيّةٍ مرتبطةٍ بمسارات تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة ولبنان، وفق زعمها.

وأفاد تقريرٌ إسرائيليٌّ أنّ السودان تشعر بخيبة أملٍ من نتائج اتفاق التطبيع مع إسرائيل وسط استثمارات أمريكية غير كافية فيها، فبعد عدّة أشهر من توقيع الاتفاق، لم تفِ واشنطن بوعدها بالاستثمار في مشروعات الزراعة والتكنولوجيا في السودان، حسبما نقلت قناة (كان) التلفزيونيّة-الإسرائيليّة-الرسميّة عن مصادر رفيعة المستوى في الخرطوم.

ولفتت المصادر إلى أنّ التطبيع كان مثيرًا للجدل داخل الحكومة السودانيّة، وأنّ الاستثمارات المالية الكبيرة كانت ستُساعِد في تسويق الاتفاقية للجمهور.
يُشار إلى أنّه في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الفائِت، انتهت إدارة ترامب من إجراءات رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وكانت هذه الخطوة حافزًا رئيسيًا للحكومة في الخرطوم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويعود التصنيف إلى التسعينيات، عندما استضافت السودان لفترةٍ وجيزةٍ زعيم القاعدة أسامة بن لادن وإرهابيين مطلوبين آخرين، ويُعتقد أيضًا أنّ السودان كانت بمثابة خط إمداد استخدمته إيران لتزويد حركات المُقاومة الفلسطينيّة، وعلى رأسها (حماس) في قطاع غزة بالأسلحة.

وعانى الاقتصاد السودانيّ على مدار عقودٍ من العقوبات الأمريكيّة وسوء الإدارة في ظلّ حكم البشير، الذي حكم البلاد منذ الانقلاب العسكري الذي دعمه الإسلاميون عام 1989، كما قال التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ (كان) في تقريره الحصريّ.

على صلةٍ بما سلف، قال مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ إنّ هناك تباطؤًا في العلاقات بين تل أبيب، والخرطوم، رغم الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات في هذا الإطار، على حدّ تعبيره.

واعتمادًا على مصادر رفيعةٍ في الكيان، أوضح المُستشرِق جاكي حوجي في مقالٍ تحليليٍّ نشره في صحيفة (معاريف) العبريّة، أنّه “في غمرة الحديث عن التطبيع العربيّ الإسرائيليّ، يمكن الإشارة إلى السودان، الذي عشناه أواخر (تشرين الأوّل) أكتوبر، عندما أعلن الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب رسميًا أنّ الخرطوم وتل أبيب قررتا إقامة علاقات، ووصلت هناك وفود رسمية عديدة، ولكن لم يتم عمل الكثير، مع أنّه على الورق، يعترف السودان بإسرائيل، ومستعد للسلام معها، لكن عمليًا، لم يحدث شيء بعد”، على حدّ تعبيره.

يُشار إلى أنّ كيان الاحتلال والسودان لم يوقّعا حتى الآن على اتفاق تطبيع رسمي، رغم إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي 2020 عن تطبيع العلاقات بين الجانبين.

* المصدر : رأي اليوم-زهير أندراوس