السياسية:

اعتبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، فقيد الوطن الدكتور محمد محمد المطهر وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق ، أحد رموز التسامح والتآخي على المستوى الوطني .

 

وأكد رئيس الوزراء في أربعينية الفقيد الدكتور محمد المطهر التي أقامتها اليوم بصنعاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على الإجماع الوطني على الفقيد كشخصية تتمتع بمعايير سلوكية وثقافية وأكاديمية وتربوية عالية .. لافتا إلى زهده وتفضيله لضنك العيش على قبول منصب رفيع في حكومة العملاء.

 

وقال ” فضل أن لا يذهب مع أي طرف لان الوطن لديه أغلى وأثمن بكثير إيمانا منه بالقضية الوطنية التي ينبغي أن لا تكون حزبية أو سياسية “.. مشيرة إلى أن التاريخ لن يرحم من باعو أهلهم ووطنهم وقبضوا مقابل ذلك ثمنا بخسًا .

 

ووجه رئيس الوزراء بإطلاق أسم الدكتور المطهر على كلية التربية بجامعة صنعاء، تخليدا لاسمه وتقديرا لإسهامه المهم في انجاز العديد من الأفكار والبحوث والكتب التربوية حرصا منه على سلامة الأجيال وأهمية أن تبنى على أسس سليمة ومتينة.

 

وتوجه بالشكر لأسرة الفقيد وكل من سيشارك في جمع أعماله وأبحاثه وكتاباته وإصدار كتاب جامع عن هذه الشخصية الأكاديمية والإدارية الكبيرة .. منوها بما امتلكه الفقيد المطهر من قواسم مشتركة بين زملائه وأصدقائه في داخل الوطن وخارجه، فضلا عن حضوره على المستوى العربي.

 

وشدد الدكتور بن حبتور، على أن الأوطان والأمم كافة لم تتقدم سوى عبر التعليم وليس عبر فوهة المدفع أو الرشاش .. مؤكدا أن التعليم العالي أحد السلالم الهامة للعملية التعليمية.

 

ودعا إلى إعلاء قيم التسامح والتآخي وعدم التميز، التي استطاعت مدينة صنعاء بتنوعها الإنساني والثقافي وتاريخها العريق أن تجسدها .. سائلاً المولى الرحمة والمغفرة للفقيد الوطن الدكتور محمد محمد المطهر .

 

من جانبه أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب أن الوطن خسر برحيل الدكتور المطهر أحد الهامات الوطنية المشهود لها بالخبرة والكفاءة ورجل التخطيط الاستراتيجي وأحد العلماء الذين أثروا الساحة العلمية والأكاديمية بالعديد من بالأبحاث والدراسات العلمية القيمة في مختلف المجالات .

 

ولفت إلى أن الفقيد تتلمذ على يديه جيل من الخريجين، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة.

 

وأشاد بمناقب وإسهامات الفقيد العلمية والأكاديمية، حيث كان له دور في إعداد الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي وإيجاد الدعم الخارجي للتعليم العالي من خلال علاقته بالمانحين ودوره في إعادة هيكلة الوزارة بمراحلها الثلاث ووضع معايير التوصيف الوظيفي إضافة لإسهاماته في تأسيس وبناء جامعة صنعاء منتصف سبعينيات القرن الماضي، وإرساء مداميك وزارة التعليم العالي الذي شغل فيها موقع نائب الوزير لمدة تزيد عن 15 عاماً.

 

ونوه الوزير حازب بصفات الفقيد الدكتور المطهر حيث كان أستاذاً جامعياً، ورجل دولة وقائداً إدارياُ ناجحاً وكفؤاً ونزيهاً، ترك بصماته الواضحة في مختلف مؤسسات التعليم .

 

وقال ” كما وجهنا أمس جامعة صنعاء بإطلاق اسم الفقيد الدكتور صالح باصرة على إحدى قاعاتها الكبرى، فإننا نوجه الجامعة بإطلاق أسم الفقيد المطهر على إحدى قاعاتها، خاصة وأنه أحد أساتذتها، وتقلد فيها عدد من المناصب آخرها مساعداً لنائب رئيس الجامعة.

 

ودعا وزير التعليم العالي إلى إعداد كتاب يتضمن سيرة حياته العلمية وأعماله وإنجازاته العلمية والعملية والأكاديمية .

 

فيما اعتبرت كلمة أصدقاء ومحبي الفقيد التي ألقاها الدكتور أحمد محمد الشامي، رحيل الدكتور المطهر خسارة على الوطن .. لافتا إلى ما كان يتمتع به الفقيد من دماثة خلق ووفاء وصدق ونزاهة وحكمة وتواضع.

 

وأكد أن الفقيد كان عالماً وأديباً ومثقفاً وتربوياً وأكاديمياً وقائداً إدارياً بارعا وسياسياً متألقاً وناجحاً في المناصب التي تقلدها سواءً في التربية والتعليم أو جامعة صنعاء أو وزارة التعليم العالي .. مشيراً إلى أن اليمن خسر برحيل الفقيد أحد أبرز رجالاته، بما تركه من بصمات ونجاحات وإنجازات لا يمكن أن تنسى .

 

فيما أعربت كلمة أسرة الفقيد الراحل التي ألقاها نجله إبراهيم محمد المطهر، عن التقدير والامتنان لهذه اللفتة في إقامة حفل تأبين شخصية وطنية وإنسان عمل كل ما في وسعه من أجل خير وطنه وشعبه.

 

وأكد أن الوطن خسر برحيل الفقيد واحدا من العلماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم والبحث العلمي .. مشيرا إلى دور الفقيد في تطوير التعليم العام والفني والعالي من خلال إشرافه وإدارته لمجموعة من المشاريع التعليمية والتطويرية الممولة خارجياً إضافة إلى مسيرته التربوية والأكاديمية على مدى خمسين عاماً.

 

تخلل حفل التأبين الذي حضره قيادات الوزارة ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية وعدد من الأكاديميين من مختلف الجامعات اليمنية وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومستشارين وشخصيات سياسية واجتماعية وزملاء ومحبي الفقيد، عرض فيلم وثائقي عن مسيرة حياة الفقيد العلمية والأكاديمية والإدارية.

 

سبأ