السياسية:

صدق الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ على فوز جو بايدن بمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

وعقب تصويت الكونغرس، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في الموعد المقرر في 20 يناير/كانون الثاني.

وصدق المشرعون بعد عودتهم إلى مبنى الكابيتول على فوز بايدن في الانتخابات، بعد ساعات من اقتحام أنصار ترامب المبنى في أعمال شغب أسفرت عن وفاة أربعة أشخاص.

وقال مسؤولون إن امرأة أطلقت الشرطة عليها النار، بينما لقي ثلاثة آخرون حتفهم بسبب “حالات طبية طارئة”.

وكانت مجموعات مؤيدة للرئيس ترامب قد اقتحمت المبنى في محاولة لإلغاء نتيجة الانتخابات، وعلقت جلسة الكونغرس.

واحتجز 52 شخصا، حتى الآن، من بينهم 47 بسبب خرق حظر التجول.

وانتقد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ما وصفه بـ “التمرد”.

ودعا الرئيس دونالد ترامب، الذي كان قد حث المتظاهرين على السير إلى مبنى الكابيتول، في وقت لاحق إلى “العودة إلى ديارهم”، مواصلا ادعاءاته عن تزوير الانتخابات. وجمد موقعا تويتر وفيسبوك حساباته لاحقا.

وبدأ نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، الجلسة المستأنفة مساء الأربعاء، حيث كان المشرعون يفرزون أصوات المجمع الانتخابي وتأكيدها، قائلاً إنه كان “يوما أسود في تاريخ مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة”.

وعادة ما تكون إجراءات التصديق قصيرة واحتفالية، لكن بعض المشرعين الجمهوريين أثاروا اعتراضات في الجلسة في محاولة لإلغاء النتيجة، وهي محاولة باءت بالفشل، كما كان متوقعا.

وازداد المشهد إثارة عندما فاز اثنان من الديمقراطيين بمقعدين في مجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة في جورجيا، وأدى هذا إلى تحويل ميزان الكونغرس إلى السيطرة السياسية الفعالة للحزب الديمقراطي، مما سيساعد على تمرير مشروعات قوانين بايدن بعد تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني.

ماذا نعرف عن الوفيات؟

قالت عمدة واشنطن، موريل بوزر، إن المرأة التي سقطت برصاص الشرطة كانت جزءا من مجموعة أفراد أجبروا على الدخول إلى غرفة مجلس النواب، حيث كانت الجلسة منعقدة. وتصدى لهم ضباط يرتدون ملابس مدنية، وسحب ضابط سلاحه وأطلق النار عليهم.

ونقلت المرأة إلى المستشفى وأعلنت وفاتها بعد ذلك. ولم يكشف عن اسمها رسميا، لكن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أنها من قدامى المحاربين في القوات الجوية الأمريكية في منطقة سان دييغو، وأنها داعمة لترامب.

وقال مسؤولون إن القتلى الثلاثة الآخرين بينهم امرأة ورجلان، لكن لم تعلن تفاصيل الطريقة التي توفوا بها. وأصيب ما لا يقل عن 14 شخصا من أفراد الشرطة خلال الاضطرابات.

ماذا حدث في مبنى الكابيتول؟

صعد المتظاهرون درجات سلم مبنى الكابيتول في حوالي الساعة 14:15 بالتوقيت المحلي، ودفعوا المتاريس والضباط الذين كانوا يرتدون معدات مكافحة الشغب لاختراق المبنى.

وكان تحركهم يستهدف الجلسة المشتركة للكونغرس التي عقدت للتصديق على فوز السيد بايدن في الانتخابات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني. واضطر أعضاء الكونغرس إلى الاحتماء تحت مقاعدهم، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع.

واستخدم مثيرو الشغب – الذين ارتدى بعضهم دروعا واقية – مواد كيمياوية لمهاجمة الشرطة، وفقا لرئيس شرطة العاصمة روبرت كونتي.

وصرخوا ملوحين بالأعلام الموالية لترامب والولايات المتحدة، أثناء تجولهم في القاعات مطالبين بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية.

ونشر آلاف من قوات الحرس الوطني ومباحث مكتب التحقيقات الفدرالي والشرطة السرية الأمريكية لمساعدة شرطة الكابيتول في مواجهة الموقف.

وعثر على قنبلتين، إحداهما في مكاتب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، على مقربة من مبنى الكابيتول، والأخرى في مقر اللجنة الوطنية الجمهورية القريبة.

واستمر احتلال مبنى الكابيتول لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن تؤمنه الشرطة. لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن المتظاهرين كانوا يستجيبون لنداء ترامب بالعودة إلى ديارهم، على الرغم من حظر التجول على مستوى المدينة الذي أعلنته رئيسة بلدية المدينة من الساعة 18:00 وحتى .06:00

واعتقل حتى الآن أكثر من 52 شخصا، من بينهم 47 انتهكوا حظر التجول.

وكانت هناك احتجاجات الأربعاء على المجالس التشريعية للولايات في كانساس، وجورجيا، ويوتا، وفي ولاية أوريغون وولاية واشنطن الشمالية الغربية.

إرث ترامب بعد يوم دموي

يقول مراسل بي بي سي لأمريكا الشمالية، أنتوني زوركر، إن رئاسة ترامب تنتهي بالأنين المدوي. وكان الرئيس يشير إلى السادس من يناير/كانون الثاني باعتباره يوم الحساب.

وكان قد طلب من مؤيديه القدوم إلى واشنطن العاصمة، وتحدي الكونغرس، ونائب الرئيس مايك بنس، للتخلي عن نتائج انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني وإبقاء الرئاسة في يديه.

ويضيف المراسل أن ترامب ربما يعود يوما ما إلى السلطة، ويعيد بناء إرث هو في حالة يرثى لها في الوقت الحالي.

كيف كان رد فعل بايدن وترامب؟

قال بايدن الديمقراطي الذي هزم الرئيس الجمهوري في انتخابات البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني، إن نشاط المتظاهرين “يؤجج الفتنة” وإن الديمقراطية “تتعرض لهجوم غير مسبوق”.

وأضاف: “اقتحام مبنى الكابيتول، وتحطيم النوافذ، واحتلال المكاتب في مجلس الشيوخ الأمريكي، وتفتيش المكاتب، في مجلس النواب، وتهديد سلامة المسؤولين المنتخبين. هذا ليس احتجاجا، إنه تمرد”.

ورد ترامب على هذا الإجراء في مقطع فيديو مسجل على تويتر، مكررًا ادعاءاته غير المثبتة بتزوير الانتخابات.

وقال: “أعرف ألمكم. أعلم أنكم مجروحون. كانت لدينا انتخابات سُرقت منا. كان فوزنا ساحقا، والجميع يعرف ذلك، ولا سيما الجانب الآخر. لكن عليكم أن تعودوا إلى بيوتكم الآن. يجب أن ننعم بالسلام”.

ولأول مرة جمد موقع تويتر حساب ترامب، قائلا إنه سيغلق لمدة 12 ساعة. وطالب عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بحذف ثلاث تغريدات قال إنها قد تؤجج العنف مهددا بـ”الإيقاف الدائم” للحساب. وتبعه فيسبوك وانستغرام.

وكان ترامب قد ألقى في وقت سابق الأربعاء، كلمة أمام تجمع بعنوان “أنقذوا أمريكا” خارج البيت الأبيض. وحث أنصاره على التوجه إلى مبنى الكابيتول. وقال “لقد سئمت بلادنا، ولن تعود إلينا بعد الآن”.
وكالات