السياسية – متابعات :

بعدما تواترت الأنباء عن مشاركة فاعلة لتنظيم «القاعدة» الارهابي في العملية العسكرية التي أعلنتها القوّات المدعومة من السعودية في محافظة البيضاء الأسبوع الماضي، لم يجد إعلام القوّات المذكورة ما يردّ به على ذلك، سوى إتهام قوّات صنعاء بالأمر ذاته.

ففي خلال الأيام الماضية روَّجت وسائل الإعلام المحسوبة على التحالف العدوان الذي تقوده السعودية، أخباراً تتحدّث عن مصرع عناصر من التنظيم وهي تقاتل في صفوف الجيش و«اللجان الشعبية»، من بينها القيادي «أبو عبيدة الريامي».

وبعيداً من التضارب في تاريخ واقعة مقتل القيادي المشار إليه، حيث أعلنت تلك الوسائل مقتله في ثاني أيام العملية، بينما تحدّث موقع وزارة دفاع حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، «سبتمبر نت»، عن مقتله يوم الجمعة الماضي، أي بعد أسبوع من الإعلان الأول، تُؤكّد مصادر قبلية وأخرى مقرّبة من «القاعدة» عدم وجود قيادي في التنظيم يحمل هذه الكنية.

وبما أن الإعلام الموالي للسعودية لم يورد الإسم الحقيقي للقيادي المزعوم، واكتفى بالكنية، فلا يبدو أنه سيستمرّ في نشر أخبار على هذا المنوال، حتى لا ينكشف كذبه، بل سيكتفي بالإشارة العامة إلى المشاركة، خصوصاً بعدما نشر إعلام الطرف الآخر تفاصيل دقيقة لقتلى «القاعدة» في صفوف القوات المدعومة من «التحالف» خلال المواجهات الأخيرة في البيضاء.

وبغضّ النظر عما ينشره إعلام الطرفين، كان إعلام «القاعدة» قد نشر، خلال الأعوام الأخيرة، أخباراً شبه يومية عن عملياته ضدّ قوّات صنعاء في البيضاء، والتي كانت معظمها في مديرية الصومعة أو انطلقت منها.

كذلك، شدّد التنظيم، في أكثر من مناسبة، على أن حربه في البيضاء محصورة بـ«الروافض والخوارج»، في إشارة إلى «أنصار الله» وتنظيم «داعش»، أمّا القوّات التي يدعمها «التحالف العدوان» فقد أكد أنه يحارب إلى جانبها في 11 جبهة قتال، وبدافع عقدي.

في السياق ذاته، كان «داعش» قد اتّهم «القاعدة» بتلقّي دعم مالي وقتالي من قوات هادي في محافظة مأرب، وقال إن الدعم يصل عبر مشائخ قبائل إلى محافظة البيضاء، وتحديداً إلى مديرية الصومعة، قبل أن يتمّ توزيعه على التنظيم وتشكيل سلفي مسلّح في منطقة الحازمية التابعة للمديرية.

يشار إلى أن «داعش» أوقف عملياته ضدّ السعودية والقوات اليمنية الموالية لها ابتداءً من العام 2015، في سبيل توحيد الجهود ضدّ «أنصار الله».

* المصدر : قناة العالم الإخبارية