من وعد يهوه إلى وعد بلفور
السياسية: موفق محادين *
كانت المسألة اليهودية تتشكَّل في إطار الرأسمالية الأوروبية القومية المساعدة حتى القرن التاسع عشر، ولم تأخذ طابعها الصهيوني إلا مع تحول هذه الرأسمالية إلى إمبريالية.
ظلَّت المجموعات البرجوازية اليهودية أقلية داخل المجامع اليهودية في أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر، إذ كانت الأوساط البرجوازية اليهودية المتوسطة تتلمَّس أشكال الاندماج والتفاعل مع الحركة الديمقراطية الأوروبية بمختلف تياراتها، بعدما لم تعد الطبقات الرأسمالية الصاعدة، التي اكتسبت خبرة وقوة، لتخشى اليهود كما فعلت من قبل، وبدأ اليهود يؤدون دوراً في التوسع والازدهار الرأسمالي، فشارك التجار اليهود في هولندا وإمبراطورتيها التي لجأ إليها عدد كبير من اليهود الفارين من إسبانيا، وأحسّت الطبقات البورجوازية في إنكلترا وأميركا بفائدة اليهود للدولة البورجوازية.
وقد ترافق ذلك مع حركة الإصلاح الديني التي ألغت الكنيسة كوسيط للإيمان، ومع حركة الإصلاح الزمني التي رفعت شعارات الحرية والإخاء والمساواة بين البشر وكرستها في قوانين مدنية، فتحطَّمت أسوار الغيتو ودخل اليهود فترة جديدة من حياتهم عنوانها الاندماج، وبدا أن الثروة البرجوازية والإصلاح الديني قدما الحل الجذري بإعلان دولة القانون والحريات الديمقراطية.
ووفقاً لما كتبه المؤرخ الصهيوني بن هالبرين: “عندما ظهر ما يعرف بعصر التنوير، وأعلن في أوروبا حق المساواة بين المواطنين جميعاً، بدأ تطبيق ذلك وفقاً لقوانين وتشريعات أصدرتها الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1791، وتبعتها الدول الأوروبية الأخرى، ولكن هذه الحركة الإصلاحية لم تطبق تماماً على اليهود”.
عندها، ظهرت فكرتان، الأولى تدعو إلى مساواة اليهود بوصفهم مواطنين في الأقطار التي يعيشون فيها، وقد أيدها معظم اليهود، والأخرى تدعو إلى اعتبار اليهود “قومية واحدة”. وقد أيدتها أوساط غير يهودية.
لكن تبلور أهمية العالم القديم کأسواق ومصادر للمواد الخام وحاجة البرجوازية الأوروبية الصاعدة إلى السيطرة على مفاتيح هذا العالم، وفي مقدمتها الشرق العربي، جعل الغرب بحاجة إلى إثارة المسألة اليهودية، وليس إلى حلها، مقدمة لتوظيف هذه المسألة هنا، وليس في أوروبا، إذ كان قيام كيان خاص باليهود يخدم الغرب في أكثر من قضية، تبدأ بالالتفاف مستقبلاً على أي محاولة لتوحيد مصر مع سوريا، على غرار محاولة محمد علي، وتنتهي بحاجة الغرب إلى السيطرة على مفاتيح الاقتصاد والسياسة في الشرقين الأدنى والأوسط.
وقد ارتبط ذلك باحتدام الصراع بين الإمبرياليتان نفسها التي رأت في المشروع الصهيوني جزءاً مهماً من استراتيجية تفكيك الإمبراطورية العثمانية ووراثتها. لقد دخلت الدوائر الغربية في المناخات التي رافقت النهوض القومي المتأخر وتشكل الدول القومية البرجوازية في أوروبا الشرقية التي مرّرت بعدها السياسات ذاتها التي رافقت تشكل الدول القومية البرجوازية في أوروبا الغربية، فقامت بحرف وتحويل الصراع الاجتماعي مع جماهيرها إلى صراع قومي موجه ضد اليهود، يؤمن لها تصدير أزمتها الداخلية وتحميل اليهود مسؤوليتها من جهة، ويساهم من جهة ثانية في خدمة تصوراتها حول موقع المشروع الصهيوني في السياسات الغربية إزاء الشرق العربي، إضافةً إلى توظيف النزعات الصهيونية من أجل شق الحركة العمالية العالمية.
وحين لم تعد ثمة إمكانية لإنتاج الوظيفة الربوية القديمة مع هزيمة الإقطاعية في أوروبا الشرقية، ولم يعد أمام اليهود سوى الاندماج، كانت الدوائر الغربية توظف المشاعر القومية المعادية لليهود في شرق أوروبا من أجل خلق مشاعر يهودية قومية وهمية في الأوساط اليهودية المتوسطة التي بدأت بالتفسخ مع المناخات الإقطاعية التي كانت تنتجها.
ولم يكن أمام هذه الدوائر أفضل من اللعب بوعد الله للشعب المختار في الأرض المختارة؛ أرض اللبن والعسل، من أجل تحويل الكراهية المتبادلة في أوروبا الشرقية إلى مشروع يخدم مصالح هذه الدوائر في فلسطين؛ مفتاح الغرب إلى الشرق والعالم الجديد إلى العالم القديم، فكانت الصهيونية اليهودية؛ صهيونية الوظيفة اليهودية الجديدة، صهيونية المحارب اليهودي، مجرد صدی لصهيونية التاجر الغربي العالمي.
وحين كان سكان الغيتو في الماضي هم المرابين الذين كرستهم أوروبا الإقطاعية في غيتوهات خاصة، اكتسى الغيتو الصهيوني الجديد ملامح الثكنة العسكرية داخل آسيا الإقطاعية من أجل أوروبا الرأسمالية.
وقد عبر عن ذلك ماكس نورداو بقوله: “أنتم تريدون منا أن نحمي قناة السويس، وأن نؤمن طريقكم إلى الهند عبر الشرق الأوسط، ونحن نريد منكم أن تساعدونا من أجل أن نصبح قوة قادرة على خدمة هذه المصالح”، مستتبعاً ذلك بقوله في معرض آخر: “لسنا في موقعين مختلفين، فلا يسعنا إلا أن نهزأ بالنصائح التي تدعونا للتحول إلى آسيويين حتى ننجح هناك”، وهو ما كرره بن غوريون وبنحاس سابیر في تصريحين متشابهين أكّدا ازدواجية الانتماء الصهيوني الثقافي إلى الغرب والجغرافي إلى الشرق.
صهيونية التاجر الأوروبي: وعد بلفور
في قول لوايزمان بعد صدور وعد بلفور: “كنت أرتجف خوفاً من أن تستدعيني الحكومة البريطانية لتسألني: ما هي هذه المنظمة الصهيونية؟ فقد كان البريطانيون يعلمون أن اليهود ليسوا إلى جانبنا، وأننا نقف وحيدين على جزيرة صغيرة، حفنة ضئيلة من اليهود بماضٍ غريب”. وعندما استفسر اللورد بالمرستون من مجلس الوكلاء اليهودي في لندن عن مدى مساهمة اليهود في مشاريع الاستيطان في فلسطين، لم يحظَ بجواب شافٍ، فقد ظل المشروع الصهيوني حتى بدايات ذلك القرن مشروع الأقلية اليهودية المرتبطة بالدوائر الغربية، فيما ظلت الأكثرية غير معنية بهذا المشروع لأسباب متفاوتة.
وهناك من اعتبر أن الاندماج هو الحل الملائم كمواطنين أفراد (الماركسيون من أصل يهودي) أو كأقلية (قومية)، كما هو حال المفكر اليهودي الأميركي ستون، الذي ربط ازدهار اليهودية بالتعايش كأقليات قومية داخل الحضارات التعددية، كالهيلينية والحضارة الإسلامية، ولكن معارضة المشروع الصهيوني من موقع يهودي ديني كانت هي الأبرز، فاليهودية الأرثوذكسية اعتبرت كل قومية معادية للدين (ناطوري كارتا)، واليهودية الإصلاحية اعتبرت اليهودية ديانة، ولیست قومية. ويُذكر في هذا المجال أن المؤتمر المركزي للحاخاميين الأميركيين الذي عقد 1855 أكّد “أن اليهود يشكلون جالية دينية فحسب”.
وأعلن المؤتمر الوطني العام لممثلي الكنيس اليهودي في ختام اجتماعاته في بيتسبورغ عام 1885 أن “أميركا هي صهيوننا”، وذاك على غرار الشعار الذي رفعه زعماء اليهود في ألمانيا قبل ذلك، وأعلنوا فيه أن “شتوتغارت هي أورشلیمنا”، وهو الخط الذي مهَّد لإعلان الحركة اليهودية الإصلاحية التي عارضت المشروع الصهيوني في فلسطين، وأجبرت القيادة الصهيونية على نقل مقر انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول من ميونخ إلى بازل، كما دانت لاحقاً نتائج مؤتمر بلتيمور التي لم تكن من وجهة نظرها إلا صدی عنصرياً لعنصرية النازية.
هكذا، يتضح مما سبق أنّ “كيان إسرائيل” لم تتشكل كمشروع يهودي فحسب، بل أيضاً كمشروع غربي حطم الغيتو اليهودي التجاري الحرفي في أوروبا الرأسمالية ليعيد تشكيله على هيئة ثكنة إسبارطية عسكرية تخدم مصالح الغرب في الشرق، فالوظيفة التاريخية لليهود لم تلغ، إنما أخذت برعاية الغرب شكلاً جديداً، وحل الدرع محل الذهب، والمحارب محل التاجر. ولم يكن تساؤل لينين في غير مكانه عندما قال: “هل كانت مصادفة أن القوى الرجعية في أوروبا بأكملها، وخصوصاً في روسيا، تتكالب ضد اندماج اليهود؟”.
في هذه المنطقة من العالم التي تربط بين القارات الثلاث، وبين أهم طرق التجارة والطرق العسكرية، والتي كانت حتى عهد قريب تحت سلطة مركزية معادية للغرب، تذكر الغرب الرأسمالي الذي كان يضطهد اليهود أن هؤلاء اليهود هم أصحاب حق تاريخي مزعوم في فلسطين، وما عليهم بالاستناد إلى العهد القديم والأساطيل الأطلسية إلا أن يعودوا إلى أرض الأجداد، ويحولوها إلى حصن مكابي جديد في خدمة البرجوازية العالمية.
وعلى الرغم من الدور المميز الذي أدته بريطانيا، ثم أميركا، في إنشاء “كيان إسرائيل”، فإن فرنسا وروسيا القيصرية وألمانيا لم تكن غائبة عن أهمية “إسرائيل” بالنسبة إليها في شرق المتوسط.
سبق لنابليون بونابرت أن وجه إلى اليهود نداء عام 1799 يدعوهم فيه إلى استعادة حقوقهم المسلوبة في فلسطين، كما تابع نابليون الثالث (1802-1870) الاهتمامات ذاتها على قاعدة الصراع الفرنسي – البريطاني – الألماني على المنطقة، وساهم في نشر كتاب موسی هس “روما والقدس”، الذي جاء فيه أنَّ فرنسا معنية بدعم اليهود في إقامة مستعمرات تمتد من السويس حتى القدس، ومن ضفتي الأردن حتى البحر المتوسط.
ومن جهة روسيا القيصرية، تشير الوثائق إلى تعاون وثيق بين وزير الشرطة القيصرية الذي كان يترأس حزب “المائة السود” المعروف بمعاداته لليهود وهرتزل، وإلى تعاون آخر تم إبرامه في الحرب الأهلية في روسيا خلال الأعوام 1919 و1921 بين جابوتنسكي والعصابات البيضاء في أوكرانيا، انطلاقاً من فكرة هرتزل عن فائدة وضرورة اللاسامية من أجل نجاح الفكرة الصهيونية.
من جهة ألمانيا، واصل النازيون مساعي بسمارك للتخلّص من يهود ألمانيا من جهة، ولتوظيفهم في الشرق بما ينسجم مع المصالح الألمانية من جهة أخرى.
وكشفت الوثائق التي تركها النازيون خلفهم بعد سقوط برلين عن أشكال عدة من التعاون السياسي المباشر وغير المباشر بين النازية والصهاينة المتحمسين للهجرة. ومن بين هذه الأشكال، تدريب اليهود على إقامة إدارات ذاتية في مناطقهم، على غرار الإدارة الذاتية اليهودية لمدينة تيريزين، وكذلك الاتفاقية التي عرفت باتفاقية الهعفراه (كلمة عبرية تعني النقل) التي صرح النازيون بمقتضاها لليهود بالهجرة في مقابل تسويق البضائع الألمانية خارج فلسطين والتأثير في الموقف السياسي للولايات المتحدة.
ومما كشفه جون ودافيد كيمشي، مؤلف كتاب “الدروب السرية”، في هذا المجال أنَّ “المبعوثين اليهود الفلسطينيين سافروا إلى ألمانيا النازية، ليس من أجل إنقاذ اليهود الألمان، بل من أجل انتقاء الرجال والنساء الشباب المستعدين والمتأهبين للتوجّه إلى فلسطين”.
وقام كوت جروسمان في كتاب هرتزل السنوي (الجزء الرابع) بدراسة الموضوع ونشره تحت عنوان “الصهاينة وغير الصهاينة تحت الحكم النازي في الثلاثينيات”. وقد ألحق الكاتب بالمقال 8 وثائق نازية تحمل كلها توجيهات إلى الشرطة الخاصة بتنظيم النشاط اليهودي في ألمانيا النازية، وأوّل هذه التوجيهات رقم “35420/18134” صادر عن الشرطة السياسية في بافاريا (بتاریخ 28 كانون الثاني/يناير 1930)، وهو خاص بمنظمات الشباب اليهودي، وجاء فيه أن إعادة بعث المنظمات الصهيونية التي تدرب اليهود تدريباً مهنياً على الزراعة والحرف، قبل هجرتهم إلى فلسطين، هو أمر في مصلحة الدولة النازية.
وقد أشارت الكاتبة اليهودية حنة أرندت إلى الآثار الرئيسية للاتفاق المذكور بين السلطات النازية والوكالة اليهودية، فكتبت تقول: “إن النتيجة المباشرة لذلك هي أنه في الثلاثينيات، وفي الوقت الذي بذل اليهود الأميركيون مساعي جديدة لمقاطعة البضائع الألمانية، كانت فلسطين تغرق بالبضائع التي تحمل العلامة التجارية (صنع في ألمانيا)”.
أما الاهتمام البريطاني باليهود، فقد بدأ مع كرومويل بغرض استخدامهم في الصراع على تركة إسبانيا والبرتغال بين إنكلترا والأقاليم المتحدة (هولندا).
وكتب السياسي البريطاني المعروف شافتسبري في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية البريطاني بالمرستون يقول فيها: “من الضروري تحويل سوريا إلى دومينيون بريطاني”، وأشار إلى أن ذلك يتطلب رأسمالاً ويداً عاملة. أما الرأسمال، فهو بطبيعته يرسل دائماً من دون رغبة كبيرة إلى كل بلد لا تكون فيه الممتلكات والحياة في أمن.
واقترح شافتسبوري في ختام رسالته: “لو أننا أمعنا التفكير في قضية عودة اليهود في ضوء إقامة أو استعمار فلسطين، لاكتشفنا أن ذلك هو أرخص وأضمن طريق لتزويد هذه المنطقة القليلة السكان بكل ما هو ضروري”.
ومع حلول القرن العشرين، كانت بريطانيا جاهزة لأخطر تصريحين، في هذا المجال:
تصريح كامبل بنرمان، الذي اعتبر المشروع الصهيوني ضرورة غربية لفصل المشرق العربي عن المغرب الغربي، وتبديد أي شروط تكرر تجربة محمد علي، وتصريح اللورد بلفور رئيس الحكومة البريطانية 1903 ووزير الخارجية 1919، الذي كتب في مذكراته عن تصريحه الشهير: “سواء كانت الصهيونية على حق أم على باطل، جيدة أم سيئة، فإنها ذات أهمية كبيرة لنا تفوق بكثير رغبات وآمال السبعمئة ألف عربي الذين يسكنون هذه الأرض القديمة”، علماً بأنَّ بلفور من المسيحيين المعروفين بعدائهم الديني لليهود، وأن السير أودين مونتاجو، العضو اليهودي في الحكومة البريطانية التي أصدرت وعد بلفور، كتب مذكرة ضد إصدار الوعد.
ومثل بريطانيا، كانت الولايات المتحدة تتابع تطور المشروع الصهيوني في فلسطين مع تطور أهميتها وموقعها داخل المنظومة الرأسمالية العالمية؛ فإدارة الرئيس ويلسون ضمَّت لويس برانديس، أحد زعماء الصهيونية في أميركا، ووافقت على إعلان بلفور قبل إعلانه رسمياً، وذلك في برقية وجهها مستشار الرئيس إلى وزارة الخارجية البريطانية في السادس عشر في تشرين أول/أكتوبر 1917.
ومع ازدياد التقدم الأميركي داخل المنظومة الرأسمالية العالمية على حساب بقية البلدان الرأسمالية، وبخاصة بريطانيا، كانت البصمات الأميركية تزداد على الحركة الصهيونية مع ازدياد أهمية هذه الحركة في التصورات الأميركية للشرق الأوسط نفطياً وسياسياً، الأمر الذي ينسجم مع انتقال الزعامة الإمبريالية من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، ويفسر مغزى الضغط الأميركي على اليهودية الأميركية وإخضاعها للحركة الصهيونية، وكذلك مغزى انعقاد المؤتمر الصهيوني العالمي في نيويورك في فندق بالتيمور 1942، الذي عرف المؤتمر باسمه، وانتقال المقر الرئيسي للصهيونية من لندن إلى نيويورك 1945.
إنَّ التزام الولايات المتحدة قيام “الوطن القومي لليهود”، وتأكيد هذا الالتزام بدعم إدارة ترومان قرار التقسيم 1947، ثم الاعتراف بـ”إسرائيل” فور قيامها، كان يعني في ضوء نتائج الحرب الثانية وورثة الولايات المتحدة لمصالح حلفائها الأوروبيين، أن المسألة اليهودية إذا كانت مظهراً من مظاهر انتصار الرأسمالية الأوروبية، فإن الصهيونية مظهر من مظاهر انتصار الرأسمالية في تطورها الإمبريالي الأميركي.
لقد كانت المسألة اليهودية تتشكَّل في إطار الرأسمالية الأوروبية القومية المساعدة حتى القرن التاسع عشر، ولم تأخذ طابعها الصهيوني إلا مع تحول هذه الرأسمالية إلى إمبريالية، وتحول الوظيفة التاريخية اليهودية من وظيفة التاجر المرابي داخل أوروبا إلى وظيفة المحارب خارجها.
لم تكن الصهيونية امتداداً للمسألة اليهودية إلا بقدر ما كانت الإمبريالية امتداداً للرأسمالية، ولم تكن وظيفة المحارب اليهودي امتداداً لوظيفة التاجر اليهودي إلا بقدر ما احتاجه الغرب في الحالتين للغيتو اليهودي؛ مرة كغيتو للمرابين داخل الأسوار الأوروبية، ومرة كغيتو للمحاربين خارج هذه الأسوار.
المصدر : الميادين نت
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع