السياسية:
ترجمة: أسماء بجاش- سبأ:
تشير التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة إلى أنه يمكن للفيروس التاجي أن ينتشر بشكل أسرع وعلى نطاق واسع مع عواقب أكثر فتكاً في اليمن, أكثر من العديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم, وفيما يلي خمسة أسباب توضح ذلك:
1- الحرب التي لا تزال جاثمة على هذا البلد من أكثر منذ خمس سنوات:
منذ أواخر مارس من العام 2015، تعرض اليمن لدمار هائل, بسبب الصراع الذي ترك الملايين من السكان في وضع يفتقرون فيه إلى الحصول على الرعاية الصحية الكافية أو المياه النظيفة أو خدمات الصرف الصحي, وهذا العناصر يتوجب توفرها للحد من انتشار الفيروس التاجي.
كما تم الحد من إمدادات الأغذية والأدوية الحيوية والمساعدات الإنسانية جراء الحصار البري والبحري والجوي الجزئي المفروض على البلد من قبل دول التحالف العربي المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية, التي أخذت على عاتقها مهمة صد الحوثيين, الذين يعرقلون في نفس الوقت عمليات توزيع المساعدات, كما أن غياب الحكومة المركزية التي طردها التمرد الحوثي من العاصمة صنعاء واضطرها للجوء إلى مدينة عدن الواقعة جنوب البلد, يجعل من احتواء الفيروس التاجي أمر صعب للغاية.
2- اليمن يعاني بالفعل من أسوأ أزمة إنسانية في العالم:
إن الوضع في اليمن يعرّض السكان لخطر الإصابة بأمراض شديدة العدوى, حيث أن قبل ما يقرب من ثلاث سنوات من ظهور “كوفيد-19″، أعلنت الأمم المتحدة, أن اليمن يعتبر أكثر الأماكن ضعفاً وعرضه للخطر على هذا الكوكب, إذ يعتمد نحو 24 مليون شخص, أي حوالي 80 % من أجمالي عدد السكان على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة، كما يصارع الملايين من السكان شبح الوقوع في شرك المجاعة.
كما يقدر أن مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، أضف إلى ذلك, أن البلد يكافح بالفعل أمراضا يمكن الوقاية منها, مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا, وذلك قبل الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالفيروس التاجي.
إن ضعف الجهاز المناعي يعني أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفاشية الفيروس التاجي, وبالتالي فإن فرص بقائهم على قيد الحياة, قليلة.
3- انهيار النظام الصحي في اليمن:
كان اليمن على موعد مع أكثر خمس سنوات من الحرب, التي كانت كفيلة بتدمير نظام الرعاية الصحي في البلد, مما جعلها غير قادرة على مواجهة الوباء, ونظراً لكون العديد من المرافق الطبية في البلد والبالغ عددها 3500 منشأة, أما قد تضررت أو دُمرت بالكامل جراء الغارات الجوية التي تمطرها دول التحالف العربي على اليمن، حيث يعتقد أن نصفها فقط لا زال يعمل.
وتفيد التقارير بأن العيادات المكتظة بالمرضى وأن الأدوية والمعدات الأساسية غير موجودة, في بلد يبلغ تعداد سكانه 27.5 مليون نسمة، كما لا يوجد سوى بضع مئات من أجهزة التنفس اللازمة لمساعدة المرضى على التنفس في الحالات التي قد يتسبب فيها الفيروس التاجي بفشل رئوي.
4- العدد الفعلي لحالات الفيروس التاجي غير معروف:
إن الأصعب من معرفة أو تحديدا عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفاشية الفيروس التاجي، هو منع انتشاره أو التنبؤ بعدد المرضى الذين سيكونون بمثابة عبئاً إضافياً على النظام الصحي الهش بالفعل.
فمنذ الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالفيروس التاجي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في أبريل في محافظة حضرموت الجنوبية، كان من المستحيل تحديد المدى الحقيقي لهذه الفاشية, حيث أبلغت الحكومة من جانبها, عن تسجيل أكثر من 900 حالة إصابة، في حين اكتفاء الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق الشمالية المكتظة بالسكان بالإعلان عن أربع حالات فقط في الأراضي التي يسيطرون عليها.
ومن جانبها, تقول الأمم المتحدة إنه نظراً لعدم وجود الاختبارات اللازمة وعدم شفافية البيانات التي يقدمها الحوثيون والحكومة، فإن العدد الحقيقي للحالات من الوارد يكون أعلى من ذلك بكثير بشكل عام.
5. الكادر الطبي لقمة صائغة للمرض:
بالإضافة إلى شحه الأدوية اللازمة لعلاج الحالات المصابة بالفيروس التاجي، يفتقر الأطباء في اليمن إلى معدات الحماية الشخصية، مثل الأقنعة والعباءات التي تقيهم من المرض, حيث ذكر تقرير غير مؤكد على موقع المصدر الإخباري اليمني الخاص, أن عشرات الأطباء توفوا نتيجة لإصابتهم بفاشية ” كوفيد – 19 ” في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والتي تسيطر عليها الحكومة على حد سوء, فعلى سبيل المثال, توفي أحد أبرز خبراء الأمراض المعدية في اليمن، الدكتور ياسين عبد الوارث جراء إصابته بالفيروس التاجي، في منتصف شهر يونيو المنصرم, في ما وصف بأنه ضربة قاصمة للقطاع الصحي في اليمن.
* موقع “بي بي سي – BBC ” النسخة الفرنسية –
* المادة الصحفية تم ترجمتها او نقلها حرفيا من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن الموقع