السياسية - وكالات :

تواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ44 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ31، وسط تصعيد عسكري يشمل تعزيزات مكثفة وحصارا مشددا ومداهمات واسعة للمنازل.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن قوات العدو دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، ونشرت فرق المشاة في حارات المخيمين ومحيطهما، وسط إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية لترويع المواطنين.

وأشارت وكالة "وفا"، الى أن قوات العدو الصهيوني بآلياتها وجرافاتها الثقيلة، عززت وجودها العسكري أمام المنازل التي تستولي عليها في شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة المواطنين الفلسطينيين.

وخلال ساعات الليل، شددت قوات العدو إجراءاتها على شارع نابلس، حيث اعترضت المركبات المارة وأوقفتها وفتشتها، ودققت في هويات ركابها، واحتجزت عددا منهم خاصة الشبان، ونكّلت بهم، وحققت معهم ميدانيا، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

وصعّدت قوات العدو الصهيوني عملياتها العسكرية في مخيم طولكرم، حيث كثفت دورياتها الراجلة في حاراتها كافة، بما فيها حارتا المربعة والخدمات، وسط مداهمات واسعة للمنازل والمحلات التجارية بعد خلع أبوابها وتفجيرها، وتخريب محتوياتها، وهي تطلق الأعيرة النارية بشكل عشوائي.

ويعاني المخيم دمارا واسعا وشاملا طال بنيته التحتية، إلى جانب المنازل التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والتخريب والإحراق، فيما حولت قوات العدو المنازل المتبقية إلى ثكنات عسكرية، ما زاد معاناة الأهالي في ظل استمرار العدوان.

وفي مخيم نور شمس، تواصل قوات العدو الصهيوني حصارها المطبق عليه، مترافقا مع عمليات اقتحام واسعة للمنازل، وتعمدت تخريب محتوياتها بعد تفتيشها، وإخضاع سكانها للاستجواب تحت التهديد.

كما تواصل قوات العدو تحويل منزل أحد المواطنين في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس إلى ثكنة عسكرية، حيث استولت عليه بالكامل، وأجبرت صاحبه على تزويد الجنود بالمياه.

وذكرت مصادر محلية فلسطينية، أن قوات العدو الصهيوني لم تكتف بالسيطرة على المنزل، بل سرقت أسرّة من منازل مجاورة لاستخدامها في النوم داخله، كما ركبت كاميرات مراقبة على المنزل، في خطوة لفرض رقابة مشددة على المخيم.

وأفادت المصادر المحلية بسماع أصوات إطلاق نار كثيف داخل المخيم، فيما أطلقت قوات العدو الصهيوني قنابل ضوئية بكثافة فوق حارة جبل النصر خلال ساعات الليل، وتزامن ذلك مع التدمير الذي ألحقته جرافاتها بالبنية التحتية وهدم المنازل في حارة المنشية بشكل كامل، الذي طال أكثر من 28 منزلا ضمن مخططها لشق طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم.

وفي السياق ذاته، داهمت قوات العدو الصهيوني عددا من المنازل في حي إسكان الموظفين في ضاحية اكتابا شرق مدينة طولكرم، وتحديدا المقابلة لمخيم نور شمس، وفتشتها وخرّبت محتوياتها، واخضعت سكانها للتحقيق الميداني لساعات.

وأسفر العدوان الصهيوني المتواصل على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس، و12 ألفا من مخيم طولكرم.